...وكاد العالم كله ان يصبح شيوعيا ...**/معتصم الصالح
Sat, 6 Sep 2014 الساعة : 1:31

من ادبيات او سياقات الجيش الأمريكي في ترقية ضباطه او نقلهم من مكان لاخر .، هي مجموعة إجراءات منها ..ان تقوم دائرة الاستخبارات الأمريكية بمخاطبة سرية لثلاثة على الاقل من ضباط كبار في القوات المسلحة او محالين على التفاعد لمعرفة راييهم بالضباط المعني بالترقية او المنصب ،، وكتابة كتاب او تقرير تزكية وشهادة حسن اداء له .. وهولاء الضباط المنتخبون هم ممن عمل هذا الضباط بمعيتهم او تحت امرتهم ..في اوقات سابقة ..
كان هنالك ضابط من اكفئ الضباط في القوات المسلحة الأمريكية وخاض اغلب حروب امريكا في الخارج..
اريد ان يتم تعيينه بمنصب حساس ورفيع في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاكون ..
كما العادة ارسلت ثلاثة برقيات سرية لثلاثة جنرلات سبق ان عمل بمعيتهم ..
احد هؤلاء الجنرلات سبق ان قدم ثلاث تزكيات بحسن اداء ضباطنا هذا،، عندما انيطت به مهمات ادارة او قيادة وحدات قتالية ..سابقا..
اليوم موضوع التزكية حول تكليفه بمنصب رفيع وحساس في مقر البنتاكون ...
يقول هذا الجنرال تركت مهمة كتابة تقرير التزكية الى الليل وهدوءه .بعيدا عن صخب النهار ومشاكله ..فللضابط المعني ذكريات في قلب الجنرال..
.ويكمل الجنرال حديثه.. وخلال فترةما قبل الكتابة مر بي شريط من الذكريات ..حول بسالة ذلك الضابط وشجاعته وقدراته الفذة في مهمات في حرب فيتنام وادغال كولومبيا ..واحراش نامبيا . . كم كنت سعيدا وفخورا بذلك الضابط. . كانه منذ اليوم الاول لولادته ارادته الطبيعة والقدر ضابطا في القوات الخاصة الأمريكية. .
شرب الجنرال قهوته .. وبقلب مفعم بالرضا والفخر معا ..وضمير مرتاح امسك القلم ليخط عباراته بحق ذلك الضابط ..
صدفة او شيء حصل في الغرفة او الخارج ادار عين الجنرال عن ورقة التزكية ..لتقع مرة ثانية عن نص برقية ادارة الاستخبارات العسكرية. . وخصوصا عبارة منصب حساس ورفيع .. لم يكن منصبا قتاليا كالعادة ..منصب رفيع وحساس !!
يقول الجنرال احسست ان قوة كونية ما ..عصفت بذهني ومنعت يدي من اكمال الرسالة..قلت لعله عارض صحي او ارهاق عمل ..
في الليلة التالية حصل نفس الشيء ..نفس القوة عصفت بذهن الجنرال وامسكت يده عن الكتابة...بقي متحيرا من الامر ..ولماذا لم تاتي اليه هذه القوة لتعطل ذهنه في المرات الثلاثة الماضية..الليلة الثالثة كانت الامتحان الاصعب والاخير ...اما يكتب تزكيته ..او يترك الامر ..
نهائيا.. ويطلب اعفاءه من مهمة كتابة تقرير التزكية ..وجاء الليل اخيرا ..
نفس الجلسة ونفس المكان ونفس القلم والاوراق.. وحدث ان قوة كونية كما يصفها اشد من سباقتها عصفت بذهنه .. واشر مؤشر في عقله على نقطة سوداء في الامر ..
في اليوم التالي ارسل الاوراق فارغة الى ادارة الاستخبارات. . كانت السياقات المتبعة عندما يعتذر ضابط عن كتابة تقريره يرسل الطلب لضابط اخر ليقوم بالمهمة ..
لكن هذه المرة الامر مختلف. . فالجنرال صاحبنا سبق وان كتب ثلاث تزكيات وشهادات تقدير بحق ضابطنا محور الكلام..
وهو احق الناس بمعرفته فقد عملا سويا لوقت طويل .. فلماذا يعتذر اليوم !!
ذهب ضابط من الاستخبارات الأمريكية لمقابلة الجنرال ..وبصورة سرية .. وبعد جلسة حديث ونقاش استمر لوقت ليس بالقليل. .
وقع امر ب مهمة فيدرالية رسمية لمكتب الاستخبارات الرئيسي لمتابعة ملف هذا الضابط .. وسيرته وكل تفاصيل حياته .
جاءت التقارير تباعا كلها لصالحه .. حياة زوجية مستقرة ..تاريخ اكاديمي حافل بالإنجازات والنجاحات..وتاريخ عسكري لاتشوبه اي شائبة ..
بقي التحري مستمرا في كل منطقة او مدينة سكن فيها ضابطنا هذا ..
حتى ان كانت المفاجاة.. فعند دخوله الاعدادية كان شخصية معنوية باسم وشخصه المعروف حاليا ..لكن لاشيء يثبت وجود هذه الشخصية قبل ذلك التاريخ ..تشابه اسم مع شخص اخر لكنه ليس هو ..
اخيرا القي القبض عليه واعترف انه ضابط روسي تم زرعه في المجتمع الأمريكي .. محميا من قوة سياسية لها وزنها في الييت الابيض ..
واعداده لاحقا للقيام مع مجموعة سياسية التي تدعمه ، بنقلاب عسكري على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية .. واقامة حكومة شيوعية موالية للاتحاد السوفيتي. .
لم يعترف هذا الضابط على اسماء تلك المجموعة السياسية ..التي كانت تدعمه .. وتم اعدامه اما المجموعة تلك بقيت تعمل حتى كشفتها المخابرات الفرنسية ..لاحقا وبعد وقت طويل نسبيا ..
ورغم ارسالها تقارير تحذير للمخابرات امريكية الا انه لم يتم كشف تلك المجموعة بسبب خطا باسم احد كبار اعضاءها ..كان الفرنسيون يقولون "ايس هو عميل مخابرات سوفيتي .." وترد المخابرات الأمريكية بانه لايوجد شخص بالبيت بالابيض بهذا الاسم ..حتى كشف عنه لاحقا.. وكان اسمه "هيس"وليس"ايس " كما كان يسميه الفرنسيون ... بقصة هي الاغرب من قصص الجاسوسية في العالم ...
** (من قصص ايام الحرب الباردة وحرب الجاسوسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلقاؤها من جهة والاتحاد السوفيتي وحلو وراشو من جهة ..
فقط لتوضيح كيف تناط المهمات في جيوش العالم وكيف تتم الترقيات .. ومقارنتها مع فوضى الرتب والترقيات في العراق اليوم ..)
تحياتي لكم. .