تحويل الأفكار السلبية الى افكار إيجابية/عمر رشيد الحصونة

Sun, 5 Oct 2014 الساعة : 8:58

هي فكرة قرآنيه جاءت بأكثر من آية تصرح بهذا الأمر قال تعالى(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) سورة الفرقان 70
فالسيئات كمبدأ قرآني هو السلبيات في علم التنمية والحسنات هي الايجابيات,فقد يسأل السائل..هل بالأمكان أن تتحول أفكاري وبرمجة عقلي السلبية الى إيجابية؟؟؟
فنقول له:- نعم بالتأكيد..يمكن ذلك..حيث تستطيع تحويل أي فكرة سلبية في العقل الى فكرة إيجابية نافعة,حيث أن العقل البشري هو(عبد المأمور),فهو يطبق أفكارك التي تزوده بها والتي تفرضها عليه مثل ماهي بلا زيادة وبلا نقصان,
س/كيف يتم تحويل الأفكار؟
يكمن الحل بتطبيق ثلاث خطوات هي:-
•       طرح الفكرة الإيجابية البديلة
•       الإيمان بتلك الفكرة الإيجابية وتوجيه المشاعر نحوهه(الدكتور الفقي يقول اكتب انا ناجح..انا جميل..انا استطيع عبور هذه الازمة..واجعها في ورقة معك اينما تذهب وكلما واجهك  شيء أو مؤثر سلبي استخرج الورقة وانظر لها سوف تكون كالدافع الى الامام)
•       العمل على التطبيق الفعلي لتلك الفكرة(وليس فقط الكلام باني اريد ان اتغير..اريد ان اغير افكاري السلبيه..فالكلام وحده لايكفي..التطبيق والاستمرار هو ما يعطي نتائج)_ويكون ذلك حسب جدول ينظم ذلك العمل ويحدد أولوياته- وبكل نشاط وبكل حيوية العمل على تفعيل الفكرة الإيجابية البديلة,والمهم هو عدم النظر الى الوراء(أقصد مخلفات الفكرة السابقة) وتقدم نحو الأمام وبكل قوة.
ونضرب هنا مثلآ  هذه القصة الجميلة التي تروي" بإن السيدالمسيح(ع)كان يمشي هو والحواريين في يوم ما وإذا بهم يلاقون جثة خنزير متفسخة,فصاح احد الحواريين:ماأبشع صورته,وقال آخرمااقبح رائحته...وفي النهاية نادى عيسى(ع):ماابيض اسنانه!!"
وهنا يعلمنا نبي الله عيسى بن مريم أن دين الله يبدأ النظر الى أيجابيات المرحلة الراهنه(على الرغم من صعوبتها)و أن دين الله يرنو لتحويل السلبيات الى ايجابيات بالقدر الممكن,فلم تقف الضروف أو المآسي أو الحالات الصعبة التي مر بها الانبياء والمصلحون والقادة بوجه تقدمهم نحو الأمام,بل عملوا وجاهدوا وتفانوا لتحويل المجتمع السلبي اتجاه دين الله الى مجتمع ايجابي مفعم بالأيجابيه والحيوية بدل الخمول والتقاعس.
وما القصة الثانية فهي قصة انتوني برجيز الذي وصل لسن ال42 وتقاعد عن عمله بسبب اصابته بمرض السرطان,,وجاء تشخيص الاطباء الاولي أنك لن تعيش الا سنة واحده..في هذا الوقت فكر انتوني بهدية يقدمها لزوجته التي كانت زميلته في الدراسة..ورأى أن افضل هدية يقدمها هي أن يؤلف قصصآ وروايات الى أن يموت تخلد ذكرى حبهما واخلاصه لها..فبدأ يؤلف ويؤلف الى أن أتم خمس قصص ونصف وجاء الوقت المحدد لموته بعد سنة..لكنه لم يمت..المفاجأة..لقد ضمر الورم السرطاني حتى اختفى نهائيآ...وتوفى انتوني عن عمر ناهز ال76 عام  كانت حصيلتها اكثر من 70 رواية وقصة والعشرات من البحوث والمقالات بأسمه وبأسماء مستعاره لايمكن حصرها....فتصور أيها القارىء لو أن انتوني لم يمر بهذا الضرف الصعب هل كان اصبح من الكتاب المشهورين والبارزين والمرموقين..بالتأكيد كلا.....بل ان ضرفه الصعب والذي كاد ان يودي بحياته هو من دفعه الى التقدم نحو الامام وهذا غير حتى سلوكه الصحي بحيث انقذ حياته لابعلاج ولابدواء...بل بتجاوز السلبيات المترتبه من هذا الابتلاء العظيم.

Share |