رحيل الصوت الهادر بالحق أمير جابر الربيعي/محمد الجاسم
Tue, 30 Sep 2014 الساعة : 23:27

وصلنا هذا اليوم نبأ وفاة الكاتب والباحث والمحلل السياسي العراقي أمير جابر(أبو زينب الربيعي) الذي كانت له صولات وجولات في الإعلام العربي وخصوصاً قنوات الجزيرة والعربية والعالم فضح فيها النظام الديكتاتوري في العراق في الوقت الذي كان الإعلام العربي يحتضن ذلك النظام من كل الجهات ويضخه بأسباب القوة والثبات ضد الجهود الوطنية والدولية لعزله ومن ثم إسقاطه..وبعد سقوط النظام لم يتوقف الصوت الهادربالحق بالدفاع عن قضايا الشعب العراقي العادلة في الحرية والتطور والسيادة على أراضيه..لقد قضى الفقيد سنوات طويلة من عمره في مصر ودول أخرى متنقلاً إما للدراسة وإما للتبليغ السياسي والتعريف بمظلومية الشعب العراقي،وكانت سنوات وجوده في مصر من أصعب سنوات حياته حيث سجنه نظام حسني مبارك لمدة عام كامل بتهمة إشاعة فكر التشيع في مصر،وكان مدافعاً حقيقياً عن المظلومين في كل مكان، وناشطاً عنيداً للدفاع عن فكرة حوار الأديان والمذاهب ونازعاً صادقاً للتقريب والوحدة الإسلامية.
في آخر زيارة قمت بها للفقيد في بيته في مدينة ألميرا الهولندية قبل شهر من الآن بصحبة أبن أختي علي التميمي والصديقين أبو سجى وأبو محمد الأزرقي اللذين كانا يترددان عليه لخدمته ومساعدته لقضاء بعض الإحتياجات الخاصة بعد أن أقعده المرض تماماً في السرير،حدثني في هذا اللقاء الأخيرـ وهو لم يعد يقوى على تحريك أي عضو من جسده سوى الرأس واليدين ـ عن معاناته مع النظام المصري الأسبق والمطاردات التي كانت تلاحقه،ويروي القصص النادرة لبطولاته ورفاقه في مصر دون أن ينثني من العمل مع رفاقه المؤمنين على نشر كتب ثقافة أهل البيت عليهم السلام،وثقافة الحرية من الطغيان ،وكان من شدة إيمانه يتمنى الموت على هذا الطريق قربة الى الله تعالى.
الفقيد حاصل على شهادة عليا من مصر ،وعمل في الإعلام والتدريس وقد تعرفت عليه أول مرة في هولندا في العام1998 حين إستعان بي لفتح مدرسة لتعليم أبناء الجالية العراقية اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي والتربية الوطنية،كما نجح بجهد ذاتي من الحصول على ساعتين بث من تلفزيون أمستردام لنفس الغرض للتعريف بقضايا الشعب العراقي ايام النضال ضد الديكتاتورية..
رحم الله الفقيد الغالي والصديق الصدوق والعراقي الشهم المخلص ابا زينب الربيعي وأدخله جنات النعيم التي أعدت للمتقين..والحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون.