إنتقاص السيادة والدعم اللوجستي!!؟/سامي عواد

Sun, 21 Sep 2014 الساعة : 1:46

تترد هذه الأيام أصداء التصريحات و"العنتريات"!! عن "إنتقاص السيادة"!! وإهانة الكرامة! من قبل بعض المسؤولين العراقيين في الحكومة العراقية الحاضرة أو من خارجها! بدافع الحرص على الوطن والدفاع عن الشعب.

ليس من حق أي كان التكلم باسم الشعب بشكل عام وشامل ومطلق؛ حيث يصرح المسؤول أن أبناء الشعب يرفضون كذا وإن أبناء الشعب أو العراقيين لا يقبلون كذا ويستقبلون كذا من الأمور؛ فالشعب العراقي ليس عائلة ولا عشيرة واحدة ولا قومية ولا طائفة واحدة من لون واحد حتى يتكلم باسمها هذا وذاك وهو لا يملك شيئاً يقدمه لهذا الشعب بالكامل!!.

كثر الحديث هذه الأيام عن موقف التحالف الدولي للتصدي لما يسمى بـ "الدواعش" بقيادة أميركا والغرب وإسرائيل وهم الذين خططوا له منذ سنين, أو بالأحرى منذ إندحار الجيش الإسرائيلي أمام مجموعة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة وعظيمة في وجودها وتضامنها وتكاتفها وسريتها؛ هزيمة أكبر وأقوى جيش محتل في المنطقة العربية والإسلامية!! ألا وهو "حزب الله" في لبنان؛ بغض النظر عن إيران وسوريا! فإن ساحة المعركة وخوضها ونتائجها قام بها وبجدارة عناصر "حزب الله" بقيادته الحكيمة التي لا تعرف عدسات التلفزة ولا ترغب في الظهور ولا تنزع للتصريحات هنا وهناك!

تلك الهزيمتين للجيش الإسرائيلي في المنطقة هز كيانها وكيان مَنْ يدعمها وهدد مصالحهم على المدى البعيد في المنطقة الخطيرة والمهمة بالنسبة لأميركا والغرب؛ فبدأ التفكير بصمت وهدوء وسرية وعملاء ومرتزقة وكتائب مدربة جيدا ومزودة بأسلحة متطورة مدعومة بخطوط إمداد مضمونة عن طريق تركيا والأردن وبتمويل من السعودية وقطر والكويت وبدأت الهجمة الشرسة بإنزال هؤلاء ودعمهم في سوريا من منفذين هما "درعا" من الجانب الأردني ومنفذ آخر هو "أربد" من الجانب التركي ويقال أن بعض المتسللين جاؤوا من الجانب العراق ومن الموصل وربيعة تحديداً. وبدأ الدمار والخراب وسيل الدماء والدموع وكانت بداية التجربة من ليبيا وتونس ولكن الهدف سوريا.

أهداف خطيرة وحاسمة تحضر لإستعادة السيطرة الكاملة والمحكمة على المنطقة العربية والشرق الأوسط؛ وبما أن السيد "أوباما" قد صرح مراراً وتكراراً أنه سوف لن نرسل "أبناءنا" لساحات القتال؛ ولدينا من الأصدقاء مَنْ نعتمد عليهم!! وكان أولئك الأصدقاء ما يسمونهم اليوم بـ "الدواعش".

