قصة قصيرة شرفة ُ تايكي- علي السباعي
Thu, 1 Sep 2011 الساعة : 0:21

شابٌ عراقي ٌ أسمر00نحيل ٌ 00 من مواليد برج ِ الجوزاء00مثل َ كلكامش عنيد ٍ ، قد يصلُ به الأمرُ الى محاربة ِ طواحين َ الهواء ، يعمل ُ بائع َصُحُفٍ في تقاطع ِ(الكاردنز)**، كانَ ينظرُ من مكان ِ عملهِ ناحية شُرفةٍ ضمن الطابق ِ الاول ِ لعمارة ٍ بيضاء تنتصبُ بأربعةِ طوابق ٍ ، تُطلُ عليه ِ صباح َ كلً يوم ٍ من شُرفِتها 00فتاة ٌُتتخايلُ بسحر ِ جمالها الذي يخطف ُ الأبصار00تايكي!
لم يجد اسما ً غيره ُ 00تبدو كحوريةِ البحر ِ وهيَ تضعُ على شفتيها المكتنزتين أحمرَ شفاهٍ جريئا ًدافئاَ 0ً ينطلق ُ في الجو ِ مع إطلالتها عبق ٌ السمفونية ِالخامسة ِ لبتهوفن00 تتعالى مغردة ً تصور ُ صراع َ الإنسان ِ مع القدر ِ، ثم توافقه ُ مع القدر ِ ، ثم أخوة َ الأنسان ِ للأنسان ِ00
السماء تحلق فيها طيورٌ بيضاء وتحطً ُ على شُرفاتِ المنازل ِ المجاوره 00ِ كان تقاطع الكاردنز حيا ً ونابضا ً بالوجوه ِ ، وجوه ِ نساء ٍ ووجوه ِ رجال ٍ0
# # #
ولدت في فضاءآت ِ الحب ِكلماتٌ تخرج ُ من محراب ِ الروح ِأشواق ٌ لا توصل ُ بينهما الأهمسا َ 0
# # #
ذاتَ صباح ٍ مشرق ٍ مثلَ لون بشرتها الندية ِ أومأت لكلكلمش بالصعود ِ اليها أشتعلَ رأسهُ بالأفكار ِ :
ــــ كيف سيكون اللقاء ؟ كيف َ00؟ وكيف 00؟ وكيف؟
طرق َ باب َ شقًتها ، فتحَ له الباب َ رجل ٌمتوسط ُ العمر بزي َ الخدم ِ ، قالَ لهُ بلهجة ٍ مصريةٍ محببة ٍ:
ــــ السيدة ُ الصغيرة ُ بأنتظارك َ في شرفتها 0
أسرى الى ملكوت ِ تايكي وبيدهِ صحفه فوجدها مغمورة ً بكل ًما هو مترف ٌ وخلاب ٌ 00ترتدي ثوبا ً عربيا ًتقليديا ً يزيدها أنوثة ً وغنجا ً 00 وقف أمامها مبتسما ً أبتسامة ً ذائبة ً من الارتباك00
فصار كلكامش مثلَ قطرةِ ماء ٍ لا لون َ ولا طعم َ له ُ 0
اذ طغى على صوتِ السمفونية ِ الخامسة ِ صوت ُ طائر َ الغاق ِ وهو يشق ُ الفضاء َ بصراخهِ دُهشَ بأميرتهِ تنتظره جالسة ًفي كرسي ً للمعاقين 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*تايكي: ربة عًمون
ربة عًمان وهي حارسة لمدينة عًمان
**الكاردنز: منطقة في العاصمة الاردنية عمان