رغم سكين ((داعش)) .. الحياة مستمرة؟!/عكاب سالم الطاهر
Wed, 17 Sep 2014 الساعة : 7:09

في الأشھر الأولى من عام 2003، كان من یُغادر العراق من منفذ الولید الحدودي، وقبل أن یصل مخفر(التنف) السوري، یشاھد خیماً
تسكنھا عوائل، وعلمنا لاحقاً أنھا عوائل فلسطینیة غادرت العراق بعد إحتلالھ، لا نرید أن ندخل في تفاصیل أسباب ھذه (المغادرة) فحدیثھا
مؤلم ویطول الخوُض فیھ. لكن ما تھمنا ھنا النتائج.
الأرض الحرام
ھذه العوائل غادرت العراق، ولكن لم یُسمح لھا بدخول سوریا.. وبنفس الوقت لا یُسمح لھا بالعودة للعراق. إذن: ما الحل؟. لا شيء غیر
الإستقرار بأرض بین البلدین(العراق وسوریة)، لكنھا أقرب الى المخفر السوري، تولت الجھات السوریة، ماتستطیع، تزوید ھذه العوائل
بمستلزمات الحیاة من ماٍء وكھرباء، وفي وقت لاحق، قیل أن الأمم المتحدة دخلْت على الخط لمساعدة تلك العوائل.
لیس قصدنا ھنا أن نلقي أضواًء على معاناة العوائل الفلسطینیة وھي تعیش في الأرض الحرام( ونحو أدق الأرض الفاصلة بین المخفرین)
بل الھدف أن نلتقط بعض مظاھر الحیاة في ھذا المخیم الصغیر لقد تمت أعراس وزیجات، وقدم الى الدنیا موالید جدد. وھكذا ھي الحیاة. لا
تعرف التوقف.. تستمر، رغم العثرات، لكن المحصلة: ھي التقدم الى أمام.
رغم أنف داعش!
تذكرُت ھذه الوقائع، والتي مررُت علیھا سریعاً، وأنا أُشاھد صورة لعائلة مسیحیة مھجرة من الموصل، تُقیم حفل زفاف خلال مراسم
كنسیة. أیقنُت، من جدید، أن الحیاة تتدفق بقوة إلى أمام، رغم الأفكار المتخلفة والإرھاب الداعشي. بلادنا جمیلة، فضاؤھا تطیر في سمائھ،
مناطید الحب، وطیور السلام والتآخي والعیش المشترك. ولكن، شاءت الأقدار المؤلمة، ن تملأ سماءنا النقیة الزرقاء، أسراب من غربان
داعش وجرادھا الجائع لإلتھام ما ھو أخضر وحي. جاءت داعش بكل تخلفھا: تكفیر وارھاب وذبح. إنھا رصاصة سامة قاتلة، أُطلقت من
اعماق القرون السحیقة، لتنتحر في القرن الواحد والعشرین.لكن شعبنا سخر من ھذه الأباطیل، وتحدى داعش وفكرھا المتخلف، وسكینھا
الذي یقطر دماً. الحیاة تحت سماء العراق مستمرة، أمطارھا الأمل، ونباتھا الأخضر مثمر بالمحبة والتآخي..الحیاة العراقیة مستمرة ، رغم
سكین داعش.