قصة قانونية قصيرة/ ألمدينة الحمراء/وميض حامد الزبيدي

Wed, 24 Sep 2014 الساعة : 1:11

احمر الغيم في السماء احمر
دما قاتما في بلادي أمطر
والناس كل يوم تموت تهجر
ياللزمان ألئيم المرير الأغبر
احمرالغيم في السماء احمر
كل شيء فينا تفانى تغير
حتى الماء أصبح احمر
الطفل مقطع الأشلاء ابتر
والأرض بأشلائنا تتعطر
ياللزمان المريرالئيم الاغبر
ألغدر عاد من جديد تكرر
هناك في مجزرة سبا يكر
دخل قبة البرلمان كسائر الذين دخلوا , ينشد عن ابنه المفقود في قاعدة الشهداء (قاعدة سبا يكر)الذي ترك دراسته الجامعية في كلية القانون والتحق بالمتطوعين, سأل احد السائرين معه عن ابنه فلم يجبه , رأى امرأة مسنة ترتدي ثوبا اسود تضرب يدها على وجهها وتصرخ أين ولداي أين ولداي أريدهما إنهما فلذة كبدي من سيعيلني على الحياة بعدهما, انهال بالبكاء وهو يتذكر ولده حينما حاول منعه من الالتحاق لكنه إصر لخدمة وطنه الحبيب وإعانته على الحياة فهو رجل فقير الحال بائس لديه أربعة بنات وولده الوحيد الذي فقد قال له(ياوالدي انك رجل فقير الحال ومسن لاتقوا على العمل وان الحمل ثقيل جدا وان شقيقاتي الربع يرغبن في إكمال دراستهن فإننا بأمس الحاجة إلى مرتب يرقى بمستوانا المعيشي ويضمن لنا حياة كريمة حتى وان استشهدت اوفقدت فسيكون لي راتبا تقاعديا تستحقه أنت ووالدتي كوني أعزب, تستطيعان من خلاله أعالة العائلة , فإذا فقدت فأذهب إلى محكمة الأحوال الشخصية واستخرج لي حجة قيمومة وتنصب علية قيما بعد أن تكلفك المحكمة بنشر حالة فقداني بالصحف المحلية هذا مانصت عليه المواد 87و88و 89 من قانون رعاية القاصرين النافذ وبعدها سيودع راتبي في دائرة رعاية القاصرين وتستطيع الانفاق منه بإقامة دعوى النفقة على الدائرة فهو حقك خاصة وانك لاتملك راتبا ولابيتا ولا شبرا من ارض هذا الوطن الحبيب ثم قبل يداه والتحق ذاهبا مع زملاءه إلى قاعدة سبا يكر ) سمع احد الأشخاص المتواجدين داخل القبة وهو يقول لقد اعتبروا بنائنا المفقودين شهداء من الدرجة الاولى ازدان بكائئه وهويصرخ اين ولدي اين ولدي ثم مزق ثوبه الأبيض وأخذ يضرب على رأسه ويركظ هنا وهناك تارة يضحك وتارة يبكي لقد اصيب بالجنون غير مصدق لموت ولده .
القاص
وميض حامد الزبيدي

Share |