التربية بين السلوك المرغوب والسلوك غير المرغوب/عصام الطائي

Sat, 9 Aug 2014 الساعة : 0:35

يعرف علماء التربية بان التربية عبارة عن كسب السلوك المرغوب والتقليل او اضعاف او ازالة السلوك غير المرغوب .                                                                                         ومن التوصيات الاساسية في التربية :
اولا : ضرورة عدم التركيز على الاخطاء بل التركيز على ذكر الايجابيات فان التركيز على الاخطاء يجعل الاحباط لدى الاطفال بينما التركيز على الايجابيات يجعل انماء السلوك المرغوب واضعاف السلوك الغير مرغوب.
ثانيا : لا بد من ازالة التوقعات المثالية بجعلها مقياس للسلوك المرغوب بل لا بد من التشجيع درجة من السلوك المرغوب وبالتالي سيؤدي الى زيادة فعالية السلوك المرغوب مستقبلا فان التوقعات المثالية تشعر الابناء بالنقص .
ثالثا : اهمال التوقعات السلبية فاذا ارتكب اي فعل فسوف ينصب الخطا على ابن معين للتوقع بان هو الذي ارتكب الفعل بينما قد لا يكون هو من ارتكب ذلك الفعل .
رابعا : لا بد من ازلة الانفعالات وقت العقاب وجعل فاصلة بين صفة الوالدية التي لا بد من تعميقها لدى الوالدين اتجاه الابناء والتركيز على السلوك السلبي للابناء باعتباره فعل قبيح ضرورة تركه من قبل الابناء وفق اسلوب الحوار البناء.
خامسا: لا بد من ترك الحماية الزائدة للابناء لانها السبب في افساد الابناء وجعلهم لا يشعرون بأي مسؤولية ولا بد من اشعار الابناء  بالمسؤولية لانه هو الذي يخلق الشخصية.
ويمكن الارشاد الى الخطأ من خلال التوجيه او الملاطفة او التوبيخ بدون استخدام التحقير لشخصية الطفل لانها من الامور التي تجرح مشاعر الطفل او الهجر او الحرمان فيمكن للمربي ان ينتقد السلوك الخاطى من دون ان ينتقد الطفل او يوجه الحديث اليه مباشرة فيتم التصحيح من خلال تقليل السلوك غير المرغوب وتربية الطفل على تحمل المسؤولية والتكليف .
وتتعدد اساليب التنشئة الاجتماعية منها.                                                                      اولا : اتجاه التسلط وهو يعني المنع الدائم لرغبات الطفل والوقوف حائلا امام قيامه بسلوك معين فتسلب شخصية الطفل ويحرم من ممارسة حقوقه  او تحقيق رغبة معينة .                                                                                   ثانيا : اتجاه الحماية الزائدة وهي تشبه التسلط في سلب رغبة الطفل من الاستقلال اذ يتدخل الاباء في شؤون الطفل باستمرار ويقوم احد الوالدين بالواجبات نيابة عن الطفل ولا يتاح للطفل فرصة اختيار الانشطة والعلاقات والاكل واللعب مما يؤثر في خبراته.                                                   ثالثا : اتجاه الاهمال يهمل بعض الاباء والامهات اطفالهم ويتركونهم دون رعاية او تشجيع ومن صور الاهمال عدم الاهتمام بنظافة الطفل وعدم مدحه عندما ينجز فعلا مما يترتب تعطيل النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي للطفل .                                                                    رابعا : اتجاه التدليل وهو عكس الشد والقسوة والصرامة ويتمثل في التراخي وعدم التوجيه لتحمل المسؤليات ولا يعود على الاعتذار لسلوك مشين .                                                     خامسا : اتجاه القسوة يستخدم الاباء العقاب البدني اثناء تنشئة ابنائهم الاجتماعية والتطبع الاجتماعي لاطفالهم لانهم يعتقدون بان هذه الطريقة هي الطريقة المثلى في تربية الاطفال فيولد لديهم الخوف مما يتسبب في تهديم شخصية الطفل.                                                           سادسا : اتجاه التذبذب يعتبر التقلب في معاملة الطفل بين اللين والشدة من اشد الاساليب خطورة على شخصية الطفل النفسية وهذا التارجح بين اللين والقسوة او المدح والذم يجعل الطفل دائم القلق غير مستقر ومن ثم يترتب على هذا شخصية متقلبة متذبذبة ومزدوجة.                                    
واهم المشاكل النفسية التي يتعرض الطفل هي :
اولا : الاحباط والاحباط هو الحالة الانفعالية التي يشعر الطفل ان يواجه ما يحول بينه وبين اشباع دوافعه.
