مقبرة الاحياء الاموات- فاضل ناصرية

Sat, 3 Sep 2011 الساعة : 18:21

الى السيد صاحب الغيرة والمروءة
مع انني كثيرا مادققت باب اصحاب الشأن ولكني ربما لما اهتدي الى بابك المحنى بدعوات السائلين (وما اكثرهم واقل المجيبين) فتسمع النداء وتجيب المسألة
ان العالم اليوم ياسيدي وكما يقولون اصيح قرية صغيرة متكاشفة يطلع اهلها بعضهم على بعض برغم الفارق الكبير بينهم من حيث الرقي والتطور , فما بالك بالناصرية التي هي نقطة في ورقة كبيرة بالنسبة للعالم , والذي يحدث في مشرقها يطلع علية الساكن في مغربها بلحظة وانت تتمركز في منتصفها ولا يخفى عليك حال اهلها ونحن وانت كرب البيت والعائلة التي تعيش تحت كنفة افلا تتفقدها فمن غير المعقول ان يعيش رب البيت منزويا في حجرتة مع كل مالدية من وسائل الراحة والنعيم ويبقى ساكني الغرفة المجاورة يفترشون الارض الخشنة تلهبهم سموم الهموم والمعانات ولايحرك ربنا (اي رب البيت ) ساكنا لانقاذهم انما يطلع عليهم كل صباح نهار وقد ملئ الشبع بطنة وازداد هلال وجة بياضا ودورانا ضانا في قرارة نفسة انة من الاولياء الصالحين المبخوتين فيطلب مني ومن غيري تقبيل يدة الناعمة البيضاء المرطبة بشتى انواع العطور , ولايكلف نفسة السؤال عن مايدور في بيتة فلا يمكن ان تتساوى اصابع اليد ناهيك عن تساوي الوالي والمولى , اننا في حينا نعيش عيشة من سكنو القبور ولكن لااموات يفدون الينا لندفهم وبذلك نحصل على بعض من النقود وقد لايرضا سكان المقابر عندما يرون واقع احيائنا وربما يستنكفون , وانا اقول لهم الحق في عدم الرضا بالمقارنة , ولا اضن ان احدا منا لم يذهب لزيارة المقبرة وانت واحد منا وعذرا جعلت معنا في الجمع لانة كان لابد ان اقول ( لابد انك انت ذهبت للمقبرة ونحن طبعا من بعدك زرناها ) ولكن المفرح في مايبكية الموت اننا سنجمع سويا تحت سقف التراب , هل رايت في المقبرة مستنقا وطرقا وعرتا ونفايات كالجبال وهل رايت القذارة تعم المكان وهل رايت كلابا بشريا تنهب اموالنا بحجة خدمتنا ويتستر عليها فلان وفلان ,انا اجيب مكانك لا لم ار ولم اسمع فالمقبرة نظيفة وفيها من الروائح وماء الورد الكثير . اذن تعال معي ولترى بعينك الرحيمة اي عيشة نحن نعيش وفي اي مكان قدر لاهلنا ان يسكنوا وهذا يحدث تحت ظلك الشريف نعم نحن سكان مقبرة احياء خلف السريع لازلنا نعاني ونعاني والمصيبة التي زادت الطين بلة المشاريع الفشلة بمعنى الكلمة التي سدت علينا ماكنا نسمية طريق فقمنا نقفز فوق الحفر بامتعتنا وكل ماساتنا وهمومنا ولا احد يجيب , مجرد كلام ونعيق نسمع من هذا ويحدثنا هذا ولكن مامن احد صادق بينهم فالكل مجتمع على ان ينهشو في لحومنا وان يقتسموا مع الحرامي الاكبر (مقاول النفاق ) حصتنا من اموال الخدمات , والحجج قبيحة ووسخة فهذا بحجة (دعم الحزب ) وهذا بحجة (رواتب شهدائة ) والاخر رضي (بسطل من الزبالة ملون ) ليبيعو ذمتهم وشرفهم ويدعونا نعاني , وكلما خرج علينا ( محتال ) قال اصبروا فان الخير قريب وان التبليط في جيوبنا وسنفرشة غدا امام بيوتكم والمناطق ( خلف السريع ) ستصبح غير ماكانت مثل احياء دول الخليج ولكن عندما يصبح الصباح ويسمع نباح كلاب الضلام وهمسات الشياطين وان هذا التبليط حق صديق او للمنطقة المحتال الاكبر كبير الحكماء او قاضي القضاة او مدير الجنازاة تراة يشيح عنا ببصرة ويرمينا وراء ضهرة ونبقى على مانحن علية من مصاعب والام . فهل ياتي اليوم الذي نجدك ياصاحب البخت العضيم لتنجدنا وتسعفنا فتزيد الحناء على باب بيتك وربما نسمي مواليدنا الجدد على اسم حضرتك . او نرفع عاليا علمك علم الذين قضو اعمارهم في خدمة الناس كعلي وزين الناس لا معاوية وبني السفاح وصدام واشباهه الذين استكلبو علينا هذة الايام وعملو فينا ماسود وجوههم ونكس رايتهم جزاء ما كانو يعملون .
 

Share |