الضربة الجوية الامريكية لداعش ..لماذا الان ؟/قاسم محمد الربيعي
Mon, 11 Aug 2014 الساعة : 11:58

منذ سقوط الموصل في 10/6/2014 وما تلاها من تقدم لتنظيمات الدولة الإسلامية في العراق والشام الإرهابية ((داعش)) التي توغلت في الأجزاء( الشمالية والشرقية والغربية ) من العراق وما رافقها من سيناريوهات وأحداث تنوعت بين خيانة لمسئولين تنفيذيين وهروب وتواطأ قادة جيش وضباط وتعاون شيوخ عشائر مع الارهابين لأسباب مختلفة وتلاقي مصالح أثمر تعاون بين داعش والتنظيمات البعثية بقيادة عزت الدوري ( النقشبندية ) .
منذ ذاك التأريخ ونحن نسمع ونتابع العديد من المطالبات الرسمية وغير الرسمية ابتداء من السيد رئيس مجلس الوزراء ومرورا بوزير الخارجية وانتهاء بأعضاء مجلس النواب ورؤساء الكتل السياسية وأعضاءها وخاصة العرب إن لم يكن جميعهم من العرب (السنة والشيعة ) باستثناء وزير الخارجية الذي فرض عليه المطالبة منصبه الحكومي , الجميع طالب الولايات المتحدة الأمريكية بتفعيل بنود الاتفاقية الأمنية العراقية- الأمريكية من خلال توجيه ضربات جوية لعصابات داعش ومن ساندها من التنظيمات الإرهابية وما كان الرد الأمريكي سوى التسويف والوعود وخطوة يتيمة كان هدفها حماية المصالح الأمريكية المباشرة تمثلت بإرسال 350 عنصر أو أكثر للتنسيق والتعاون مع القيادات العراقية في الحرب ضد الإرهاب كما يعبرون ولا نعرف أو نسمع تفاصيل عن هذا التعاون أو منجزاته ولم تحرك الولايات المتحدة الأمريكية لعجلة من طائراتها منذ 10/6 ولغاية 7/8 حين قصفت طائرات أف 18 المقاتلة مقرات لمدفعية داعش تلتها ضربة لطائرات بدون طيار لرتل من السيارات تقل مقاتلي داعش وكل هذه الضربات على محور حدود اربيل وهنا يبرز السؤال لماذا الآن ؟ ولماذا في محور اربيل حصرا ؟
قبل الإجابة على هذه التساؤلات لنعود إلى الاتفاقية الأمنية التي نعتبرها أفضل ما استطاعت الإدارة الأمريكية انجازه لحفظ ماء الوجه وتبرير جيد لدافع الضريبة الأمريكي حين يتحدث عن مكاسب إسقاط صدام وتحرير العراق من جهة وربط العراق بها كحليف من جهة أخرى بعد الإصرار العراقي المبني على رؤى إقليمية في الأغلب بعدم الموافقة على بقاء قواعد أمريكية في العراق وبسبب التأثير الإيراني الواضح والفاعل في الساحة العراقية فكان لابد للأمريكان من حليف عراقي صادق ومتعاون ولا يتبع لحلفاء إقليمين كما هم العرب العراقيين بشقيهم الشيعي والسني فكان الكرد هذا الحليف الذي ازدادت أهميته مع البدء بإنشاء معسكر أمريكي على أراضيه ( قريب من مطار اربيل ) سيكون مستقبلا قاعدة أمريكية مهمة جدا بسبب موقعها , وللحفاظ على هذا الحليف وإعطاء المبرر الواقعي لتسليحه ودعمه في الأيام القليلة المقبلة. ولايفوتنا الورقة السياسية من هذه الضربات وهي الضغط على القيادات الشيعية في التحالف الوطني لإيجاد حكومة جديدة بأشخاص جديدة تستطيع ان تتناغم نوعا ما مع السياسة الأمريكية وكما عبر صراحة الناطق بلسان البيت الأبيض حين ربط التوسع بالضربات ضد داعش في باقي قواطع العمليات بتشكيل حكومة عراقية وطنية تمثل ((جميع العراقيين )).ولهذه الأسباب نعتقد أن الضربات الجوية الأمريكية كانت في هذا التوقيت وهذا المكان .
قاسم الربيعي