يعتزم التيار الصدري أن يخرج بتظاهرة كبيرة يوم التاسع من أيلول الجاري بعد ما أعلنه زعيم التيار السيد مقتدى الصدر من إن التظاهرة التي يعتزم التيار القيام بها هي نتيجة لعدم إيفاء الحكومة العراقية بالتزاماتها تجاه المواطن ، بعد أن اجتاحت البلاد مجموعة من التظاهرات التي نددت بالعمل الحكومي المتلكئ وعدم توصل الحكومة إلى أي حلول من شانها تقديم ولو الحد الأدنى من الخدمات التي لابد أن تقدم للمواطن العراقي . وهذه التظاهرة التي أعلن عنها قبل ستة أشهر تأتي تزامنا مع ما يدور في المشهد العراقي بشكل عام ، والمشهد السياسي منه على وجه الخصوص كون الأمور في العراق لم تشهد تحسننا ملحوظا لا على مستوى تقديم الخدمات الضرورية للمواطن ولا على المستوى السياسي من حيث إيجاد الحلول الناجعة من قبل الكتل السياسية للخروج من الأزمات المتكررة في العراق . فقد ذكرت مصادر إن ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي سيبدأ بحملات تخويف واسعة في وسائل الإعلام من التظاهرات المليونية القادمة و الناقدة لسوء الأوضاع الخدمية في البلاد و التي دعى إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر . وقالت تلك المصادر أيضا إن هناك جهات داخلية وخارجية ستستغل التظاهرة المليونية ربما لإسقاط الحكومة ، وان على كل القوى السياسية أن تتكاتف في ما بينها لإفشال التحديات الخارجية والداخلية . وهنا لابد من الإشارة إلى إن الكتل السياسية بما فيها التيار الصدري الذي يشغل اغلب وزرائه إدارة الوزارات الخدمية يجب أن تحاسب وزرائها في مجلس النواب عن تقصيرهم وإخفاقهم في تقديم الخدمات قبل إلقاء المسؤولية على رأس هرم السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة . فالتظاهرات القادمة التي يروم التيار الصدري القيام بها تنطوي على الكثير من الدلالات التي ربما تكون خطرة . فهناك من يحاول استغلال تلك التظاهرات في سبيل تأجيج الرأي العام ضد موضوع معين . وهناك من يحاول أن يعطي لتك التظاهرات حجم ربما كبير جدا إذ إن التيار الصدري له ثقله في العملية السياسية ولابد أن يكون هو أول من يعيد ترتيب أوراقه حتى يفوت الفرصة على كل الذين يريدون أن يصطادوا بالماء العكر . وهناك أيضا من يؤيد تلك التظاهرات عسى أن تكون ورقة ضغط على الحكومة لتقديم الخدمات بشكل أفضل وبين كل تلك الدلالات تكمن أمور لا احد يمكن أن يفهمها ، ولكن الذي لابد أن يفهمه الجميع إن تلك التظاهرات إذا ما انطلقت لابد أن تكون لخدمة المصلحة الوطنية ولا تكون مجرد إبراز عضلات .