كتلة المواطن وقصور الشعب-عقيل الموسوي ـ المانيا
Fri, 2 Sep 2011 الساعة : 11:19

لم يستنكر احدٌ لقب شهيد المحراب حين اطلق على السيد محمد باقر الحكيم بعد استشهاده , لما تميز به الشهيد من مزايا في حياته وحتى طريقة ومكان استشهاده , رغم ان البعض اشكل على ذلك بأعتبار ان شهيد المحراب هو لقب الامام علي عليه السلام , وعندما انتقل المرحوم عبد العزيز الحكيم الى جوار ربه اُطلق عليه لقب عزيز العراق , رغم انه لم يحضَ بهكذا تكريم في حياته , فضلا عن اعتراض شرائح واسعة ان لم تكن اغلبية الشعب العراقي على هكذا لقبٍ اريد به تشبيه المرحوم بكل تأكيد بعزيز مصر نبي الله يوسف الصديق عليه السلام وليس العزيز الذي اشتراه , ولا ندري هل سيحصل السيد عمار حفظه الله بعد عمرٍ طويل حينما يذهب لميقات ربه على لقب الكليم مثلا تشبها بنبي الله موسى عليه السلام , خصوصا وانه لبقٌ ومتكلمٌ من الطراز الأول , بحيث ان احدهم لفت انتباهه سماع رنين جرس متقطع حين زار يوم القيامة فسأل عن سرّ هذا الجرس ورنينه فقالو له انه يُنبئ بكذبة في الدنيا يعتمد حجمها على طول الرنة التي يطلقها فاذا كانت ( ترن) فهي كذبة صغيرة , وتكون كذبة متوسطه عندما تكون ( تررررن ) اما اذا كانت ( ترررررررررن ) فهي كذبة ماينلبس عليها ثوب , فجأة وأذا بالجرس يرن بدون توقف فسأل عن سرِّ ذلك وهل اصابه عطل ( لو شكّل ) فقيل له لا , لا هذا ولا ذاك وانما خطيب الملتقى الثقافي اعتلى المنصة , أو لربما سيحصل على لقب روح الله تشبهاً بالسيد المسيح عليه السلام , ليحوله اتباعه فيما بعد الى ثالوث اخر !! ولمعرفة الاجابة على ذلك سأحتاج الى عمرٍ مديد وسلامةٍ من فتوى دينيةٍ او سياسيةٍ قد ترميني بالزندقة وتهدر دمي , خصوصاً وأن صورتي واضحةٌ للعيان , واكثر معانيها وضوحاً هي تلك الصلعة البرّاقة والتي لا يحتاج الكاتم الى مجهود للهداية اليها.
ليس هذا ما اردت الحيث عنه في مقالتي هذه , ولكن اطلاق لقب ( المواطن ) على كتلة شهيد المحراب في أول أيام العيد متزامناً مع برقية تهنئةٍ استلمها السيد عمار من عاهر البحرين وزنيمها الذي لم يغسل يديه بعدُ من دماء اهلنا في البحرين قد اثار انتباهي صراحةً وجعلني اتساءل عن سبب ذلك , هل هو صحوة موت وعدول عن وصفٍ لا يستحقه الشهيد السعيد , ام ان اللقب لم يأتِ بثماره السياسيه ولم يحصد من المقاعد البرلمانية ما يسمح للأخوه في الكتلة من الحصول على منصب رئيس الوزراء ؟؟!! ومن جهة اخرى ما دلالة ان يقع الاختيار على اسم ( المواطن ) ليطلق على الكتلة ؟ هل هي لعبة سياسية يراد منها النصب والأحتيال على المواطن والمواطنةِ بعد ان انتهت اللعبة على الوطن ؟ ام انها عملية تبديل في الالقاب شبيهة بتبديل أقنعة المختار في مسرحية ضيعة تشرين والذي مثل دوره الفنان الراحل نهاد قلعي ؟ ومن يدري فلربما سيكون معيار المواطنة هو أنتخاب مرشحي كتلة الوطن , وبخلافه سيحرم الخارجون على ذلك من العيش في الوطن كما حُرّمَت الوظائف على الذين لا ينتمون الى احزاب حاكمةٍ.
سادتي الأفاضل ... اعتقد ان ما يهمنا كشعب عراقي عانى الامرّين ليس كلمة المواطن , ولا حتى المواطن بحد ذاته أن لم يكن مواطناً صالحاً , ان مايهمنا ليس الأسماء والمسميات بل الأفعال والأنتاجيات , وبخلافه سيبقى عنوان كتلة المواطن مقرونةً بتسمية قصور الشعب التي اطلقها جرذ العوجة على قصوره التي تركها وسكن الحفرة