هل رسمت القاذفات الامبريالية الامريكية حدود دولة داعش ؟/صباح الموسوي

Mon, 18 Aug 2014 الساعة : 17:00

عد مرور ما يقارب الشهرين على احتلال مدينة الموصل وقضاء وتلعفر ولاحقاً سنجار وارتكاب داعش افضع الجرائم بحق مواطنيها وبنيتها الحضارية والانسانية في اطار سياسية التطهير العرقي والديني والطائفي. قررت الولايات المتحدة الامريكية توجيه ضربات لداعش عندما تقدم مسلحيها حتى ابواب اربيل, وبإعلان امريكي صريح هو “حماية مصالح امريكا في اربيل”, اما الترجمة الحقيقية لهذا القرار, فهي, ان امريكا قررت ترسيم حدود دولة داعش ” السنية ” وعدم تجاوز الخطوط الحمراء المتفق عليها, الا وهي حدود” الدولة الكردية” المزمع اعلانها في الاقليم.

وأكدت أدارة أوباما من انه “لا يوجد وقت محدد لإنهاء الضربات الجوية الأميركية في العراق” وقالت ان “ذلك يتوقف على الوضع الأمني على الأرض”.وبتشكيل الحكومة الجديدة وأنه “لحين تشكيل الحكومة ستركز أميركا على توجيه ضربات جوية لحماية العسكريين الأميركيين ومعالجة الوضع الانساني في جبل سنجار” ورغم اعلانها ان الضربات الجوية جاءت لحماية مصالح امريكا في اربيل, فقد عادت لتوسع من نشاطها العسكري حتى حدود بغداد. “أنها تدرس حاليا إمكانية توسيع نطاق عملياتها العسكرية ضد تنظيم “داعش” لتشمل المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد”.

ولعل هذا ما يفسر الترحيب السريع للبيت الابيض والاتحاد الاوربي والامم المتحدة والجامعة العربية ومملكة آل سعود بالانقلاب الداخلي في حزب الدعوة المدعوم من قبل التحالف الكردستاني وكتلتي عمار الحكيم ومقتدى الصدر, الذي اطاح بنوري المالكي الحاصل على 730000 صوت لصالح حيدر العبادي القيادي في حزب الدعوة الحاصل على 4000 صوت في خير تعبير عن” الديمقراطية الامريكية”. وعندما يُجمع كل هؤلاء وبهذه السرعة على تأييد الانقلاب, إضافة الى موقف ايران غير المعارض, بل والمرحب لازاحة المالكي وفق اولوية التصدي لداعش. فالاستنتاج المنطقي يقول, إن صفقة دولية قد تمت وهي غير بعيدة عن التفاهمات الايرانية السعودية المصرية حول قضايا المنطقة وكان فاتحتها عودة سعد الحريري الى بيروت.

وكان أعلان كبار المسؤولين في أمريكا بأن داعش كانت هي الأخرى كما القاعدة صناعة أمريكية بأمتياز. أدى عمليا الى انتهاء مفعول داعش كما تم أبطال مفعول القاعدة سابقاً, خصوصا, وانها قد انجزت المهمة وبسرعة قياسية, واصبح التخلص منها ضرورة لفسح المجال للسياسين الاتباع لترسيم حدود الدويلات الثلاث في العراق. وعليه سيتكرر سيناريو حرب امريكا على القاعدة ضد داعش هذه المرة.

