مربو الجاموس: الاعلاف باهظة الثمن ومساحات الرعي تضيق.. بابل تخسر ثروتها الحيوانية لصالح ذي قار

Fri, 3 Oct 2014 الساعة : 19:18

وكالات:-
يرجح مراقبون وسكان محليون في محافظة بابل، ان السنوات المقبلة قد تشهد انقراضاً شاملاً لتربية حيوان الجاموس في المدينة، لأسباب يقول المربون انها تتعلق بالكلف المالية العالية للاعلاف، إضافة الى المشاريع الخدمية للحكومة المحلية في مناطقهم وضيق المساحات التي يسكنونها، ما تسبب في نهاية الامر بهجرة الكثير منهم الى محافظات قريبة، مثل الناصرية.
علي جاسم السلطاني عضو لجنة الخدمات في مجلس محافظة بابل يقول لـ"القرطاس نيوز"، "لغرض المحافظة على وجودهم، ووجود الثروة الحيوانية في بابل سنحاول نقلهم الى اماكن اخرى، على غرار ما فعلنا في منطقة المهناوية"، مبيناً ان "مربي الجاموس في المهناوية تركوا ارضيهم بعد استخدامها من قبل الحكومة المحلية لانشاء مشاريع خدمية".
وأضاف السلطاني ان "مجلس المحافظة وبعد مناشدات الاهالي هناك، سيزور مربي الجاموس على ضفاف الشط في منطقة السياحي في الحلة وسيعمل على نقلهم في اسرع وقت".
مربو الجاموس اصبحوا اكثر قلقاً من قلة الاراضي اللازمة للرعي في اطراف مدينة الحلة، مركز محافظة بابل.
ويقول عدنان غالي وهو احد مربي الجاموس القلائل على ضفاف شط الحلة "كنا قبل سنوات نربي المئات من الجاموس لكن اغلبنا هاجر من خواصر مدينة الحلة".
وكما هو معروف، يحتاج الجاموس الى كمية اعلاف اكثر من المعتاد مقارنة بالحيوانات الاخرى من الابقار وغيرها، اضافة الى مسطحات مائية ملائمة لتبريد كتلة جسمه الكبيرة.
ويذكر مربي الجاموس ان "قلة الدعم الحكومي انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي للمربين، اضافة الى عدم توفير الاعلاف الكافية"، ليس هذا فحسب، اذ يبين عدد من المربين الى ان "المشاريع الحضرية قلصت الاراضي المخصصة لهم، وحصرتهم في اماكن ضيقة لا تصلح للرعي".
وعن تحويل المساحات من الاراضي الى مشاريع من قبل الحكومة المحلية في بابل يقول سعود ربحان لـ"القرطاس نيوز "اخي ترك العمل هنا وهاجر الى الناصرية، كون مكان رعيه قد تحول الى مدينة للالعاب ولم يعد بوسعه ان يحصل على أرض واسعة، ومن بقي هنا قليلون مقارنة مع السنوات الخمسة الماضية".
سالم منعم وهو مربي جاموس في الحلة اضاف ايضاً "الاعلاف غالية الثمن ولا تكفي، مع تربيتنا للجاموس لاننا نمتلك اعدادا غفيرة وهذا ما جعل انتاج الحليب يكون قليلا بالنسبة للجاموسة الحلوب مما ادى الى قلة القيمر وبقية المنتجات".
 وما يهدد محافظة بابل الان، هو عدم الالتفات الى حجم ما سيحدث من خسارة للثروة الحيوانية، اذ يقول الخبير الاقتصادي الدكتور سعد عبد الرحيم لـ"القرطاس نيوز"، ان "عدم الالتفات الى هؤلاء هو خسارة كبيرة بالمنتوج الذي ربما يتفرق الى خارج المحافظة، وبالتالي يذهب الى اماكن اخرى وتخسره بابل".
وفي المحصلة، بدا ان ضفاف شط الحلة المعروفة بتربية الجاموس والمسماة بـ"المعدان" جنوب المدينة، قد اصبحت مهددة بالزوال بعد ان كانت تنتج الاطنان من القيمر، الذي يعد وجبة فطور صباحية غنية، أحبها اهالي بابل وارتبطت بالكثير من تقاليدهم وذكرياتهم لعشرات السنين، هذا بجانب خسارة المحافظة لاعداد هائلة من رؤوس الجاموس.
عدد من اهالي الحلة، طالبوا بالابقاء على مربي الجاموس، وتقديم الدعم اللازم، فبحسب المختصين، عدم تزويد مربي الجاموس بالاعلاف انعكس على انتاج القيمر واللحوم، ما جعل المنتوج ينخفض في الاسواق.

Share |