أم رحمة .. رحمة للعالمين!/عزيز الخزرجي

Tue, 23 Sep 2014 الساعة : 0:32

أم رحمة رحمة للعالمين
لماذا طلبتْ أم رحمة العجوز صداقتي على الفيس بوك!؟
 و صلني من العزيزة (أم رحمة) أيدها الله و رعاها طلب للصداقة على شبكة التواصل الأجتماعي(الفيس بوك).

 ففي الوقت الذي أتشرف بتلك الصّداقة التي تعبّر عن الثقة و المحبة التي تربطنا نحن بني البشر على هذه المعمورة لأننا و كما قال الأمام علي(ع)[ الناس صنفان؛ إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق], لكن في نفس آلوقت إنتابتني الدّهشة .. لأنه طلبٌ فيه شيئ من الغرابة و لم يسبقه طلب سابق لأنه من إمرأة عراقية أولاً و كبيرةٌ في السن جداً ثانياً ربما تكبر حتى والدتي!

و الكل يعرف محدودية المرأة العراقية و إجحافها حقها من قبل أشباه الرّجال بسبب الدِّين و العقائد والقوانين العشائرية البدوية الخاطئة التي إنتشرت في جميع الأوساط, حيث ما زالوا يعتبرون المرأة جاهلة .. بل (عورة) و لا يمكن أن تكون بمستوى الرّجل .. ليس بسبب آلأحكام الشرعية ألمتحجرة فقط؛ بل بسبب ألقضايا و آلمفاهيم العلمية المحدودة التي قوّضت تفكيرهم بحسب فهمهم و مقاساتهم و تعاطيهم مع حقوق المرأة و بآلخطأ!

 على أيّ حال؛ أتمنى أنْ تكونَ هذه الصّداقة في طريق الخير و المعرفة و آلأنسانيّة لانقاذ معظم العراقيين الواهمين الغاطسين في وحل الجهالة و الدّين ألمُتحجر الخاطئ, حيث يعتبر كلّ عراقي و عربيّ  كردي و تركماني نفسه بأنّه هو (العقل الكل) وهو (القوي الأمين) و لا عقل و لا قوّة في العالم يستطيع أن ينافسه .. بما فيها عقل المرأة التي أساساً تعتبر دون مستوى عقل الرّجل و قوة عضلاته بكثير بحسب نظرهم!

و كم وددتُ أن أعرف من تلك آلسيدة العظيمة سبب هذه الصّداقة .. خصوصاً من أنسانة ناهزت الثمانين أو أكثر بحسب ملامح و تجاعيد وجهها .. و من مجتمع مقوض بآلأحكام العشائرية و آلقوانين المتخلفة و بسياسيين قذرين و منافقين همّهم بطونهم و رواتبهم فقط!

ألمهم و في كل الأحوال بشأن هذه الصداقة التي لم أعهدها من قبل لأن معظم أصدقائي الثلاثة آلاف؛ هم من المثقفين و آلكتّاب و العلماء و الأكاديميين و الآيات العظام و المسؤوليين الكبار .. لكني سأكون رغم كل ذلك وفياً معها كما كنتُ مع غيرها .. للمبادئ الأنسانيّة التي أؤمن بها و التي تتقدّم في عقيدتي على أيّة مبادئ أو مصلحة أخرى, رغم ما كلّفتني هذه العقيدة التي لا يؤمن بها العراقيين و غيرهم .. الكثير الكثير من المال و العمر و الوقت و حتى الحرمات .. لكنّي كنتُ و ما زلت صامداً صابراً رغم ما حلّ بي من آلمآسي و المرض و الغربة و الفاقة و المحن .. منتظراً أمر الله آلذي أرجوه أن يكتب لي في النهاية من الأقدار أحسنها, فأنا له مسلمٌ حقاً و سوف لن تؤثر فيَّ مبادئي المال و المنصب و لا حتى العلم و لا حتى تأريخيّ المشرف كثيراً .. ذلك التأريخ الذي أعتز به أحياناً كثيراً بسبب الغرور و العناد مع الجاهلين .. لجهلي و غفلتي و هفواتي البشرية رغم إنّه حقيّ الطبيعي و قد لا يؤآخذني الله عليه كثيرأً!

فمثلي عليه أنْ لا ينسى الله لحظة ..  و أنا الدّاعي للحقّ بحقّ؛ وعليّ فقط أن أعتز وأفتخر بمدى آدميتي و حسن و طيب علاقاتي بآلله و آلأنسان و الطبيعة فقط لا غير!

 و ليس بآلتأريخ و الوطن و القومية و العلم و المال و الجاة كما يتصور كلّ المسؤوليين في العراق و حتى العالم بسبب جهلهم و قلّة كفائتهم و محدودية سعتهم الفكرية للعلم الحقيقي و الدِّين الحقيقي الصحيح الغير معروف حتى هذه اللحظة في الأوساط العراقية و العربية للأسف الشديد!

و ستبقى (أمّ رحمة) و مثيلاتها رحمة و معياراً للعالمين .. لأنّ الجنة و هي أعظم مكان في الوجود - ناهيك عن السّموات و الأرض - كلّها تحت قدميها المباركتين!
عزيز الخزرجي

و لكن أكثر الناس لا يعلمون للأسف الشديد!
عزيز الخزرجي

و الحمد لله على كل حال.
عزيز الخزرجي

Share |