الفقاعة فاضت دماً والطبقة الحاكمة في عراك تحاصص النهب/صباح الموسوي
Sun, 7 Sep 2014 الساعة : 3:17

قررت امريكا زيادة وتوسيع تواجدها في العراق مستخدمة قرار مجلس الأمن الدولي(2170) غطاءً لإقامة تحالف دولي جديد لمحاربة فيلمها الجديد “داعش” بعد اختفاء فلم “القاعدة” الذي دام عرضه لعقد من الزمان. يشاركها في الفيلم الدموي هذا كومبارس الاتباع المتاجرون بالطائفية والعنصرية, الذين يخوضون صراعا على وقع القصف الامريكي من أجل اعادة تقسيم ثروات العراق فيما بينهم وفق لمستوى رضا بايدن عن كل منهم.
إذن, تحولت الفقاعة الى فيضان من الدم اغرق غرب وشمال غرب العراق وشرق وجنوب بغداد وكان قاب قوسين او ادنى من اربيل عاصمة الاقليم, راح ضحيته مئات الألاف من المواطنيين العراقيين وخصوصا المسيحيين والايزيدية بين ذبيح ومهجر اما المواطنات النساء فكان مصيرهن القتل والاغتصاب والسبي , ناهيكم عن المصير المأسوي للاطفال وكبار السن. ولا يزال الغموض يكتنف حقيقة ما حدث في 10 حزيران عن هروب فرق الجيش العراقي من الموصل وفي 3 آب عن هروب البيشمركة من سنجار امام ” الفقاعة” التي تبين حجم حاضنتها البعثية عند تحولها الى فيضان دموي.
تعاني المعارضة الوطنية العراقية من فقدان البوصلة, فقد وقعت غالبيتها أسيرة معركة ” الولاية الثالثة” الوهمية التي سوف لن تغير نتيجتها من الطبيعة الطبقية للسلطة الحاكمة باعتبارها سلطة طبقة استغلالية طفيلية تابعة للغازي الامريكي مقيدة ب ” اتفاق المصالح الاسترتيجي”, سلطة معادية للشعب العراقي وتطلعاتها المشروعة في الحرية والتقدم, سلطة تمثل الطبقة الطفيلية الفاسدة المتاجرة بالدين والطائفة والقومية.وإن وجدت عناصر وطنية بين هذا الخليط المشوه من الاحزاب الدينية والطائفية والقومية العنصرية والشوفينية, فإنها لم تتقدم خطوة واحدة الى أمام في اعلان هويتها الوطنية ببرنامج بديل للبرنامج الامبريالي الصهيوني الرجعي المنفذ في بلاد الرافدين.
نعم, تتميز القوى اليسارية العراقية بموقف وطني تحرري مناهض للنظام الفاسد الحاكم في بغداد وللسلطة العشائرية الرجعية الفاسدة في اربيل والسليمانية, لكنه لم يرتق الى مستوى الصراع الطبقي والوطني في البلاد والذي انعكس على دور الطبقة العاملة العراقية وخصوصا عمال النفط الذين جرى تمزيق وحدتهم على يد القوى الطائفية والعنصرية.
حذر اليساريون العراقيون الاكراد من خطر داعش في اقليم كردستان العراق < ….احذروا الخلايا الإرهابية النائمة لجرذان داعش في اقليم كردستان فهي تعمل بصمت , راقبوهم .. وثقوا تحركاتهم .. إكتبوا عنهم .. إكشفوهم…ولاتنسوا احداث 9 اب التخريبية ودور تلك الخلايا في اثارة البلبلة والفوضى في اقليم كردستان > كما حذر قبلهم الوطنيون العراقيون في غرب وشمال غرب العراق دون جدوى مما وفر فرصة للقوى الفاشية الحاضنة هيئة علماء المسلمين (السنية). – النقشبندية – البعثية.لتسهيل غزو داعش لهذه المناطق , ويحذر اليوم ,اليساريون في الوسط والجنوب من خطر تنامي دور المليشيات الطائفية (الشيعية) المتسترة بغطاء الحشد الشعبي على مستقبل العراق.
قد يكون من المفيد التذكير بالوصف الرسمي السوري ” العصابات” والاصرار على ان المعركة عسكرية بحتة وقصيرة وترداد مفردة ” خلصت” , وإذا بها ” جيوش” تحتل وتدمر مدن كبرى بكاملها و” الخلصت” تمتد الى ثلاث سنوات والحبل على الجرار. ف “الفقاعة” العراقية صارت فيضانا يجتاح المدن ويدمرها, مما دفع اصحاب الفقاعة سواء في بغداد او أربيل الى الاستنجاد بالسيد الامريكي المستعد والمتأهب لالتقط هذه اللحظة ليفرض نفسه ” منقذا” على طريقة سايكس –بيكو من ” العصابات” في سوريا و” الفقاعة” في العراق , ويرسم حدود الاقطاعيات- الدويلات الجديدة على انقاض دول سايكس بيكو المنهارة . إن تحرر الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية العراقية من وهم العقد الماضي ” التحرير” ” التغيير” الذي لم يأت بعراق يابان والمانيا الشرق الاوسط, ومن الوهم الجديد ” المنقذ الامريكي” والعراق” الليبرالي والفيدرالي” الآتي بالتقسيم والنهب , سيساعدها على التحالف مع اليسار العراقي في اطار جبهة وطنية تحررية قادرة على قيادة الانتفاضة الشعبية الآتية حتماً.
* منسق التيار اليساري الوطني العراقي