ما بعد رمضان والعيد كيف نمضي بالعملية السياسية-جواد كاظم الخالصي

Sun, 4 Sep 2011 الساعة : 16:37

رسالة الحب الثالثة الى الكتل السياسية العراقية)
وقفنا جميعا في شهر رمضان المبارك وتبادلنا فيه الخطاب مع الله سبحانه وتعالى خاضعين متوسلين اليه أن يصلح حالنا وحال العراق بشكله العام من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتأكيد إن السواد الأعظم من السياسيين الفاعلين على الساحة العراقية قد اشتركوا بهذا الكرنفال الروحي الذي كان على تماس مباشر مع الله تعالى خلال أيام رمضان الكريم وخصوصا في أيامه العشر الأخيرة التي ترتبط بليالي القدر الفضيلة حيث الروايات التي تؤكد أن أبواب السماء مفتوحة لكل سائل وحاشى أن يرد الله سائلا عن بابه إلا من أشرك به .
إذن لا بد من أننا تمكنا أن نصلح بعض ما في نفوسنا في الفترة المنصرمة لأيام رمضان وأيام العيد المبارك وربما تركنا بعض الاحتقانات البليدة من قبيل الخلافات والمحاصصة السياسية والطائفية والصراع على السلطة  خلفنا ونحن نتضرع الى الله تعالى راجين منه أن يصفّي النفوس المريضة التي تريد شرا بالعراق وأهله.
والعابثين بحياة وأمن الناس لم يتوقفوا عن أفعالهم حتى وهم يمرون بأيام رمضان كما مر الآخرون بها واتعظوا لكنهم تمادوا وقتلوا الكثير من الآمنين في شهر الرحمة بكل قسوة وروح منزوعة من الإنسانية وهؤلاء لهم من يدعمهم ويؤيدهم من هو فاعل في العملية السياسية او يدعي أنه داعم لها وهو ذات النفاق المزدوج الذي يمارسه البعض خلال شهر الرحمة والمغفرة ومن خلاله يمكن ان نُصلح فيه النفوس .

من الممكن أن يتنازل سياسيينا بعضهم للبعض الآخر كما أخضعوا أنفسهم جميعا في عملية الدعاء الى الله وهبطوا من البروج العاجية التي احتموا فيها قبل دخول شهر الصوم عليهم الى الحالة التي يعيشها المواطن العادي وهو يشكر الله ويحمده على حياته البسيطة على الرغم من أنها لا ترقى الى الحياة الطبيعية التي يعيشها أبناء الشعوب الأخرى من دول الجوار والمنطقة ، وعندما نكون في هذا الجمع الشعبي الكبير يمكننا أن نتفاهم ونتحاور بشكل جدي من دون صراخ عال لنصل الى ضفاف التوأمة في العمل المشترك والحقيقي دون تهديد أحدنا للآخر او الذهاب الى آليات التأمر والعمل من خلف الكواليس او التبعية لأجندات خارجية لم تكن يوما من الأيام حريصة على العراق وشعبه وترابه بل تريد النيل منه بأي وسيلة لمصالح فئوية ضيقة واقتصادية قبيحة تسحق فيها الانسان البريء من أجل نموها الاقتصادي ولعل الحرب الاقتصادية التي تشنها دول الجوار العراقي من قطع المياه ،الى سباق البترول، الى التعمّد في جعل العراق أحد الدول المتخلفة صناعيا من خلال أبقاء مصانعه ومعامله غير قادرة على النهوض وهذه النقطة بالذات يشترك معهم بها طاقم العملية السياسية في العراق ولا بد أن نخرج من هذه البودقة الضيقة لنعود الى واقعنا الحقيقي، ونهيب بأنفسنا الخوف على الوطن والمواطن لنمضي بهذا الشعب المسكين وهذا البلد الجريح الذي عانى كثيرا من الحروب والأزمات ونضعه في وضعه الصحيح بعيدا عن الخلافات الفئوية التي عَلِقَت في نفوس أشخاص وليس عامة الناس،، وحتى نقطع الطريق على كل الأجندات التي تريد النيل من العراق وهذا ما يُحتّم على الكل أن يقتبس من القيم الأخلاقية في رمضان وما حمله معه من متاع هذا الشهر الكريم لكي يكون ذلك مصداقا لعمله وهو يحاول أن يخدم الشعب العراقي وإلا لو أمعنا في العناد مع بعضنا الأخر فلن نتمكن من التقدم خطوة واحدة ويبقى العراق يراوح سنين أخرى في مكانه.

من هذا المنطلق فإن الخيار المطروح لكل سياسي حريص على العراق ان يترك حزبيته وطائفته الدينية وعرقه جانبا ليَعمَد الى ميثاق وطني شبيه بميثاق الشرق بين الشركاء حتى يتقدم العراق وتسير عمليته السياسية على الطريق الصحيح ،، إنها رسالة الحب التي أوجهها إليكم أيها الكتل السياسية والأحزاب المستقلة في العراق وانتم تباشرون عملكم بعد فترة عطلة عيد الفطر المبارك لكي يفرح شعبنا كما تفرح باقي شعوب العالم وتتجه الى البحث العلمي والمعرفي والابداع بدلا من الخوض في قصص الموت المتحرك في الشارع العراقي واللهو في الحديث عن تفاعلات الخلافات السياسية وما يتخلّف عنها من تأثيرات سلبية على المجتمع العراقي ، والأهم من ذلك الابتعاد عن سمفونية الصراع المذهبي الذي يعتبر سرطانا اجتماعيا يدمر الشعوب.  

Share |