الأهداف
1-      إضعاف "حزب الله" بضرورة انخراطه في الحرب دفاعاً عن سوريا لأن سقوطها نهاية له.
2-      كشف ومعرفة مدى قوة سوريا ومواقع صواريخها وأسلحتها الكيمياوية.
3-      إنهاك الجيش السوري وهلاك بعض عناصر حزب الله في سوريا ومعرفة أساليب قتالهم.
4-      تدمير الإقتصاد السوري لمصلحة تركيا.. وهذا ما حصل ولا زال مستمراً بالحصول
5-      الحصول على النفط المسروق بأثمان رخيصة من قبل سماسرة بيع النفط والحصول عليه مقابل بيع السلاح للمقاتلين!! مع مَن وضد مَنْ؟؟ مع بعضهم وضد أبناء شعبهم!! وهذا مهم.
6-      التوجه إلى العراق واحتلال أراضيه وتهديد حكومة المالكي وإجباره على الإنسحاب من المسرح السياسي والتدخل في شؤون المصالح الغربية والأميركية في المنطقة؛ لأنه تجاوز الحدود وتعرض للأميركان أكثر من مرة وأظهر عداءه لإسرائيل في تصريحاته والأهم من ذلك كله فتح باب التعاون الإقتصادي والتجاري وشراء الأسلحة من روسيا التي هي في خصام مع الولايات المتحدة حول ما يجري في "أوكرانيا" والحصار الإقتصادي الذي يفرضه الغرب عليها. وتلك كانت جريمة المالكي وما أن أعلن إنسحابه وتشكلت الحكومة العراقية الجديدة حتى أعلنت أميركا موقفها من "الدواعش" وأخذت تضرب "أطرافهم" بالطائرات للإيحاء بأنها عازمة على التصدي لداعش ولمصلحة العراق "الجديد"!!؟
7-      التخلص من أكبر عدد ممكن من الإرهابيين في أوروبا وأميركا وأستراليا وقيادتهم من قبل خبراء حتى إيصالهم إلى المناطق الساخنة والمطلوبة ثم بعد إعلان موقف أميركا الأخير ينسحب قادتهم بما سرقوه من أموال وذهب وغيره وترك قطعان الشراذم المرتزقة لمصيرهم المحتوم والقضاء عليهم في العراق وسوريا ولكن بعد أن ندفع الثمن غالياً لتحقيق ذلك
8-      توجيه بعض قطعان "داعش" أخيراً إلى المناطق الكوردية والإعتداء على أهلها وإجبارهم إلى النزوح والهجرة لغرض إثارة حزب العمال الكوردستاني عدو تركيا الأول ومقلقها على طول السنين الماضية وجره لمقاتلة "الدواعش" من أجل إنزالهم من الجبال الجنوبية التركية والتخلص من أكبر عدد ممكن منهم وكشف تحركاتهم لمصلحة الحكومة التركية وهو ما يجري اليوم هناك.
9-      من خلال تلك الأحداث وما جرى قرب "أربيل" فإن رسالة أميركا وتركيا للأكراد قد وصلت بأن عليهم أن لا يفكروا بإعلان دولة كوردستان في المستقبل لأن "كتائب الدواعش" سوف توجه إليهم بشكل أو بآخر.
10- دمار وتخريب وإنهيار في كل مكان من البنى التحتية الأساسية إلى البنى البسيطة من عمارات وتبيوت وتخريب مزارع وتعطيل مصانع لتأتي الشركات المتعددة لتقوم بعملية البناء والتعمير من جديد وتدوير عجلة صناعاتها وزراعتها وإنعاش إقتصادها المنهار.

وكما نرى بهذه البساطة فإن أميركا والغرب أظهرت نفسها هي المدافع والحامي والمخلص والمخلِّص لبلداننا الضعيفة الممزقة؛ المتحاربة فيما بينها ولم ولن يخلصها من هذه القوة الغاشمة الهادرة المتوحشة غير أميركا والغرب وحلفائهما وهي اليوم في الطريق إلى التواجد من جديد بعنوان "المُخَلِّص" بعد أن جاءت سابقاً بعنوان "المحرِّر"!!
ومن هنا ولأجل ذلك نضع خيارين أمام المصوتين والصارخين اليوم بإنتقاص السيادة وإمتهان الكرامة!! لا بل وضع هذين الخيارين هم الأميركان وما يسمى بالتحالف الدولي وهما "إما أن تقبلوا بإنتقاص السيادة وإمتهان الكرامة من قبل "الدواعش" ومتمردي وخونة إعتصامات الأنبار وغيرها أو تقبلوا بإنتقاص السيادة وإمتهان الكرامة من قبل أميركا والغرب والدول المتحالفة الأخرى؛ أما الإختباء وراء عبارات "الشعب" و"الوطن" و "الأمة" فهي لا تجدي نفعاً طالما بقيتم تطلقون تلك الشعارات من وراء مكاتبكم وليس من ساحات النزال والقتال ومع ذلك فإنكم لا تستطيعون عمل شيء طالما بالنهاية تختارون بديل "إنتقاص السيادة وإمتهان الكرامة" طلب الدعم اللوجستي والغطاء الجوي ومساعدة النازحين!! وهذه هي بالأساس "إنتقاص السيادة وإمتهان الكرامة" لأن أميركا والغرب عملا المستحيل والبغيض وكل ما لديهم من إجرام وخباثة للحفاظ على مصالحهم, كما أن هذه الدول وكما يقال ليس لديها مؤسسات خيرية لتنفق على "كامل ناصر الزيدي" "جاسم محمد جعفر" و"الأعرجي" من أجل الحفاظ على "سيادتهم" هم و "كرامتهم" هم. وكلمة أخيرة نقول إلى أحد هؤلاء قد صرح اليوم وهو الآخر يتكلم باسم الشعب العراقي كله!! ""أننا لا نسمح للإميركان أن يدنسوا أرض العراق مرة أخرى" وينسى أن الأميركان قد خلصونا من دنس البعثيين الصداميين وقذارتهم" وفسحوا المجال له والآخرين من أمثاله أن يتبؤوا مناصب في الدولة العراقية لم يقدموا من خلالها ما ينفع الناس بل ما ينفعهم هم.. مع الأسف الشديد.

Share |