عليك بحكومة تكنوقراط اذا اردت النجاح والوصول بالعراق الى بر الامان لانه
 ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين)

من خلال معايشتنا للوضع السياسي في العراق خلال الدورتين الانتخابييتين السابقتين ومن خلال خبرتنا المتواضعة استطعنا ان نشخص السبب الحقيقي للفشل في تقديم المستوى الادنى من الخدمات للمواطن وتحسين نوع حياته، وانتشار الفساد الاداري والتدهور الامني والعجز الكامل عن النهوض بحياة المواطن الى المستوى الذي ينشده المواطن منذ التغيير في عام ٢٠٠٣ ولحد الان ،ان السبب الحقيقي لهذه الاخفاقات في كل مجالات الحياة هو عدم اختيار حكومة تنكنوقراط او الرجل المناسب في المكان المناسب في كلا الدورتين الحكومتين السابقتين مما ادى الى انتشار المحسوبية وتفضيل المصلحة الحزبية والشخصية الضيقة على حساب المصلحة العامة وغياب الحزم في معاقبة المقصرين و .....
لا شك أن ممارسة الديمقراطية عملية جديدة على العراقيين، وكل جديد مصحوب بالمصاعب والمشاكل، لذلك فبعد كل جولة انتخابية تبدأ صراعات بين قادة الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة. وانفجر الصراع على أشده بعد الانتخابات الأخيرة وبدآ كل حزب الان يضع الخطط ليظفر باكبر عدد من الوزارات او بالوزارات ذات العوائد المالية الكبيرة لذلك الحزب واضعة جانبا مصلحة الشعب ورفع معاناته .
وفي خضم هذه الأزمة ازدادت مطالب الشعب وبعض السياسيين المعتدلين بتشكيل حكومة التكنوقراط كحل وسط' من أصحاب الكفاءات والنزاهة الوطنية و فوق الطائفية، للحفاظ على الوحدة الوطنية وتذليل معانات المواطن ...الخ،  وبما أن الكتل السياسية هي منقسمة على نفسها ، ومتخندقة وفق الانقسام الديني والقومي، لذا فالمطالبة بتشكيل حكومة التكنوقراط، وفق المواصفات أعلاه، يعني تشكيل الحكومة وزرائها التكنوقراط من خارج هذه الكتل السياسية التي خاضت الانتخابات الأخيرة
 اصبحت المطالبة ملحة بحكومة من أصحاب الكفاءات والاختصاص من غير الحزبيين، بل وحتى من لا اهتمام لهم بالسياسة.ولو اردنا ان نعرف التكنوقراط بالتعريف العالمي المتعارف علية نستطيع القول ان 'التقنوقراط هم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا في مجال المهام المنوطه بهم، وهم غالباً غير منتمين للأحزاب. والتقنوقراط كلمة مشتقة من كلمتين يونانيتين: التقانة (التكنولوجيا): وتعني المعرفة أو العلم ، وقراطية (كراتس) وهي كلمة اغريقية معناها الحكم، وبذلك يكون معنى تقنوقراط حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة. والحكومة التقنوقراطية هي الحكومة المتخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة، غالبا تكون غير حزبية فهي لا تهتم كثيرا بالفكر الحزبي والحوار السياسي
السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي المحترم ارى انه من اجل احلال الامن ووحدة العراق والنهوض بالعراق الى المستوى المنشود من التطور والازدهار وتحسين حياة المواطن في كل مجالات الحياة لابد هذه المرة من اعتماد حكومة تكنوقراط بعيدين عن الولائات الحزبية او القومية او الطائفية بدون هذا الخيار ستكون الاربع سنوات المقبلة اصعب واسوء من السنوات السابقة التي مرت علينا نحن العراقيين ولنستفد من تجارب ممن سبقونا . متمنين لكم النجاح والتوفيق من اجل العراق الامن الموحد المستقر .

 آ.د. نجم عباس العوادي