ثانيا : الصراع فالصراع تعرض الطفل لقوى متساوية تدفعه في وجهات متعددة اصبح عاجزا عن وجه معينة ويشعر الطفل بمثل هذا الموقف بمشاعر التوتر لعجزه عن الاختيار.
ثالثا: القلق والقلق بصفة عامة هو خبرة انفعالية غير سارة يعاني بها الطفل عندما يشعر بخوف او تهديد من شيء دون ان يستطع تحديده تحديدا واضحا اما الخوف فهو يخاف من شيء يمكن تحديده .
رابعا: الغضب والغيرة والخجل والعناد كلها مظاهرقد تكون خطرة اذا استفحلت بصورة واسعة اما اذا كانت طبيعة فلا تؤثر كثيرا في حياة الطفل.
وهناك وسائل ذكرها علماء التربية ضرورة الاهتمام بها لئلا تظهر المشاكل النفسية في حياة الطفل منها:   
اولا: التصحيح الزائد ويقصد به ان يلزم المربي الطفل باصلاح ما افسده وزيادة على ذلك يقوم بجهد اخر فمثلا لو ان طالبا اعتدى على زميله في الصف فطلب منه المعلم الاعتذار لزميله فهذا هو التصحيح ثم يطلب الاعتذار لبقية الطلاب في الصف وهذا هو التصحيح الزائد.
ثانيا : تكلفة الاستجابة ويقصد بذلك ان يفتقد الطفل شيئا من المعززات التي حصل عليها سابقا بسبب سلوكه الخاطىءكالحرمان من اللعب.
ثالثا : الاشباع والمقصود به ان تشبع حاجة الطفل في ممارسة السلوك غير المرغوب اذا كان مثل هكذا سلوك يمكن تحمله حتى يمل الطفل منه ويكره الشيء الذي احبه كالطفل الذي يجمع اكبر قدر من الالعاب فيترك حتى يجمع ما يستطيع بل يمكن مساعدته في الجمع.
رابعا : المتعاقد السلوكي وهو عبارة عن عقد بين المربي والطفل يتفق الطرفان بموجبه على ممارسة عمل نافع فاذا اخل بالشرط فانه يفقد الميزة والمعزز الذي وعدهبه.
خامسا : التعريض او التلميح قد يكون النقد المباشر غير مناسب احيانا مع الاطفال والمراهقين وخاصة اذا كان النقد في حضور الاخرين.
سادسا : التعزيز الاجتماعي وهو عبارة عن القيام بتقديم هدية او ابتسامة او الوعد برحلة او اي نشاط يحبه الطفل.
سابعا : الاطفاء او التجاهل وهوالاسلوب التغاضي عن الاسلوب غير المرغوب .
ثامنا : ضبط المثيربامكان ازالة المثير الذي يتأذى منه الطفل لان المثير يؤدي الى التاثير السلبي على مشاعره.
واسباب ظهور السلوك غير المرغوب هي :
اولا : اختلاف معايير القيم وتعني ان الذي يعاقب عليه الطفل في وقت قد لا يعاقب عليه وبوقت اخر وهذا ما يسبب الاختلاف في معايير القيم لدى الطفل.
ثانيا : مطالبة الطفل بنفس طريقة اقرانه وبطريقة جامدة .
ثالثا : الحرمان البيئي او الحسي حيث ان الطفل يتعلم بسلوكه فيما يتسبب السلوك من خلال اتاحة الفرصة في بيئة ليرى هذا السلوك ويمارسه وغياب هذا الفرق يجعل من الصعب عن الطفل ان يكتسب السلوكيات المرغوبة او يظهرها.
رابعا : الافراط او التفريط في اساليب التنشئة التي تتبعها الاسرة اثناء تربية الاسرة للطفل واكسابه السلوكيات المرغوبة تتبع العديد من الخطوات ويستخدم طرقا مختلفة فيما يطلق عليه بالتعليم الاجتماعي ويكون الامر مقبولا فيما لو تستخدم الاسرة طرقا مرنة ومتوازنة في تلبية الطفل ليظهر السلوكيات التي تعبر عما تبناه الاسرة من قيم واخلاقيات ومعتقدات وفي بعض الاحيان تتخلى الاسرة عن دورها التقويمي تحت مسميات مختلفة من الدلال او ترك الحرية للطفل بصورة واسعة.
خامسا : غياب التدعيم للسلوكيات المرغوبة يحتاج الطفل في مراحله الاولى الى التدعيم الايجابي بعد اي سلوك ليؤكده وليدعمه بصورة ايجابية ويتوقف اذا لم يتم التدعيم .
سادسا : الحرمان العاطفي وقد يكون كليا كفقدان الطفل لاية علاقة بالام او من يحل محلها او الحرمان الجزئي وفيه يمر الطفل في مقتبل حياته بعلاقة مع الوالدين ويعقب ذلك الانهيار الجزئي او الكلي لهذه العلاقة .
ومن الاسباب الاخرى في انحراف الاطفال :
اولا : اسلوب التربية الذي قد يكون خاطئا مما يسبب مشاكل في تنشئة الطفل.
ثانيا : العلاقات داخل الاسرة فاذا كانت علاقات عدائية مما يؤدي لسوء الاخلاق ولسوء التصرف لدى ابنائهم.
ثالثا:  التعامل غير السليم كلما كان الوالدين هادئين كلما كان ذلك انعكاس ايجابي على اطفالهما.
المصادر : محاظرات ولقاءات مع ابراهيم الخليفي ومواقع الكترونية اخرى وكتاب تربية الطفل لسوسن حسين وكذلك المشاكل النفسية لسوسن حسين.

Share |