الاغاني الوطنية !/علاء كولي

Tue, 9 Sep 2014 الساعة : 1:03

كل البلدان في العالم حينما تقرر ان تحارب خصم ما تستعد استعداد كامل على المستوى العسكري وغير العسكري ، تضع خططها ومشاريعها المهمة والمحتملة حول اي شيء او حدث قد يفاجئها ، لهذا نجدها بأستمرار مستعدة ، وكل جيش او قوى وطنية لأي بلد ايضا هنالك جانب مهم ومميز واحيانا يعتبر حيوي له ويدفعه للحماس وهو الاغاني الوطنية التي تدعمه ، الاغاني التي ترفع من الازر والشدة على الخصم ، نجدها حاضرة وبصورة تليق به.
في مصر حينما اطيح بمرسي استطاع الجيش ان يكون له حضور قوي ، حينها انطلقت الاغاني بأعلى مدى يمكن ان تصل له وتزاحم الفنانون في انتاج اغاني تليق بجشهم ، وسَخرت القنوات المصرية في مساندت الجيش بكل الطرق ، وعمت الهتافات ارجاء البلاد .
في العراق يبدو الامر مختلفا تماما عما حدث في مصر ،رغم انني لا اريد المقارنة ابدا ، الحديث يأتي حول نظرة المجتمع للوطن والجيش ، وماذا يمكن لأي مواطن بسيط ان يدعم جيش بلاده وهو يخوض حروب مستمرة ضد الارهاب .
ومنذ ان بدأت الحرب على الارهاب في العراق حتى انطلقت معها الكثير من المؤسسات الاعلامية وهي تدعمها وتساندها بشكل كبير وواضح ، واخص بالذكر منها هي الاغاني والاناشيد والاهازيج التي تعرضها تلك القنوات العراقية ، تلك الاغاني ظهرت بمظهر مؤسف في الحقيقة ، ظهرت وكأن هنالك مزحة كبيرة يريد ان يخبرها لنا احدهم .
بصراحة انا لو كنت في الجيش العراقي ، وكنت احارب الارهاب واسمع هذه الاغاني الهابطة في مديحي لتركت كل شيء وعدت الى بيتي ، الطريقة التي تستهلكها القنوات العراقية والقناة الرسمية صاحبة الميزانية المفتوحة من الاموال مخجلة وتعاطيها مع حدث مثل الحرب على الارهاب ايضا مخجل ومعيب ،
اغاني بألحان ساذجة وكلمات تكاد ان تقترب من السوقية ، ليس فيها اي معنى وتخلوا من الروحية الوطنية ،تظهر هذه الاغاني مثل "الفزعة" ، ومهرجانات شعر شعبي يحضر فيها الشعراء من اجل الصراخ ثم يستلموا اموالهم ويرحلون ولن يهمهم اي شيء اخر، وليس بعيدا ان يكون هنالك فساد ايضا في اقامة المهرجان نفسه ، ولاننسى ايضا المونتاج والفكرة والاخراج وكل شيء ، بائس .
وبخصوص الاغاني الوطنية اذهلتني اغنية وطنية تتحدث عن الجيش اللبناني ، كانت بغاية الجمال من حيث الكلمات والموسيقى وفكرة الاخراج ، كل شيء كان عظيما ، كلما اسمعها اشعر بأنني مواطن لبناني لشدة الحماس فيها ، ناهيك عن الوجه الملائكي الذي يؤديها وهي "هبة طوجي" .
مع شديد الاسف بدا كل شيء هنا فوضوي ومحبط جدا ، صدام كان قد عرف كيف ان يستغل حربه مع ايران ورفع همة الجنود حينما اتجه للاغاني الحماسية لعل ابرزها "لا والله والعباس" وهي الى الان عالقة في اذهاننا.
اما اليوم فنحن عالقون مع نخبة جيدة من الفاشلين الذين ينتظرون الفرص لأي ظرف او حدث كي يستغلوه ، كي يغنوا طويلا على بلد احترقت اضلاعه كلها ، سيغنون اغنية ابدية علينا وعلى احلامنا واحزاننا ، ثم يتركوننا ويرحلون الى بلدانهم الاوربية التي احتضنتهم دائما وابدا.

Share |