القمة العربية تسهم في تفشي الفساد داخل العراق-صلاح بصيص

Mon, 29 Aug 2011 الساعة : 3:23

زرع احد الفقراء نخلا في قطعة أرض صغيرة يملكها عن ابيه، فاثمرت تمرا نادرا، جمع بعضا منه وذهب الى السوق، جرب بيعه فنجح، وأعجب كل من اكل منه، تهافت الناس، بعد مدة على شراء التمر من كل حدب وصوب حين ذاع صيت تمره في الانحاء، ورغم كثرة الباعة وتنوع التمور ورخص ثمنها إلا ان الناس استذوقوا هذا التمر دون جميع الموجود، بعد مرور الايام والشهور اصبح يعرف هذا الفقير باسم مهنته التي لا ينافسه عليها احد، لم يدرك صاحبنا سر الجودة فيما يبيع، في يوم من الايام اراد تاجرا ان يعرف سر القضية، ذهب اليه طالع عن قرب الارض الصغيرة والنخل المزروع عليها، فطلب التاجر ان يشارك (ابو التمر) في أرضه، اي يعطى للفقير ثمن الأرض ويكون ما عليها ملك الفقير، الأرض للتاجر، والنخل للفقير، والمحصول يقسم بينهما بالتساوي، فكر ابو التمر بعد ان اغراه العرض كيف سيشتري ارضا اكبر ويزرع اكثل بالتالي سيكون محصوله كثيرا وكبيرا، ووافق... بعد مدة طالب صاحب الارض بارضه وطلب من الطرف الثاني ان يزرع نخله بعيدا، فلم يهتم ابو التمر لذلك طالما ظل سر النجاح بيده، النخل معه يزرعه في اي مكان شاء، فيثمر له التمر النادر والفريد، ولكن لم يتحقق له ما اراد، لأن الحكمة كانت تكمن في الارض وليس في النخل...فربح التاجر وخسر بائع التمر الفقير...
ما هي نسبة مطابقة هذه القصة الى الواقع العراقي المعاش؟
الارض معطاء، ارض العراق وترابه الذي يختلف حتى طعم الثمر حينما يغرس فيه، الى أين يتجه بنا الفقراء، (المسؤولون الذين وجدوا انفسهم ملاكا لهذه الأرض على حين غرة) بعد ان باعوها بثمن بخس وصدروا ثمن ما باعوا الى دول ينتمون اليها بلهفة ورغبة، ولو كان نقل النفوس من العراق الى تلك الدول جائزا وواردا لما رأيت مسؤولا يتردد في نقلها، وحتما سينظم ذلك بقانون، كما نظم غيره من القوانين، فالدستور دستورهم، والبلاد بلادهم، جياع الأمس، طالما وجدت الجهة المتنفذة او الحزب او القائد الأوحد، مصلحة في تجميد فقرة، او اطلاق اخرى، فلن يبالوا لا بالتعطيل ولا بتأثيرها على مصالح العراق، فكم من القوانين كانت بمثابة القلعة الحصينة للفساد، الجنسية المزدوجة مثلا، بعد ان تغلق جميع الابواب بوجه الفاسد، دائما يبقى هناك باب ليس بالمستطاع غلقه، ورقة الآس، وهي الجنسية الاجنبية فالحجة قائمة ودامغة كما حصلت مع الكثير، يقال ان دولته طالبت به، دولته يعني الدولة التي يحمل جنسيتها، او يكفي المفسد الوصول الى دولته بما يحمل من ثروات وثمار نادرة ولذيذة ليدخل بعدها برنامجا تأهيليا في كيفية صرف هذه الثروات بروية وتدبر...
القمة العربية نهبت ثرواتنا وخيراتنا وشاركت بتفشي الفساد ودعم المفسدين...
