الشرق الأوسط: إلى أين؟/إنجي دياب

Thu, 7 Aug 2014 الساعة : 11:33

إن منطقة الشرق الأوسط تعيش كابوسا لا مثيل له بسبب ظاهرة الإرهاب التي هي أخطر وأعنف ما ضرب المنطقة منذ ترسيم الحدود بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1915. إن معظم الدول الشرق أوسطية - دول فاشلة - لأنها فقدت القدرة على إحتكار الاستخدام المشروع للقوة. لذلك كان لابد من تقييم الأوضاع بعد مرور 3 أعوام على ما بات يعرف بالربيع العربي، لمحاولة فهم ما يمكن أن يحمله المستقبل في طياطه.

الأردن: وهي الدولة الصغيرة حجما والضعيفة في الإمكانيات والموارد تستضيف الآن آلاف من اللاجئيين السوريين وهو ما يزيد ويضعط على قدرات هذه الدولة.

ليبيا: الحرب الأهلية الحالية إن لم يتم من خلالها دحر الإرهاب فإن ليبيا إحدى الدول التي تبشر بالتفتت إلى دويلات نظرا لتعدد الولاءات والإنتماءات التحتية بعد سقوط معمر القذافي.

لبنان: بدأت عمليات تهريب الأسلحة والإنفجرات والعمليات الإرهابية والخطف...الخ. هذا بالإضافة إلى الفراغ السياسي بسبب إختلاف القوى الفاعلة في الداخل اللبناني على إختيار رئيس توافقي وقوي يمكنه أن يحمي لبنان وأن يجمع فصائله في هذا الوقت العصيب.

تركيا: ضربت بعرض الحائط سياسة "الصفر مشاكل مع الجيران" كما انها تستضيف الآلاف من اللاجئين وتدرب وتسلح الإرهابيين الذين يقاتلون الرئيس الدكتور بشار الأسد، لذلك بدأت إحتجاجات قوية ضد رجب طيب أردوغان، الذي زج بتركيا في صراعات إقليمية أثرت على امنها.

العراق: ظهرت الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وبدأت تحارب القوات العراقية وسيطرت على ثلث العراق، مما جعل الأكراد يعلنون إستقلال إقليم كردستان (والذي سيتم التصويت عليه في إستفتاء) وضم مدينة كيركوك الغنية بالنفط. هذا سيشجع أكراد سورية وتركيا وإيران على أن يحذو حذوها.

السعودية، الكويت، والبحرين: إذا تم تقسيم العراق على اساس طائفي أو عرقي واصبح هناك دولة للشيعة فهذا قد يشجع الشيعة في تلك الدول الثلاث  للإنتفاض لنيل الحقوق السياسية والمدنية في أقل تقدير أو لنيل الاستقلال على غرار ما يحدث لإخوانهم.

إيران: مع مرور الوقت سيتم الضغط عليها للتخلي عن برنامجها النووي من خلال محاولات سحق الحلفاء، لأن ثمن الدخول في مواجهة عسكرية معها مكلف للغاية. 

فلسطين: ما يجري الآن هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية بسبب تماسك نظام بشار الأسد والذي تم استهدافه من أجل قطع المساعدات العسكرية والإنسانية التي كانت تأتي لحماس والجهاد الإسلامي عن طريق سورية.

فقت الأيام يمكنها أن تكشف ما إذا كان الكابوس سيتمكن من النيل من المنطقة؟

 

بقلم: إنجي دياب

Share |