من المؤمنين رجال/اسامة عسكر

Tue, 12 Aug 2014 الساعة : 14:04

شكى النتانة حتى عافك الأجل
حين استضافك في تابوته الشلل*
وأغلقت مدن الموتى نوافذها
كي لا تراك الضحايا حين تنتقل *
فبوركت كف من سواك مهزلة
كف ستعجز عن عرفانها القبل *
مقطع مقتبس من قصيدة وضعها الشاعر العظيم الجواهري, حين سمع بقيام ثلة مؤمنة مباركة طيبة, بالهجوم على عدي صدام حسين, وأثلجوا صدورنا جميعا بتحويل عدي المجنون, من مغتصب للحرائر إلى مقعد مجنون, لا يستطيع دخول دورة المياه إلا بمساعدة الأجهزة, وأصبح يرتدي بدلات من جلد النمر تارة ومرصعة بالورد تارة أخرى, حتى تحول له الحمد ولهم الشكر إلى أضحوكة للشعب كله.
انعم تعالى علينا بفرحة أخرى حينما علق صدام على حبل المشنقة, لتصعد روحه النتنة, فيكون بانتظارها ملائكة شداد غلاظ لا يفعلون إلا ما يؤمرون, ولكن تمسك المتمسكون بكرسي السلطة مقابل أي تنازلات, سمح بان يتحول قبر صدام من مبولة مفترضة إلى مزار يطوف به الحاقدين, ومن لم يكفيه ما سفك من دماء الشعب, حتى راحوا كأضعف الإيمان يتعبدون بهذا المقام الملعون قربة إلى الشيطان.
اليوم وبعد أن سقطت الموصل وصلاح الدين و الأنبار, لنفس الأسباب وهي حب السلطة والتمسك بها بضعف ووهن, انسلت مجموعة من المجاهدين, يكاد أن يكونوا نفس الأشخاص بسبب التشابه الكبير بالشجاعة المطلقة, غير مبالية بالموت وتعدت كل حواجز الخطر, لتصل إلى ضريح الملعون صدام تهدمه وتحرقه, وتطلق الأهاجيز و الهوسات فوق الركام, لتثلج صدورنا مرة أخرى, ولي أن أتخيل حجم الفرحة, التي أحس بها من اعدم من بيته عزيز أو أكثر على يد الملعون.
بين هذا وذاك حكومتنا منشغلة, بين مقاتل للتمسك بالكرسي, وبين ناقل للمال والبنين إلى خارج البلد, تمهيدا لمرحلة التغيير المرتقبة, وفتح الملفات الفاسدة, وكأن العراق محطة ينزلون بها للتزود بالأموال الكافية, للحياة الرغيدة المقبلة في لندن و أمستردام, متناسين ما حدث ويحدث أمامهم من إعدام صدام وحرق ضريحه, وهو الذي قضى نحبه جالسا على الكرسي, حتى ظن أنه اله ما أو غير مشمول بقانون الموت.
فبوركت كف من أحرقت قبره
كف ستعجز عن عرفانها القبل*

Share |