الموصل المدينة التي ثأرت لغيرها من نفسها !/حسين الشويلي

Tue, 5 Aug 2014 الساعة : 0:51

ليس بالمفهوم المتداول للثأر , بل وعلى عشرات السنين كانت مدن العراق لاسيما منها الجنوبية مساحات لحروب حقيقية , جُربت على أراضيهم كل ما تفتقت عن مخيلة أرباب الحروب وصنّاع ألة الموت . القذائف والصواريخ والعيارات ملئت أديم الأرض وباطنها وتسللت الى كل مكان يمكن أن يكون مستقر لها . سممت الأرض والماء والهواء فأنتجت تشوّهات خلقية منذ الولادة وأمراض سرطانية أنتشرت لتحصد حياة مَن لم يزامن وقت هطول تلك القذائف والصواريخ . أنها عدالة مهندسي الحروب _ حيث يقتل الأب بقذيفة والأبن يموت مسموماً بمواد تلك القذيفة .
كم تحولت البصرة بشطئانها وبواديها الى مسرح,, للجيوش ؟ وغيرها من المدن ..
وقرار الحرب قد جاء من الموصل أو تكريت حصراً .
وطيلة عمر الدولة العراقية لم تثور طلقة من تلك المناطق ولم تتفجر على أرضهم أي قذيفة .
فثورة العشرين كانت مدن الجنوب والوسط مسارح لقذائف - الدان - البريطاني .
وفي عهد المشنوق صدام وحزبه الساقط , تعمّد أن يجعل كل مخازن الأسلحة الكيميائية وغيرها في مدن الجنوب والوسط . رغم أنه لم يثق بأبناء تلك المناطق . فجعل من ذي قار بما تحمله من عمق,, حضاري وثروة بشرية وأقتصادية هائلة الخط الثاني للجبهة .
وبعد الفراغ من رحلة الموت والحروب وجلجلة السلاح والأنفجارات هدأت مدن الجنوب لتغفوا بامان,, في وهدة نظامها السياسي الجديد , الذي بالطبع رفضته الموصل وتكريت ,
فراحت تجمع مجرمي الآفاق وكل مَن يعاني من أمراض نفسية جمعتهم بأرضهم وآوتهم لضرب حالة الأسترخاء بعد مضي الديكتاتورية البعثية . فعاد وبالاً عليهم فتحوّلت الموصل وتكريت الى نواة أرض حرب تخوضها عصابات داعش مستخدمة أرث عربي قديم وهو عقر الخيول كدلالة على عدم الهروب من المعركة , فراحوا يفجروا المآذن والمساجد والمتاحف والنصب الفنية وعقروا مأذنة الحدباء بكمية من المتفجرات . كدلالة على أنه لماذا تقاتلوا لأجل الموصل فلاعاد فيها ما يستحق القتال !
ابناء الموصل أنتم من جلبتهم عاركم وخرابكم وعدم أمنكم . بتبنيكم عصابات مجرمة غريبة لتتحالفوا معها ضد أبناء بلدكم ( ولايحيق المكر السيئ الا باهله ) . ذوقوا طعم خيانتكم ولاشك أن أرض - أم الربيعين - قد أمتزج اديمها بالدماء والدخان وفوضة الحرب , ونستطيع أن نصفها الآن وبأيديكم بانها - مدينة نهر جاسم ! أو المطلاع ويسمى عالمياً - "Highway of Death"

Share |