من يحالف... داعش / أحمد الابراهيمي
Fri, 12 Sep 2014 الساعة : 2:20

توجه الكثير من علامات الاستفهام حول وجود الحركات الارهابية والمتطرفة وعلى رأسها داعش في المحافظات الغرب والشمال من بغداد على العدم من تواجدها في محافظات الوسط والجنوب . ناهيك عن منبعها الرئيسي ومصادر تمويلها من تلك المحافظات والتي تلقي بشر أعمالها في المحافظات نفسها والوسط والجنوب أيضاً . وهذه التساؤلات يراد لها أجابه صريحة وحقيقية من اهالي وسياسيي تلك المحافظات , لكي يتم معالجتها من السلطات المعنية (العسكرية والقضائية ) .
وعندما يصدح الضمير الانساني بلسان أحد اهالي تلك المحافظات ينجلي التزييف عن وجه الحقيقة بإعلان السياسي مشعان الجبوري وهو أحد أهالي محافظة صلاح الدين (قضاء تكريت) في كشف أسماء المجرمين والعشائر المتورطة ( البوعجيل والبو ناصر ) بقتل أكثر من 1700 ما بين جندي وضابط من أبناء قواتنا العسكرية في قاعدة سبايكر وتم قتلهم على أسس طائفية . وأكد هذا وزير الدفاع وكالة د – سعدون الدليمي والفريق قاسم عطا الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة خلال جلسة الاستماع في البرلمان لشهادة الناجين من مجزرة قاعدة سبايكر وذوي الضحايا وأفاده القادة العسكريين . وذكر الدليمي أيضاً ما هو أدهى وأمر من ذلك في نفس الجلسة أنه لا توجد حاضنة اجتماعية تأوي الجيش وترحب به في تلك المحافظات بل تكون طاردة للجيش , وهذا ما يشير الى الانكسار وعدم العزيمة اللتين تزرعان داخل نفوس الجيش لان ما يبرر لهم ذلك هي الاساليب والتصرفات السيئة باختلافها , والتي تبدر من بعض الاهالي أتجاه الجيش وكما أشار له د- الدليمي . وحتى وصل الحال الى تشكيل بعض العشائر فرق من شبابها مقاتلة الجيش وأطلقُ عليها تسميات مختلفة ثوار العشائر والمجاهدين والكتائب والحراك الشعبي . والادهى من ذلك هو الاحتضان للحركات الارهابية وعلى رأسها داعش في نفس تلك المحافظات مما صار من السهل لداعش والدواعش (حلفاء داعش ) مقاتلة الجيش وإبراز السيطرة الكاملة على أغلب مناطق تلك المحافظات بمساعدة العشائر وبالدعم الكامل من المأوى والسلاح وحتى المأكل . ودليل هذا ما حصل في نينوى وتكريت وكركوك والتي أصبحت بين ليلة وضحاها تحت سيطرة داعش والدواعش وهذا ما يحزن ويألم الصغير قبل الكبير . وجراء عنجهية هؤلاء وجهالتهم بما سيحصل قدمت الدولة الاف الشهداء من أبناءنا في القوات المسلحة والتهجير القصري للعوائل الأمنه والخراب بالبنى التحتية للمؤسسات الحكومية والاهلية , ناهيك عن ملايين الدولارات التي صرفت من الحكومة ( لتفادي المشكلة ) والاسلحة والمعدات العسكرية التي تركت كلقمة سهلة لهؤلاء . حتى نصدم العالم بأسره لوقاحة هؤلاء وعملهم المشين الذي قاموا به أعوان داعش جراء خيانتهم لشرف العسكرية وبلدهم . مطبقين المثل القائل عدو عدوي صديقي متخذين من داعش صديق وحليف لمحاربة الجيش , والذي يعتبرونهُ جيش غير عراقي واصفينهُ أمام الملأ بالجيش الصفوي والطائفي ؟؟
( نعم صفوي لان الحكومة العراقية جاءت بعناصره من الناصرية والبصرة والعمارة والسماوة ومحافظات الفرات الاوسط وهذا جيش صفوي !! حتى أنهُ كما يذكر من مصادر عسكرية لا يوجد بين أفراد جنود الجيش العراقي من أبناء المحافظات التي سقطت بيد داعش الا ما ندر ؟؟؟ وأما الضباط الذين هم من تلك المحافظات أغلبهم أنجلت حقيقتهم عندما ارتدوا الزي المدني وتركوا الجيش بلا قيادة مما أدى الى انهيار الجيش بالكامل في هذه المحافظات )
وعندما نرجع قليلاً قبل سقوط هذه المحافظات صار من المحال لدى الجيش العراقي فرض سيطرته الكاملة على جميع مناطق تلك المحافظات لما يلاقيه من صعوبة في مواجهة داعش وأعوانه من الدواعش ولما يقدمهُ الاخير من مساعدة الاول بكل أوجه الدعم . حتى وجد داعش التربة الخصبة من الداعشيين ليزرع حقدهُ فيها ويدنس أرض محافظاتنا الغالية .
ومن هذا كلهُ أفلا ينبغي أن نعي من هو عدونا وما يريدهُ , حتى على الاقل نحترس ونأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع من يريد حقوقهُ كما يصفها بحقوق .
(ولكن جاء اليوم الذي نقلب به السحر على الساحر ) .
أحمد عبد الرضا الابراهيمي