أنباء عن توغل إيراني جديد في المناطق الحدودية ومقتل 20 من عناصر الجيش الإيراني
Sun, 4 Sep 2011 الساعة : 8:43

وكالات:
أفاد مصدر مقرب من الحزب الحياة الحرة الكردستاني، السبت، أن الجيش الإيراني بدأ بشن هجوم بري في الأراضي العراقية، بذريعة مطاردة مقاتليه، فيما ذكر الحزب أن الجيش الإيراني فقد 20 من عناصره إلى جانب ثمانية من القرويين المتعاونين معه في اشتباكات أمس الجمعة.
وقال المصدر لـ"السومرية نيوز"، إن "الجيش الإيراني بدأ اليوم السبت، ومن محورين بشن هجوم في أراضي كردستان العراق، دون أن يتمكن من تحقيق أية أهداف"، فيما لم يتم التأكد من خبر الهجوم من مصادر أخرى.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "اشتباكات يوم أمس الجمعة، بين مقاتلي الحزب والجيش الإيراني أسفرت عن مقتل 20 من عناصر الجيش الإيراني و8 من القرويين الإيرانيين المتعاونين معه"، فيما لم يذكر أية معلومات عن خسائر المعارضين والأماكن التي شملها الهجوم.
إلى ذلك، قال المواطن محمد حسين وهو من سكان قرية سوني التابعة لقضاء بشدر إن "القرية لم يعد بها، اليوم السبت، سوى خمسة من الرجال، فيما فر بقية السكان إلى خارجها خوفا من قنابل الجيش الإيراني التي أخذت تسقط في مواقع قريبة للغاية من القرية".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، ذكرت أمس الجمعة، في تقرير لها خاص حول القصف الإيراني والتركي لمناطق في كردستان العراق، إن "الهجمات الحدودية التي تشنها كل من إيران وتركيا على منطقة كردستان العراق أسفرت عن مقتل 10 مدنيين على الأقل وأدت لنزوح المئات منذ أواسط يوليو/تموز 2011، مضيفة إنه "ربما شنت بعض الهجمات دون بذل محاولات كافية لضمان تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين لأقصى حد".
تابع التقرير "ويظهر من الأدلة والقرائن أن القصف الإيراني المنظم ربما كان محاولة لإجبار المدنيين العراقيين على الابتعاد عن بعض المناطق القريبة من الحدود الإيرانية".
ونقل التقرير عن نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش جو ستورك قوله "المدنيون في شمال العراق يعانون عاماً بعد عام من الهجمات على الحدود، لكن الوضع الآن في غاية السوء. على كل من إيران وتركيا بذل كل المستطاع لحماية المدنيين وأملاكهم من الضرر، مهما كانت أسباب هجماتهما على كردستان العراق".
ولفت التقرير إلى نزوح 325 أسرة من قضاء جومان لوحده، و500 أسرة من منطقة سيدكان، وكلتا المنطقتان ضمن محافظة اربيل.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة لهيومن رايتس ووتش في 26 آب الماضي، إنها قامت إلى الآن بتوزيع المساعدات على نحو 295 أسرة في المخيمات، 275 أسرة في السليمانية و20 أسرة في إربيل، فيما تعتقد بوجود 300 أسرة أخرى من إربيل نزحت وربما تحتاج للمساعدة في المستقبل.
وتشهد المناطق الحدودية العراقية مع تركيا وإيران منذ سنة 2007 هجمات بالمدفعية وغارات للطائرات الحربية التركية بذريعة ضرب عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجد في تلك المناطق منذ أكثر من 25 سنة، وحزب بيجاك المعارض لطهران، مما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين العراقيين وتهجير المئات من أهالي القرى.
وبدأت الطائرات الحربية التركية، منذ 17 آب الماضي، بشن هجمات على مواقع وقرى تقع على حدودها مع العراق والحدود العراقية الإيرانية بذريعة ضرب قواعد تابعة لحزب العمال الكردستاني، وأوقع القصف العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، كما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في مزارع وممتلكات المواطنين، ما اضطر الكثير من العوائل إلى النزوح من قراهم والسكن في مخيمات موقتة.
وشهدت مدن وبلدات في كردستان العراق خلال الأيام الماضية تظاهرات واحتجاجات على القصف المدفعي والجوي لكل من إيران وتركيا، وقام متظاهرون بحرق العلم التركي في بلدة رانية، فيما منعت الشرطة تكرار عملية حرق العلم التركي بأربيل.
واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، يوم 25 آب الماضي، أن استمرار اعتداءات الكويت وإيران وتركيا على العراق "سيسيء بشكل مباشر" للعلاقات الثنائية، مشيرة إلى أنها وجهت لها مذكرات احتجاج "شديدة" اللهجة تطالبها بإيقاف تلك الاعتداءات، فيما أكدت أن الحكومة العراقية ستتخذ موقفاً من تلك الدول في حال لم توقف اعتداءاتها.
وكان القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان رجح، الخميس (25 آب الماضي)، وجود اتفاق "سري" بين العراق وإيران من جهة، وأميركا وتركيا من جهة أخرى، بشأن عمليات قصف المناطق الشمالية، متهماً الحكومة العراقية بإعطاء الضوء الأخضر لتركيا وإيران لتنفيذ عمليات القصف.
كما شهدت العاصمة بغداد تظاهرتين الشهر الماضي، فقد احتشد المئات في ساحة التحرير، للمطالبة بردع القصف التركي والإيراني والتجاوز الكويتي على الحدود العراقية عبر ميناء مبارك، فيما تظاهر المئات من المواطنين وممثلي منظمات المجتمع المدني في محافظة دهوك، الأربعاء (2011/8/24)، احتجاجا على الهجمات التركية والإيرانية على إقليم كردستان، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل لوقفها، فيما دعت منظمات مدنية حكومة وبرلمان الإقليم بالضغط على تركيا وإيران من خلال قطع العلاقات التجارية لوقف هجماتهما.
وكان حزب العمال الكردستاني أعلن، في 22 آب الماضي، عن تخليه عن سياسة الدفاع والتحول إلى السياسة الهجومية بسبب الهجوم المدفعي والصاروخي الذي يشنه الجيش التركي على مواقعه في المناطق الحدودية، مهدداً في الوقت نفسه بخوض حرب ضد الجيش والمؤسسات العسكرية التركية في عمق البلاد.
وسبق للقوات التركية أن توغلت داخل الأراضي العراقية عام 2008، في منطقة الزاب التابعة لمحافظة دهوك، بهدف ضرب مسلحي حزب العمال الكردستاني، واستمرت عملية التوغل نحو عشرة أيام، كما وتشهد المناطق الحدودية مع إيران توغلاً لقواتها، في حين يؤكد شهود عيان قيام الجيش الإيراني بافتتاح طرق وبناء قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية.
المصدر:السومرية نيوز