ماض قسري.... وماض نصنعه بحاضرنا لمستقبلنا/عدنان كاظم الخيكاني

Wed, 17 Sep 2014 الساعة : 6:52

نستطيع تقسيم حياة الانسان الى ثلاث فترات (ماضي – حاضر – مستقبل ) وهذه الاشياء الثلاثة تلازم الانسان من اول يوم يولد فيه حيث يكون ماضيه القسري هو ماضي الاب والام سويا وسمعة العائلة ويبقى هذا الماضي ملازما له طوال حياته ان شاء ام ابى فليس له تغيير هذا الماضي الذي كتبه وسجله له الزمن والاب والام والعائلة والمجتمع ايا كان وما الى ذلك ممن تدخل ليسجل انجازا له في هذا الماضي من تدخلات في اختيار الزوجة الى زوجها او تغييب الاب ليكون المولود مولودا بلا اب او تغييب الام لحظة الولادة او يكون القدر الذي يغيب الام بعد الولادة وما الى ذلك من الامور الكارثية التي تؤدي بالانسان لان يعيش ماضيا ليس له فيه حول ولا قوة . وبعد ان يعي الانسان هذا الماضي القسري يبدأ بتسجيل حاضره الذي يعي او لايعي انه سيصبح في المستقبل ماضيا سجله هو بنفسه ليتحدد به مستقبله فمن البشر ما يقوم بتقويم الماضي القسري نحو الاتجاه الصحيح باستغلال الخطوط المستقيمة التي فيه ليسجل حاضرا مستقيما لمستقبل زاهر ، ومنهم من باستغلال الماضي القسري المستقيم ليسر بنفس الخطوط الصحيحة التي رسمها له من تدخل في هذا الماضي الجيد ، والاخر من يترك هذا وذاك  ويغض النظر عن ماضيه ليعيش الحياة التي يرتأيها سلبا ام ايجابا ليحكم على ذريته بماضي هو يصنعه لها ويتحمل نتيجة صناعته بشقيها السلبي والايجابي وما تؤول اليه التأثيرات على المجتمع من خلال الجيل الذي صنعه وتأثيراته على الحياة المجتمعية التي سيغرسها هذا الجيل . اذا فالمستقبل مرهون بما يصنعه الماضي والحاضر والتدخلات اللاارادية للقدر في تسيير الامور ولكن يبقى الانسان هو من يصنه حاضره ومستقبله .... وتبقى الخطوط المستقيمة التي يختارها الانسان كفيلة بصناعة ماض ناصع للاجيال القادمة وهي في نفس الوقت تصنع مستقبل انصع بياضا للانسانية جمعاء .. ومن الله التوفيق

Share |