لماذا يكافئ ( المسيئ ) في بلدي ؟!/اسامة الشبيب
Sun, 28 Sep 2014 الساعة : 0:32

كنا في جلسة مع بعض الأخوة والأصدقاء وكعادتنا - العراقيون - لا يحلو الحديث الا بنكهة السياسة والسياسيين ، وبين التنقل من الامن الى السياسة مرورا بالمصالح الشخصية والفساد وصولا للمجازر والنكبات التي تمر على عراقنا الحبيب فأحد الاصدقاء روى قصة تنقل عن الزعيم عبد الكريم قاسم ملخصها ان احدى الأمهات بثت شكواها للزعيم بسبب ما يتعرض له ابنها الجندي المسكين في احدى المقرات العسكرية في بغداد من اهانات وكلام جارح ومذل من بعض الضباط وقالت له ان هؤلاء الضباط ينامون في الليل واولادنا هم من يحرسون المقرات ويسهروا على حمايتهم وامنهم في ليالي قارصة البرد ، فالزعيم عبد الكريم قاسم بعد فترة قصير - بناءا على معلومة الأم - قام بزيارة مفاجئة منتصف الليل الى ذلك المقر الذي اخبرته تلك المرأة بان الضباط ينامون واولادنا هم من يحرسون ويسهرون في الليالي القارصة البرد وفعلا وجد الجنود يتدفئون على نار اوقدوها من النفايات والعصي في ذلك البرد منصف الليل وقد وجد الضباط فعلا نائمون ، فأمر في تلك الليلة وامام الجنود المساكين المتلفلفين باسلحتهم بسحب رتب الضباط ومحاسبتهم عسكريا .
لست اعرف صدق هذه الواقعة من عدمها ، ولكني اتساءل - بناءا على صحت تلك الرواية - اين مسؤولونا وقادتنا وزعمائنا مما يحدث من مجازر ومذابح باولادنا وشبابنا العسكريين سواء في ماساة سبايكر او الصقلاوة او السجر ويعلم الله ماذا يخبئ لنا المستقبل من بلايا ومحن ، بسبب خيانة بعض القادة العسكريين او هروبهم وترك الجنود في الميدان بلا مدد عسكري او غذائي وما رواه الشهود الناجون من تلك المذابح والمجازر في هذا المجال وكيف يهرب قادتهم وسط المعارك او دفعهم - بعمد او بجبن - كلقمة سائغة للمجاميع الارهابية الوحشية لا يترك العذر لاحد من المسؤولين في معاقبة ومحاسبة اولائك القادة والضباط ممن تآمر وخان الامانة وقصر في اداء واجبه ، ولكن - للأسف الشديد - لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن ..... بل وجدنا تكريما لبعض المتهمين من القادة العسكريين كأحالتهم على التقاعد او نقلهم في مكان بعيد عن الانظار لكي يتم نسيانهم وغير ذلك من تلك القرارت الهزيلة والمتهاونة بل والمستهزئة بدماء الابرياء والشباب التي حولت مياه الانهر التي ذبحوا على ضفافها الى انهر تجري بالدم الاحمر . اللهم انتقم لنا ممن ظلمنا وانتقم ممن ساهم وسمع ورضا بظلمنا انك عزيز جبار ذو انتقام .