قصص قصيرة جداً-أيــاد خضير
Thu, 1 Sep 2011 الساعة : 0:02

(ظمأ )
اشتد به الظمأ ، ذهب مسرعاً الى النهر وعند وصوله وجده قد غادر دون ان يترك عنواناً 0
( نقاش )
اجتمعوا على طاولة ، اشتد النقاش بينهم وعندما لم يتوصلوا الى مفهوم الديمقراطية أمسكو بأقداح الماء وسكبوها على أوراقهم امتزجت الأحرف معلنةً ضياع يومهم 0
( ثرثرة )
جلسوا يثرثرون والكركرة تعلو شفاههم وعندما تفرقوا كان كل واحد يسخر من الآخر على طريقته 0
(محاضرة )
بدأ المحاضر يتحدث عن مرض انفلونزه الطيور وكيفية الوقاية من هذا المرض الخطير ، بعدم لمس الطيور ، وعند الانتهاء من محاضرته سقط على الأرض ، عند الفحص والتحليل أتضح انه مصاب بالمرض جراء احتكاكه بطيوره المصابة0
( خطأ )
ذهب الى طبابة الأسنان لقلع سنه الذي يؤلمه ، وعند المساء عاد سنه يؤلمه مجدداً 0
( هلوسة )
كره ظله ، لا يطيقه ، أراد التخلص منه فهرب ، ركض ظله خلفه ، توقف ، فوقف ظله ، صرخ في وجهه ، أخذ ظله ينبح ،أمسك به من يده وغرس أسنانه بها ، انتبه لنفسه كان يصرخ والدم يسيل منه0
( تدور الدوائر)
حدث شجار بين شاب مشاكس وموزع البطاقة التموينية ، وعند استدعاء أبيه ، الذي تجاوز الستين من العمر ، وأخباره بتصرفات ابنه غير الاخلاقية ، طرق برأسه الى الأرض وبعينين محمرتين دامعتين 0
قـال : أبني هذا يضربني بالحذاء على رأسي إذا ما زجرته على أفعاله !!
ـــ يضربك بالحذاء على رأسك ؟!
ـــ لا تستغرب 00 لأنني عندما كنت شاباً بمثل سنه كنت أضرب أبي بالحذاء على رأسه 00
( اشتباه )
في احتفال تأبيني ، أمتلات القاعة بالحضور ، وعندما كان الخطيب يلقي كلمته الحزينة بحق الفقيد ، أنشغل أحدهم بإخراج سيكارته المثبتة في الطخم ، كل المحاولات باءت بالفشل ، ضرب بقوه على باطن كفه لإخراجها ، ظهر صوت يشبه التصفيق ، أثار الحضور فقاموا بالتصفيق أمام استغراب عائلة الفقيد0
( قسوة الماضي )
أنتبه الى صوت متسول طاعن بالسن ، ملابسه رثة ، قذرة ينادي ارحموني يرحمكم من في السماء ، نظر اليه تذكر السوط الذي كان يمزق جسده عندما كان قابعاً في احد سجون الطغاة0
قــال: انه صاحب السوط الذي لا تزال آثاره على ظهري ، والآلام التي ما زالت تؤرقني ، هز يده مخاطباً المتسول : كيف أرحمك وكنت أتوسل أليك ألا تضربني00
(الحرية )
أمسك الفرشاة وغمسها بالألوان ، ليرسم قفصاً ، وعندما اكتمل الرسم وضع بداخله عصفوراَ ،ألقى عليه نظرة سريعة ، تألم وأخذ يجهش بالبكاء ، فتح باب القفص ، طار العصفور لأنه اختار الحرية 00
( نفاق )
عند بدأ الدوام الرسمي ، يجلسون داخل جدران ولأنهم قليلون لا تضيق بهم ، يثرثرون ، لا يسلم أحد من مناشير ألسنتهم ، وعندما يتفرقون يكون لكل واحد منهم وجهان 00
( حلم )
تحولت الحصى في كليته إلى صخرة صلبة ، بدأت تكبر وتزحف إلى أنحاء جسده ، زادت من قلقه ، أخذ يضرب عليها ضاناً انه سوف يهشمها ، لكنه استيقظ على صراخ زوجته التي كان يضربها على رأسها 00
( هجران )
كان يضع كفه على شعرها ، يداعبه ويمسح عليه ، وعندما هجرته
قال: لا عليك فقد تعلمت اللمس 00