أما على صعيد ردود فعل الشارع العراقي الشعبي والسياسي ,فإن كان يمكن تفهم ردود الفعل الصادرة عن بسطاء الناس المرحبة أوالمستاءة حول عزل نوري المالكي وتنصيب حيدر العبادي, إذ تنطلق من مشاعر عفوية تأمل تحسن الاوضاع الامنية والمعيشية والخدمية أو تتخوف من تدهورها .الا انه من غير المفهوم ان ينزلق من يعتبر نفسه يسارياً خلف زعيق انصاف المثقفين وابواق الدولار, بتصوير ما جرى من انقلاب داخلي في اطار الطبقة السياسية الفاسدة الحاكمة وبتخطيط واشراف وتنفيذ من قبل العراب بايدن, الانقلاب الهادف الى التعجيل في تنفيذ خطة تقسيم العراق, تصويره ” تغييراً ” نحو الافضل وتبنى عليه الآمال في استعادة دور الدولة وسيادة الحياة الديمقراطية وتحرير العراق من داعش واخواتها….الخ من الاوهام الصبيانية التي تعبر عن اجترار لذات المواقف عند مشهد 9 نيسان 2003 عن تحول العراق الى المانيا ويابان الشرق الاوسط واذا به يتحول على عراق القرون الوسطى كما وعد بيكرعشية الغزو تماما.

ان الوقوف بجانب اي رئيس وزراء عراقي, سواء كان من داخل العملية السياسية او خارجها, يعتمد بالدرجة الاساسية على اعلانه برنامج وطني للحفاظ على وحدة البلاد وتطهير الوطن من القوى الإرهابية الصهيونية والفاشية، وتحريرها من ” اتفاق المصالح الاستراتيجي”. البرنامج الوطني التحرري القادر على تعبئة الشعب العراقي تعبئة وطنية متحررة حقاً من الخطاب الطائفي الاثني المقيت، تترجم أفعالا على ارض المعركة لا شعارات طائفية وعنصرية تفريقية.

لقد اعلن التيار اليساري الوطني العراقي في بانه الصادر بتاريخ 13 آب 2014 أن (العراق على حافة الهاوية……بعد عقد من نظام المحاصصة الطائفية الإثنية الفاسد التابع للإمبريالية الأمريكية، ينحدر العراق إلى هاوية الدمار الشامل وطناً وشعباً.) .

وناشد البيان القوى الحية في المجتمع (إلى التحرك سريعاً، لا للانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك من أطراف الصراع في نظام المحاصصة المنتج للأزمات بحكم بنيته الطبقية الفاسدة وتبعيته للإمبريالية الأمريكية، وإنما للوقوف صفاً واحداً دفاعاً عن العراق ووحدة أرضيه وكرامة شعبه. والعمل على تشكيل حكومة طوارئ وطنية شعبية بديلة للتشكيلة اللصوصية المهيمنة على مقاليد الحكم في العراق).

وحدد البيان مهامه حكومة الطوارئ الوطنية الرئيسية  ….تقوم بالمهام التالية:

أولاً: الإعلان عن برنامج وطني للحفاظ على وحدة البلاد وتطهير الوطن من القوى الإرهابية الصهيونية والبعثية الفاشية، البرنامج الوطني التحرري القادر على تعبئة الشعب العراقي تعبئة وطنية متحررة حقاً من الخطاب الطائفي الإثني المقيت، يترجم أفعالاً على أرض المعركة لا شعارات طائفية وعنصرية تمزيقية.
ثانياً: إعادة بناء الجيش العراقي على أساس الخدمة الوطنية الإلزامية لمدة عام غير قابلة للتمديد.
ثالثاً: تصفية المليشيات دون تمييز.
رابعاً: تشكيل لجنة وطنية من الكفاءات العراقية لتعديل الدستور وعرضه على الشعب للاستفتاء عليه .
خامساً: إلغاء ما يسمى بـ«اتفاق المصالح الاستراتيجي» مع الغازي الأمريكي وطرد السفير الأمريكي من العراق.
سادساً: إقامة أوسع العلاقات مع دول البريكس وفي مقدمتها روسيا والصين والهند على أمل الانضمام إلى مجموعة البريكس مستقبلاً.
سابعاً: تشريع حزمة قوانين وطنية واقتصادية واجتماعية تضمن سيطرة العراق على ثرواته وتحقيق العدالة الاجتماعية وضرب قوى الفساد في الدولة والمجتمع وفصل الدين عن الدولة وتحقيق السلم الأهلي في ظل الدولة الوطنية الديمقراطية.

* مسنق التيار اليساري الوطني العراقي
 

Share |