داعش الفخ الذي اكل الفريسة والصياد/حسين دويج الجابري
Thu, 25 Sep 2014 الساعة : 2:08

لازال الباحثون في شك من تخرصاتهم الكثيرة التي ينسبون فيها تنظيم داعش من أي جهة دولية او دينية ولد . والحقيقة ان هذا المولود الوحش لم يخطط لولادته بهذا الشكل المفزع وقد اشترك في وجوده الكثير من الأيديولوجيات التي تبحث عن مصالها المختلفة في منطقة الشرق الأوسط . ولان هذا التنظيم ولد من رحم تنظيم القاعده الذي عرف بتوجهاته الإرهابية المغلفة بالإسلام فان الجيل الجديد استثمر الثورات العربية ضد الجور الحكومي للشعوب الإسلامية والتي اطلق عليها بشكل مدروس مشروع الربيع العربي . ولان بعض الحكومات العربية كانت متحفزة من الخطر الشعبي العارم الذي اسقط حكومة تونس ومصر وليبيا فقد دفعت نفسها بقوة لكي تدعم هذا التنظيم ليكون بديلا قادر على ان يقلب الشعوب على نفسها نظرا لما يمتلك من مؤهلات غير محببه للجماهير التي تربت على اخلاق إسلامية حقيقية او امنت بنظم مدنية وقانونية اثبتت نجاحها في أمم أخرى .. ومن هنا وجد داعش مرتعا خصبا تغذية الأموال العربية الخائفة من الفكر الانقلابي الذي بوادرة أطاحت بالعروش والفكر الإقليمي الذي يحاول ان يخلق توترا في المنطقة المخترقة لكي يخيف قوى نامية ربما تشكل في اتحادها مع قوى أخرى خطرا محتملا على مصالحها ..
وبدء مشروع داعش يحصد مباركات قيادات الخليج التي وقف الفهم السياسي لديها عند حدود الطائفة ومن داعش ارادت ان تناغم التقدم الذي اخذ يحزة الشيعه بقيادة ايران في دول المنطقة وصار هاجسها التوسع على حساب البلدان المجاورة بانشاء دولة جديدة تحمل اسم التنظيم المشوه . وبالتاكيد فان تنظيم الخارطة الداعشية يعطي افضلية استراتيجية للطائفة السنية في المنطقة والتي تتزعمها السعودية وقطر ولاترفضها بقية دول الخليج العربي ..
ولكن وبعد ان تغيرت أولويات داعش فتحول من نشاطاته المختصرة في سوريا الثائرة على بشار الأسد نتيجة لما لاقاه من مقاومه في سوريا . وبعد ان وجد السياسيون العراقيون السنة ظالتهم في هذا التنظيم فصاروا منسقين لانتشارة في العراق . بادر داعش الى تفعيل عملة في العراق الثري والذي من خلالة يستطيع ان يتطور ويقوى .. واستسلمت الموصل وصمدت الفلوجة طويلا امام ضربات العسكر .. واكتال داعش الأموال بالميارات . وفي غضون أيام قليلة صار داعش اخطبوطا مرعبا اخذ يضرب باذرعة الطويلة حلفاءة وغرمائة دون تفرقة .. وهنا ادركت المرجعية الدينية الشيعية في العراق خطر داعش فقررت الإفتاء بالجهاد .. هذا الركن الإسلامي الذي يؤمن المسلمون ان المراجع الكبار فقط لديهم صلاحية الإفتاء به .. وانطلق الشيعة في موجات كلجراد للتطوع . ومشت المليشيات الشيعية مع القوات المسلحه لتواجه هذا الداعش الغريب والذي يعتمد استراتيجيات مرعبة في قتالة . كما ويستخدم أناسا انتحارين ولدية إمكانيات مفزعه في التعامل مع الضروف واستغلال ثغرات اعداءه . كما ولايفقة شيء غير لغة القتل والدم ..
وتوقفت القوى العالمية عن مساعدة العراق لوجستيا فكبر داعش . وهول الطابور الخامس قدرات داعش وضعف الجيش فقوي داعش . ومع زيادة حجم داعش تناقص الايمان الشيعي بالمرجعية التي كانت تقض مضاجع القوى العظمى . وانقلب السياسيون في دولة القانون على نفسهم فانتصر داعش بسقوط المالكي سياسيا . وانقلب داعش على حلفاءة فاكل هذا الفخ الذي نصب لجر بعض الجهات الى الموت على الفريسة والصياد .. وعادت القوى الدولية الى التحالف ضد هذا التنظيم الذي صار هاجسا في الاعلام الدولي يفزع الجميع ولا ندري ما الحقيقة وما السراب . ويبقى السؤال محيرا .. هل دول العالم بجيوشها وامكاناتها جادة في محاربة هذا التنظيم وابادته ؟ وهل ان تنظيم داعش الذي لايرتبط بوطن ولا دولة حقيقية يستحق هذه الحشود من اجل قتاله ؟ ربما لايقدر احد ان يجيب على هذا السؤال الا باجابات ضبابية خصوصا وان الحرب العالمية ضد داعش سواء اندلعت او ان لم تندلع سيبقى شي يمت لهم بصلة في الواقع الشرق اوسطي .. وما هي الا حرب لتحجيم الاخطبوط الذي يهدد امن الصيادين الذين زرعوة . و شروع بتقسيم بلدان الى كانتونات اثنية وطائفية ...