وكالات:
أعلنت منظمة طفل الحرب والإنسانية، اليوم الجمعة، إنهاء برنامج العدالة للأطفال بنجاح في سجن الناصرية للإحكام الخفيفة والذي دعمته منظمة "اليونسيف" وتضمن فتح مدرسة للتعليم المسرع للأحداث ومركزا لمحو الأمية و8 ورش للنزلاء بالسجن لتمكينهم من تعلم حرف وإعمال تؤهلهم للاندماج مع المجتمع.

وقال مدير برنامج حماية الطفل بمنظمة طفل الحرب والانسانية علي عبد الحسن الناشي في حديث لـ"المسلة" إن "مشروع العدالة للأطفال الذي ضم نشاطات متعددة وبرعاية وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والتي تعمل من أجل حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم وبقاءهم وتطورهم وحمايتهم مسترشدة باتفاقية حقوق الطفل قد أنجز بنجاح بعد عام على انطلاقه"، مبينا أن "البرنامج تضمن فتح مدرسة (التواصل) للتعليم المسرع اللتابعة لمديرية تربية ذي قار وانتظم فيها 45 حدثا من السجن واشرف عليهم 6 معلمين و5 مشرفين تربويين مختصين ومنح الناجحين شهادة السادس الابتدائي".

وأضاف أن "مركزا لمحو الأمية حمل اسم (الغفران) تم افتتاحه بالسجن وانتظم فيه 130 نزيلا بينهم قرابة 30 نزيلة، حيث أكملوا تعليمهم وجرى منحهم شهادة تعادل شهادة السادس الابتدائي".

وأشار الناشي إلى أن "ضمن البرنامج الساعي لتأهيل نزلاء السجن وإعادة اندماجهم بالمجتمع تم افتتاح 8 ورش حرفية وبالتنسيق مع مركز تدريب ذي قار واستمرت لمدة شهرين وفي مجالات الحلاقة والنجارة والخياطة وتصليح الموبايل والأجهزة الكهربائية والحاسوب وجرى تجهيزها بكافة مستلزماتها من عدد واليات".

وأكد أن "برنامج العدالة للأطفال تضمن إقامة دورة للباحثين الاجتماعيين تحت عنوان (تطوير عمل الباحثين الاجتماعيين من خلال رفدهم بأفكار جديدة وفق الاعتمادية الدولية) استمرت لمدة أربعة أيام وتناولت محاورعدة، أبرزها صحة السجناء والاضطرابات النفسية والجريمة و تحسين النظام وتقنيات المعالجة والعلاج المعرفي السلوكي والصحة النفسية للسجناء والاعتناء بالصحة النفسية عند السجناء".

وعن إجراءات البرنامج للنزلاء الخارجين من السجن أجاب "ضمن برنامج العدالة للأطفال هنالك قسم للرعاية اللاحقة يستغرق 3 أشهر لمن انهي مدة محكومتيه، حيث نتواصل معه بصورة شبه يومية وكذلك نلتقي بأهله ومحيطه لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي عن طريق توفير فرص عمل من خلال القروض التي تمنح للعاطلين عن العمل أو إدخاله بدورات مكثفة في مركز التدريب المهني".

من جهته، أشاد محافظ ذي قار بجهود منظمة طفل الحرب ودعم "اليونسيف" في تأهيل الأطفال الأحداث في سجن الناصرية الإصلاحي.

وقال الناصري، خلال استقباله لمنظمات المجتمع المدني العاملة في ذي قار، أن "للمنظمات المدنية دور مهم في دعم خطط وبرامج الحكومتين المحلية والمركزية وبناء قدرات المجتمع المحلي والنهوض بمتطلبات الحياة المدنية"، مؤكدا أن "برنامج تأهيل الإحداث الذي قدمته منظمة طفل الحرب برعاية منظمة رعاية الطفولة (اليونسيف)، خطوة أساسية ومهمة لإعادة اندماجهم مع المجتمع وتوفير فرص عمل شريفة لهم تجنبهم الحاجة وتضمن لهم وعائلاتهم مستلزمات المعيشة الكريمة".

وأشار الناصري إلى أن "محو الأمية وإعادة تأهيل الأحداث الذين دفعتهم ظروف عدة لترك مقاعد الدراسة مبكرا ومنحهم شهادة دراسية سيعود بالنفع عليهم ويساعدهم على القيام بدور ايجابي بالمجتمع".

من جهتها، أعلنت تربية ذي قار أنها اختارت برنامج العدالة للأطفال لتلاؤمه مع أوضاع النزلاء الأحداث.

وذكر معاون مدير التربية جبار وشم في حديث لـ"المسلة"، إن "برنامج تأهيل الأحداث استفاد من مدارس التعليم المسرع الذي يتيح لمن فاته الالتحاق بمقاعد الدراسة بالتعليم الابتدائي الرجوع إليها، ولاحظنا أن التلاميذ كان لهم طموح جيد لاستكمال دراستهم داخل السجن".

إلى ذلك، قال مدير سجن الناصرية للإحكام مراد جبر شلاش، أن "سجون دائرة الإصلاح العراقية، حريصة على التعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، وبرنامج العدالة للأطفال يتيح للنزيل شهادة دراسية بعد إنهاء البرنامج وهي فرصة جيدة لهم بدلا من البقاء مع المجرمين الآخرين وتبادل معلومات الإجرام والانحراف داخل الزنزانات".

وتابع أن "الأحداث امضوا معظم أوقاتهم خارج القضبان مما يؤثر على حالتهم النفسية بصورة ايجابية".
المصدر:المسلة