ظاهرة التسول عند الأطفال..!/إسلام عقيل الزبيدي
Sun, 24 Aug 2014 الساعة : 14:00

إن ظاهرة التسول مشكلة اجتماعية آخذة بالازدياد مع انتشار حالات البطالة والفقر والتشرد ولكن ما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة القديمة الجديدة دخول العديد من الأطفال والنساء هذا المجال وهي متفاوتة في بعض المجتمعات وتتزايد في تلك التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة ويرتفع فيها معدلات البطالة والقهر الاجتماعي، كما يتخذ التسول أشكال عدة باختلاف ثقافة وعادات المجتمع، ففي بعض الدول العربية يتجمع المتسلون في إشارات المرور وفي الأسواق يستعطفون المارة لحل أزماتهم المادية، وفي بعض المجتمعات المنغلقة يطرق الشحاذون أبواب البيوت ومؤسسات القطاع الخاص لمقابلة أصحابها لعرض مشاكلهم وطلب المساعدة المالية. فكثيرا ما نسمع أخبارا في الصحف عن إلقاء القبض على متسول يمتلك الكثير من الأموال جراء التسول والتظاهر أمام الناس والمارة بأنه صاحب عاهة مستديمة وكثيرا ما يستوقفنا منظر طفل يبكي يستدر عطفنا في تقديم ما يسد به جوعه ورمقه. وبرزت هذه الظاهرة المزعجة مع المتغيرات الاجتماعي والاقتصادية العديدة ، ولا تكاد تخلو منها حتى أشهر شوارع المدن، ورغم ذلك ومع أهمية هذه الظاهرة تبقى الدراسات المعمقة عنها قليلة . ففي السابق كان الشحاذ يمد يده متكففاً قيمة الرغيف أو الدواء معتمداً على ما لديه من قدرات درامية في تمثيل شخصية الذليل البائس الذي تحالفت عليه مصائب الدهر وتقلباته مضافاً إليها أمراضه أو أمراض عائلته.هذه الطرق أصبحت اليوم بدائية بعد أن كانت الوسيلة الصالحة للاستخدام في زمن ما..إذ إن مهنة التسول أخذت تتطور تصاعدياً ورأسياً متخذة طابع العمل المؤسسي الذي يقوم على أساس الإدارة والتنظيم الهيكلي . وينظر إلى هذا من خلال قيام مؤسسات، مهمتها التسول بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن الفقراء. وعوضاً عن دراما تمثيل شخصية المسكين الذليل في زمن ما قبل التطور، فإن هنالك بعض من ذوي النفوس الضعيفة الذين قاموا بإنشاء جمعيات ولم يترددوا عن إضافة عبارة (خيرية لها ) وهي تسيء إلى عمل الجمعيات الخيرية الحقيقية التي تحمل المعاني الإنسانية الراقية ، وهي تقوم بكافة مهام استدرار الشفقة والعطف رافعة شعارات كئيبة وباعثة على الشعور بالفجيعة.وواضعة صور كثيرة لمرضى وذوي عاهات وأطفال ينتحبون ومن بين الشعارات التي تستخدمها مثل هذه الجمعيات ( فقراء بلا غذاء وأمراض بلا دواء، وشباب بلا زواج، وصلاة بالعراء، ويتامى بلا كسوة، عيد، وحقيبة مدرسية و و و..) والكثير من العبارات التي تبعث الحزن والقرف في وقت واحد.هذا الانهيار المدمر الذي شهدته وتشهده اليوم المجتمعات الإنسانية من قيم تحفظ تماسكها، أصبح اليوم بؤرة خطر تتهدد المجتمعات بعد أن تحولت ظاهرة التسول إلى سلوك إجرامي أخذ يجرف في طريقه الضال فلذات الأكباد.