المهجرون والعراقيون بين مطرقة داعش وسندان التشرد/إسلام عقيل الزبيدي
Fri, 22 Aug 2014 الساعة : 9:36

لقد تعرض المجتمع العراقي إلى أضرار جسيمة ناجمة عن ممارسات العنف الطائفي بعد تغيير النظام السابق ودخول داعش كطرف في النزاع جعل الوضع في حالة من عدم التوازن والاستقرار،ومن مظاهر هذه الممارسات التهجير ألقسري للمواطنين حيث وضع المجتمع العراقي أمام سيل جارف من المعانات التي يمتد بعضها أصلا إلى حقب زمنية بعيده ،لتأتي بعد ذلك ظاهره غريبة على مجتمعنا كرستها الأحداث السياسية القائمة والوضع الراهن هو الاعتداء وتفجر أعمال العنف والمعاملة بعدائية وقسوة دون مبرر يدعوا إلى ذلك ، حيث يقوم مسلحون وجماعات مسلحة تريد ترسيخ نفوذها بقوة السلاح ومن مظاهرها الاعتداء والتهديد بالقتل والترهيب على أسس طائفية أو عرقية وقومية أو أسباب أخرى نجم عنها تهجير قسري فردي وجماعي لم يشهده العراق ظاهره مثلها من قبل رغم تماسك لحُمته الوطنية.والاجتماعية.. أما إذا كانت الأحداث من النوع الكارثي التي يصعب تصورها كما مرت أو يمر بها النازحين قسراً فبالتأكيد سوف تتشكل ضغوطات نفسية شديدة قد يترتب عليه إخلال في تركيبة توازنه النفسي والاجتماعي قد تؤدي إلى خسارة قدرته الجسدية والنفسية على التحمل مما قد يؤدي إلى استنزاف طاقته وتدميرها ، إن الحروب والصراعات والأزمات والكوارث جعلت الإنسان يواجه منذ القدم في حياته أليوميه ضغوطات ما زالت مستمرة معه حتى الوقت الحاضر تعكس طبيعة القلق الذي يعاني منه في معتقداته وأنماط حياته..ونتيجة لذلك ظهرت عوائل نازحة وديار محتلة ونزيف دماء , فدائما ما تنتهي الأزمات في العراق إلى أزمات انشطارية ينمو على شرفها شظى التوالد والتكاثر في استمرارها ,وهو ما تميزت بها البلاد في المرحلة التي تلت عملية التغير ما بعد 2003, فكانت الموصل ختام ونتاج لما أفاضت به العملية السياسية خلال الحقبة الماضية من صراعات وصرعات أفقدت العراق وعيه السياسي وجعلت منه ماكنة عسكرية لتصبح سنواتنا ومواردنا وحاضرنا في حال لايطاق, فبالرغم من الفقدان البعض واستشهاد بعضهم في ارض المعركة في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرضهم وشرفهم إلى أن قطعت بهم السبل وقد رافقها النقص الحاد بالمواد الغذائية وكل مستلزمات المعيشة مع تقدم العدو نحوهم مما أضطرهم للجوء إلى كردستان وقسم أخر إلى وسط وجنوب العراق في رحلة وصفت بالقاسية. فلقد أجبرهم داعش الإرهابي على ترك منازلهم وأراضيهم وكل مقتنياتهم .. لحظات كانت صعبة على الجميع فلم يكن الأمر سهلا على أهالي ذوي الظروف الخاصة ليكونوا مخيرين بين ترك من هم اقرب الناس إليهم المصير مجهول ،وبين إنقاذ الآخرين من الموت قتلا أو اختطافا على يد داعش ،فالوقت قصير جدا لأخذ القرار بإنقاذ الجميع ..!
واليوم محافظة ذي قار تساهم في لملمة جراح الناجين فقد استقبلت وبشكل يومي الكثير منهم وقد ساهم أهالي المحافظة ومسئوليها في الوقوف إلى جانبهم بشكل مشرف ودعمهم بكل مايحتاجون له ,هذه هي سياسة الدواعش ضد أبناء شعبنا والكل يدفع ضريبة الانتماء إلى هذا الوطن, فالمرأة ،الرجل ،الطفل ،العاجز وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة لم يسلم من بطش هؤلاء القتلة ، ليكون خيارهم صعب بين ترك ديانة آباءهم وأجدادهم مقابل البقاء بأرضهم،القتل أو النزوح وليكون الأخير هو قرارهم..!!