تشكيل الحكومة الجديدة بين التفاؤل والتشاؤم!/الدكتور حسين رشيد دنيف العبودي
Fri, 5 Sep 2014 الساعة : 2:04

مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بواسطة السيد الدكتور العبادي،والتي يجب أن تأخذ العراق وشعبه إلى الأمام ،مهمة عسيرة جدا إن لم تكن مستحيلة.كل شخص شريف يتمنى أن يحقق السيد العبادي مايريده العراقيون العرب بصورة عامة وشيعة العراق البررة بصورة خاصة.الغالبية العظمى من المثقفين العراقيين العرب في الخارج لايعتبرون الأكراد شريكا حقيقيا(بل موقتا؟) في عراق اليوم لأنهم(الكرد!)قرروا منذ زمن طويل وكما يعلم الجميع،الأنفصال وبناء دولتهم الكردية،وما التطورات التي حدثت في إقليم كردستان وبصورة طردية ومنذ سقوط الطاغية والتي جعلت من كان يوما (متحالفا؟)معهم لايصدق أبدا أن شوفينية حليف الأمس قد أصبحت وباء بل كارثة لجميع مكونات العراق الأخرى.لقد أصيب الجميع بالصدمة وهم يرون إستغلال السيد مسعود وأكراده سيطرة داعش الأرهابية على الموصل ليقوموا بالأستيلاء على كركوك ومناطق أخرى ومصادرة بترول الشعب العراقي الموجود هناك ضاربين الدستور العراقي الذين شاركوا بقوة في كتابته عرض الحائط. بعض مطالب الأكراد،حتى يشاركوا بتشكيل الحكومة وحسب ماتناقلته الأخبار، تعجيزية بكل معنى الكلمة لأن هدفها هو الرفض من قبل من كلف بتشكيل الحكومة لكي يزيد السياسيون الأكراد من إستهتارهم الذي أصبح لايطاق أبدا ويعلنوا الأنفصال،حلم السلالة البرزانية العتيدة.يجب أن يعلم المرء أن إنفصالهم هو حق مشروع لهم(مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها!) ولكن يجب أن يحدث هذا بخطوات تفاهم وليس على جماجم سكان العراق الآخرين وسرقة بترول الشعب العراقي وإحتلال أراضي عربية ووو...الخ.أما بالنسبة للسنة العرب فإنهم،حسب مايبدو،أصيبوا "بالعدوى الكردية"(البرزانية!)لأنهم أصبحوايطالبون أيضا ببعض الأشياء التي تعتبر شبه مستحيلة.فبدلا من أن يحاولوا وبقلب مفتوح مساعدة السيد العبادي في مهمته الشاقة بتشكيل الحكومة والتي يجب أن(تنقذ)الشيعة والسنة العرب الذين عانوا الويلات والحرمان والقتل اليومي بسبب تدخل عربان الخليج وتركيا ووقوفهم بجانب الكثيرين ممن يسمون أنفسهم بسياسيي السنة نراهم لايفكرون إلا بالمناصب العليا وخاصة الوزارية منها.الشيء المحزن حقا هو تهديد بعضهم بإخبار السفارة الأمريكية في بغداد في حالة عدم حصولهم على مايرفضه كل عراقي شريف(وكما حدث قبل عدة أيام!)،وكأن السيد السفير الأمريكي هو(المندوب السامي؟)للعراق وبدونه لم يحصل شيئا!.السادة الأكراد أقاموا(وكما هو معروف!)علاقات وطيدة جدا مع الأمريكان بصورة خاصة،وأعتقد بأنهم لايقومون بخطوة واحدة سواء داخل العراق أو خارجه دون المشورة الأمريكية,وأكاد أجزم أن أول من يعترف بدولة كردستان هي الدول الغربية،وما تدفق الأسلحة الغربية إلى الأكراد(لمحاربة داعش الأرهابية)وبدون(التباحث)المسبق(والأتفاق!) مع الحكومة الأتحادية في بغداد أحيانا والذي يجب،وبحكم القانون الدولي،أن تستلم الحكومة في بغداد هذه الأسلحة ومن ثم يتم إعطاءها للكرد،إنما هو دليل قاطع على أن بعض الدول الغربية تعتبر إقليم كردستان دولة مستقلة ويمكن التعامل معها كدولة.أتمنى أن يكون تشاؤمي فيما يخص مستقبل الحكومة المزمع تكوينها في غير محله،وأتمنى أن يعي العراقيون العرب أنها قد تكون الفرصة الأخيرة للقضاء على الطائفية البغيضة(وبصورة تدريجية!)التي جعلت من أبناء القومية الواحدة أبناء طائفتيين متخاصمتين وبشدة في زمن يجب أن يكون الأتحاد فيه قبل كل شيء لبناء العراق العربي الجديد.