متى ينصف السنة ٠٠/ميسون ممنون
Wed, 3 Sep 2014 الساعة : 0:49

في خمسينات القرن الماضي وفي قمة التمييز العنصري في اميركا حيث كان جميع الأميركان من الأصول الأخرى مضطهدين كان هناك فريق كرة قاعدة للصغار مكسيكي، قلب موازين اللعبة، عندما بدأ بالفوز بجميع مباريات البطولة، حتى وصل الى النهائيات، في قلب الأراضي الأميركية وعندما أحتاج للمساعدة آزره بعض من يعيشون نفس مأساته أي أميركان من أصل أفريقي، حيث كانوا يشعرون بأستضعافهم، وبما كانوا يعانونه، إلى أن أخذوا كأس الفوز والإكتساح، بكل ما مروا به طيلة فترة بقائهم، وممارستهم لحقهم، في ان يثبتوا انفسهم ويكونوا أبطالاً٠
بلدنا اليوم ممزق، كل الديانات؛ والطوائف؛ والقوميات؛ تم تهميشها على حدة، ليكره أحدنا الأخر، وليزداد استضعافنا لبعضنا، شتتوا أمرنا، وفق أستراتيجيات مدروسة، تدار من خلف الكواليس، بواسطة فزاعة(حديدة عن الطنطل)، وكان هو بوجه المدفع غره غرور المتزمتين الأعمى ٠
لكي لا أكون طائفية، ولكي لا أغض الطرف، ولكي لا أكيل بمكيالين، ولكي لا أحاسب على كوني عاطفية في طرح حقيقة نخرت العظم، لكي أكتب عن العراق، بطوائفه؛ بدياناته؛ بهوياته؛ برموزه؛ بأحلام وآمال صغاره؛ عدت لإخوتنا السنة، كلا ليسوا إخوتنا، أنهم أنفسنا، فقد أوصانا سماحة المرجع السيد علي السيستاني، في وصيته التي أخذت حيزاً كبيراً في نفوس العراقيين جميعاً، وأمتثالاً وطاعةً، لكل من يسير على نهج المرجعية المتسامحة٠
كتبت سابقاً،"متى ينصف الشيعة" لا لأميز قوم على قوم، ولا لأتهم طائفة بعينها، بل كتبت ما كتبت لأذكر مظلمة، أتهمت بعاطفة في كتابة المقال، نعم لا أنكر العاطفة، فكما الكرة الارضية يشكل الماء نسبة ٧٠ بالمائة فيها، وكما إن الإنسان يمثل الماء في جسده ٧٣ بالمائة، فعاطفتي تمثل ثلاثة أرباع كياني، عاطفتي هي حبي لشعبي، للسني قبل الشيعي، فقد كان من خاطبته أسمه علي، وهو سني، وعاطفتي هي ألمي على وطني، هي بكائي وحسرتي، على أطفال تشردت، ونساء ترملت، وشيوخ وشباب ذبحت ونحرت، بأسم الأسلام٠
أخوتي السنة، لم أذكر مظالمكم، فقد أنهكت، في مظلمة الأكثرية الشيعية، التي ذبحت من الوريد الى الوريد، والأقلية الأيزيدية، التي عفرت وجوه صغارها بالرمال الحارقة، أعلم أن أخوتي السنة والأخوة الأكراد مروا بمظالم، لكتها لا تقارن بما مر به الشيعة، فلم أذكركم، وأنشغلت عنكم،لان مظالم أهلي ممتدة، لم تكن في سنة ولا في سنوات محددة، بل مئات السنوات والشيعة يظلمون، الدواعش ليس لديهم دين أو ديدن، فقد آذونا جميعاً بطرق مختلفة، فهم لا يفرقون أنهم يقتلون العراق، فقط لأنه العراق، لكن أعدكم أني سأكتب، عن وجعكم، وآلمكم، وما حل بكم، وليس كلاماً على ورق، بل سأكتب حقائق حدثت، وتحدث كل يوم، غض عنها طرف الأنسانية، لأنشغاله بألآم فاقت كل الآلآم اليوم .
يقال أن سبحانه، أعطى للجميلة جمالها، ليشفع لها في الدنيا، فيكون حظها قليلاً، لأنها لا تحتاج الحظ كثيراً، أما من لا تملك الجمال، فقد أخذت كل الحظ، ليساعدها على أن تكون مقبولة، وتتزوج وتنجب أولاداً، وتعيش حياتها بصورة طبيعية، فعراقنا يملك من الجمال يحسده عليه القاصي والداني، ولا يملك الحظ، أذن؛ كل محننا هي ضريبة جمالك يا وطن، فليس لدينا حظ، لكننا نملك وطن فاق الجمال نفسه فحُسدنا عليه.