حضرات الزعماء، لقد كلفت تحضيرات قمتكم التي تنتهي دائما بقراءة بيان ختامي يكتب قبل اسبوع من عقد القمة، فلم نسمع بقممكم السابقة انها حررت بلدا محتلا، او ردعت رئيسا قاتلا لشعبه او ظالم يحرم الرعية من ابسط متطلبات العيش.. وإن كان في كلامي خلاف ورد فانا اعتذر سادتي وأقول لكم يا حضرات الزعماء، سلفا ان قمتكم كلفت ميزانية العراق 500 مليون دولار وربما لو تم الاتفاق النهائي على عقدها سيصار الى تخصيص مبالغ اخرى اكبر واضخم، حتى لا نكون مقصرين في عقدها....
حضرات السادة زعماء الدول العربية او ما تبقى منكم، فالطوفان لا زال كبيرا يعصف بكم عن اليمين وعن الشمال، وددت ان اطلعكم على تصريح عضو لجنة النزاهة جعفر الموسوي بشأن قمتكم وكيف انكم ساهمتم بتشفي الفساد في هذا البلد وسمحتم لبنوك الخارج الى استقبال ملايين العراق ومليارته عن طريق مفسديه....
((اشار عضو لجنة النزاهة جعفر الموسوي الى ان تحضيرات القمة العربية في بغداد قضت بتاهيل ستة فنادق كبرى وتشييد 22 دارا فخمة وقع على عقدها وزير الخارجية هوشيار زيباري مع انه تحفظ على ان الكلفة المقترحة لهذه التحضيرات مبالغ فيها واكثر من المبلغ المفروض انفاقه. واوضح ان عقد كلفة تأهيل فندق الشيراتون ببغداد مثلا تضمن انفاق 42 مليون ونصف المليون دولار وهو مبلغ مبالغ به لتأهيل 150 غرفة في الفندق.
وأضاف أن هناك تناقضا في ملف وزارة الخارجية حيث أن اللجنة تمتلك أوراقا تحمل توقيع زيباري يبدي فيها استغرابه من هذا المبلغ مشيرا إلى أن اللجنة حصلت على تلك الملفات من المفتشين العموميين والموظفين الكبار في وزارة الخارجية.
وكانت الحكومة العراقية خصصت لتأهيل ألفنادق ودور الضيافة والقصور الرئاسية في بغداد لاستضافة القمة العربية مبلغ 350 مليون دولار ومبلغ 100 مليون دولار لإعادة تأهيل شارع مطار بغداد وصيانة شوارع وتأهيل شبكات تصريف المياه وبعض المواقع السياحية في العاصمة...((اسامة مهدي – ايلاف – الاحد 21/8))
اولا: ان المنطقة التي يراد تأهيلها هي من ارقى مناطق العاصمة اذ يعتبر شارع المطار،مثلا، من اجمل شوارع العاصمة بغداد ولا يوجد فيه اية مطبات او نقص، وكان الأجدى، ان يذهبوا الى اي منطقة من مناطف بغداد وينفقوا تلك المبالغ على تأهيلها...
ثانيا: القمة العربية فتحت بابا كبيرا للفساد في العراق، اذ هل يعقل سادتي القراء ان يؤهل فندق مكون من مئة وخمسون غرفة بمبلغ 42 مليون ونصف المليون دولار!!!... نرجوا من حضراتكم الاطلاع على تفاصيل برج دبي ومطابقة ما صرف على بناءه وتشييده وما صرف على تأهيل فندق الشيراتون في العراق...
ثالثا: ما هي المواقف والتحولات التي اسهمت بها القمم السابقة، وما هي التأثيرات المباشرة على انعقاد مثل هكذا قمة، اترك الجواب معلقا، ولكم الاجابة...
انا اجد ان هناك تطابقا مع القصة بنسبة 100% خيرات العراق لغير العراق وبلادنا يحكمه من ينتمون بولاءهم الى بلدان اخرى، متى ما طلب منهم البيع باعوا...
[email protected]

Share |