العقل العربي بين الجاهلية والحداثة وتأثير الاعلام/الحاج كاظم الطائي ابن ابي علي الشايب

Fri, 3 Oct 2014 الساعة : 2:57

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ .
 المحطة المهمة في الموضوع هو ان المواطن العربي والمسلم  يجد نفسه امام محطات تلفزيونية وكثير ما تخلق هذه القنوات سجالات كثيرة في الاوساط المجتمعية حيث احدثت شرخا بين شرائح المجتمع مما دفع بأناس لا يفهمون للغة العقل ولا يدركون اهمية الحوار وتعدد الاديان والمذاهب بل يفهم عكس ما يرمي اليه العقل السليم و في الوقت نفسه يفهم  تلك الامور التي تولد الحقد والكراهية وهي مبنية على اساس مفاهيم مغلوطه  مما يدفع بهم الى استحداث للغة العنف ناسيا  الحديث الشريف  الذي يقول اختلاف امتي رحمة كما انه يعد نفسه جزء من هذه المنظومة التي قادها الرسول الاكرم محمد (ص) ..
انا شبهت القنوات التلفزة بـ (حلبة المصارعة ) وهي لا تختلف كثيرا اِلا في مجال الشكليات والاساليب - وكلا منهم يريد ان يكون الرابح في المنازلة المفترضة؟ حيث لكلا الطرفين مهمة اقناع الجمهور وذلك يعتمد على الاساليب المتبعة من قبل كل من دخل هذه الحلبة ..
بالتأكيد المتفرج يعتمد على قوة الذهنية من عدمه  وهو ممن يقيس الامور على اساس الحدسيات التي يترجمها العقل حيث تجد من بين هذه العقول من يقبل واخر يرفض وعلى هذا الحال نجد المعادلة تختلف في حال تغير الموضوع الذي ربما يرضي الرافض ويرفضه الاخر ..
كما ان الجمهور لا يميل الى الرابح في كثير من الاحيان واِن رأى معالم الانتصار على الواقع الملموس وهذا يأتي  لكونه مقتنع مسبقا  بالمكون او الجهة او الفئة الفلانية التي يتفق معها على اساس الايدلوجية او السياسية والى غير ذلك ..
وهذا لا يأتي على اساس اقناعه من خلال الحلبة  او الحلبة الاعلامية التي تصيغ الامور حسب الأجندة او المصلحة التي تدفعها في كثير من الاحيان الى ذكر هذا القول او تزيفه وتحريفه على ان يصب بمصلحة توجهاتها ؟؟؟
مما جعل العقل العربي قاصر عن فهم حقيقة خلقه - ونسى ان الزمن يمر بسرعة البرق ولم يلتفت الى التطور التكنلوجي الذي احدث ثورة فكرية حيث تمثلت في استخدام المليارات من البشر لهذه الشبكة العنكبوتية وهي تسهل ايجاد المعلومة ومناقشتها باقل من الوقت الذي كان يستغرق ايام اذا ما قلنا اشهر  ..
كما سهلت هي الاخرى التواصل والتعارف بين البشر من شتى الجنسيات والاديان واوجدت هذه الاداة سهولة في التفاهم والتعايش وتبادل الآراء  ومناقشة ما يحدث في العالم وببساطة احياننا تصل الى نتائج قد ترضي الطرفين .. وكل هذا يعتمد على العقل وما يحمله من ثقافة تليق بالإنسان كـ انسان.
 الحاج كاظم الطائي /النرويج

Share |