حكومة العبادي بين الواقع والطموح/اسامة عبد الكاظم الشبيب
Wed, 10 Sep 2014 الساعة : 23:55

بعد مخاض عسير وصعب ولدت الحكومة العراقية الجديدة التي يرأسها د.حيدر العبادي في ظل سجالات وخلافات امتزجت فيها عوامل الطائفية والقومية والحزبية وحتى الشخصية وجلسة نيل الثقة تدل على ذلك دلالة واضحة .
المهم ان الحكومة تشكلت في توقيتاتها الدستورية وبالتالي فان العملية السياسية عبرت تلك المرحلة العصيبة بكل ما تحمل من مشاكل على مختلف الصعد امنية وسياسية بالدرجة الاولى ، وما ينتظره الشعب العراقي من هذه الحكومة آمال وتطلعات كبيرة جدا وخاصة ما يتعلق بمواجهة المجاميع الاجرامية والارهابية وانقاذ العراق من التهديدات التي تواجهه ككيان وجودي اضافة الى ملفات في الاقتصاد ومكافحة الفساد المالي والاداري وغيرها من الملفات على المستوى الداخلي والخارجي .
ولكن هذه التطلعات والامال التي نتوسمها في حكومة د.العبادي كيف لها ان تتغلب على عقبات بنيوية في تركيبتها الذاتية اهمها :
- وجود مختلف الأقطاب فيها حتى وصفت بانها ( حكومة اقطاب ورؤساء كتل ) سمتهم التنازع والتناحر ولا يكادون يتفقون على شي الا واختلفو عليه في اليوم التالي .
- ان الحكومة تشكلت نتيجة محاصصة وتقاسم الطوائف والملل والمفاوضات التي جرت هي بين المكونات الطائفية والقومية وليست بين كتل وكيانات سياسية وهذا ما يعيق عملية اتخاذ القرارات الهامة على مستوى البلد وكذلك صعوبة التصحيح والتقويم من قبل رئيس الحكومة لان كل طرف سوف يحتمي بطائفته وقوميته وعرقه وحزبه .
- غلب على التشكيلة الحكومية لوزرائها الجنبة السياسية اكثر من جنبة التكنوقراط والتخصص والخبرة العلمية والعملية وقد جربنا ذلك لاكثر من حكومة وكانت النائج التخبط والعشوائية وزيادة الفساد الاداري والمالي في المؤسسات الحكومية ....!
لا نريد ان نكون متشائمين بقدر ما نريد وصف الملامح الواقعية للتركيبة الحكومية الجديدة ، وان يتنبه الساسة العراقيون على اختلاف مشاربهم الى حراجة الضرف الذي يمر به العراق والذي لا يتحمل اي مغامرة ربما تهوي به في مكان بعيد لا سامح الله .
أسامة عبد الكاظم الشبيب