رحيلك المفاجيء – رحيل العمالقة يامحسن الخفاجي/هيثم محسن الجاسم
Mon, 29 Sep 2014 الساعة : 1:03

ربما كم الابتسامات التي اورثتنا تجعلنا نضحك عندما نشر خبر رحيلك المباغت ، او تذكرنا عبارتك الكبيرة ان القاص الكبير كذاب كبير ، ونحن نكذب الخبر الان لاننا من لحظة كنا معك، ولما غادرتنا بقيت انفاسك عالقة بتلابيب قلوبنا التي احبت كل شىء فيك ، ابداعاتك القصصية الرائعة وتفردك بعرش القصة بقدرتك العظيمة على نسج فضاءات القصة الحديثة.
وانا اقرا خبر رحيلك لم تتقبله نفسي برضا وحتى لو صح ذلك لانك ليس سحابة صيف او سراب فيتلاشىء مع ذيوعه ، انت ياخفاجي قمة عالية لن تتدكدك الا بزلزال عظيم ليحيلك الى تراب ولم يرد بالاخبار ان زلزالا عظيما وقع بالناصرية ولن يكون ، لكن زلزلة المدينة ممكنة برحيلك ،لتشحب الوجوة المشرقة وتصفر جبهة القمر ويضيف الافق حولنا لنختنق بعبرات ساخنة تنداح كالسيول لشدة الوقع الجلل ويصرخ الجنين في بطنه امه يريد الهرب من الولادة لان محسن مات فمامعنى الحياة التي تستمر بنفق داج موبوء بالتفسخ لجثث الاحياء من بعده.
لن تتقبل حواسي خبر رحيلك يانجم تلالا بافق لاحدود له في عالم واسع ككلماتك التي تاز في فضاءات الناصرية بصخب وعنف.
اذهب كما تريد ياجسد مسكون بالوجع حيثما يريد الله ان يفعل وتبقى روحك العظيمة تطوف كطائر سلام يمسد نهايات الريح بعنفوان ابدي خالد .
ابدا ،لا الموت ولا المرض ولا قوى الارض الخفية تقوى على اقتيادك مسلوب الارادة الى حتفك كما تفعل بمخلوقات فارغة كالعلب المبعثرة . لن يجردك من روحك الا قوي جبار مقتدر خالقك الذي صورك ومنحك العظمة التي جعلت منك جبلا لايتدكدك الا بمعجزة كونية لتكون اية للعالمين .
ربما عرفنا الموت مرات ومرات بانفسنا وباحبتنا ولكن لم نعرفه فيك ونحن نتحلق حولك لانك الحياة المترعة بالخصب والنماء ياسومري ،
وبينما انا احدث نفسي عنك تهدم في قلبي جدارثابت كنت استعين به عند شديد المصاب ،هو الان ينوء ويتداعى تحت ثقل وجبروت صراخ العويل القادم من عرينك : محسن رحل ،محسن مات ،محسن يصارع عقارب الساعة الحادة لتقطع سلسلة طويلة لمشوار ابداعي من عمر مزين بايقونات ساطعة لن تنسى ولن تمحى في سجل الانسانية الخالد .
ارحل يانجم المدينة حيثما شئت في فضاء مفتوح لايحده مكان او يحكمه زمان لتكون شارة يستدل بها من ضيع الطريق لقمة لايتسلقها الا الاشداء ممن شرب ونهل من معينك الثر بالابداع. .