الموصل آلام وصور/عبد الرزاق جواد
Sun, 3 Aug 2014 الساعة : 2:52

الموصل واحدة من حاضنات الحضارة في وطننا العراق العزيز , هذا الوطن الذي لابد أن تسند على كتفه رأسك وتنام أو تموت ؛ , والعراقيون الشرفاء يصبحون ويمسون اليوم وألألم يعتصر قلوبهم على سماع آ لام أهلنا ( أهل الموصل ) وهم من الكثرة هذا أولا" , أضافة لكونهم أهل ألأعمال والحرف وقبلها الفكر والثقافة . وقد أضحت مدينتهم الحدباء ضحية لعصابات متطرفة فاقت التتار والمغول في وحشيتها وهمجيتها التي مهد لها الحاقدين وعديمي الناموس والشرف من أيتام نظام بائس لم يجيد أدارة البلاد الموغلة في الحضارة والتاريخ بموزائيكها البديع ألألوان من كل الطوائف والقوميات والمذاهب المتجانسة على مر القرون وتراثها الشامخ منذ عشرات القرون يحكي قصة شعب عظيم خلاق . لتبدد كل ذلك عصابات فرضت على اهل الموصل حياة لم يعتادوا عليها من التطرف والغلو والتخلف . انتهكت خلالها جميع حقوق ألأنسان .
من كل هذا من الممكن أن يصبح مقدمات لأنتفاضة بالرغم من أن الدفاع هو واجب القوات المسلحة , الا أن ألأنتفاضة يجب أن تأتي ممن أمتهنوا العسكرية في حياتهم . مادامت هذه العصابات تستهدف ألأسلام وألأنسان . وخير دليل على ذلك ألأستهداف هو ماتعكسه مؤسسات ألأعلام العالمية على أظهار الدمار المقترن بالأسلام , وهي بهذا لاتعمل أعتباطا" وانما لتظهر للعالم علاقة ألأسلام بالأرهاب .
أذا" فالجميع من عشائر وضباط ووطنيين هم اليوم أمام موقف ويجب أن يقولوا كلمتهم تجاه كل هذه ألأنتهاكات بعيدا" عن من يريد ركوب الموجة والتسلل الى أكتاف ألآحرار في الموصل أمثال أسامه النجيفي . فالشعب العراقي بكل مكوناته ينتظر من أهلنا في الموصل يوما" يصنعونه بأيديهم بعيدا" عن المتصيدين في الماء العكر من المتكئين على الدول الخارجية بقصد أبدال داعش بجهات أخرى مرتبطة بأجندة خارجية بعد ان فشلت مساعيها للنيل من تماسك العراق ,ومنها المخابرات ألآجنبية التي تحاول جاهدة تغيير المعادلة السياسية في البلد من اجل رسم سيناريو لأستنزاف البلد وتهجير أبنائه أشبه بسناريو سوريا وما تحتويه اليوم من عدة مسميات خارج سلطة الدولة من جيش حر ونصره وداعش وغيرها .
وهنا ولكي نتأكد من تشكيل كتائب تحرير الموصل المزعومة يجب أن تكون بتأييد من الحكومة ومن جهات مؤمنة بالعملية السياسية . علما" أن أرتباط النجيفي بهذا التنظيم يضع علامة أستفهام وهولايشكل قيادة ميدانية بالرغم من طموحه الى قيادة سياسية وميدانية علما" انه يفتقر الى واقع في الميدان للأتفاق مع الحكومة والقوى السياسية .. وليس أستغلال مابدا له من مشهد أستيا ء أهالي الموصل تجاه ممارسات هذه العصابات المجرمة .
والسؤال هنا هل هنالك بوادر أنتفاضة أو ثورة ممكن أن تعيد الموصل الى ماكانت عليه حتى بعد فوات ألأوان بلا رموز ولا تراث ولا ثقافة , وقد يكون ذلك ممكنا" , بعد أن يقفز السياسيين فوق مشكلاتهم ومنها عدم ألأتفاق على توصيف ما يجري في الموصل , عندها يمكن أعتبار ذلك من مقدمات لمساعدة كل المساعي التي تتجه بأتجاه تخليص الموصل من هذه المحنة . علما" ان أساءة النكاح الجماعي التي سيقوم بها الدواعش في الموصل قريبا" ستكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر البعير والقضاء المبرم على هذه العصابات المرتزقة التي لاهم لها سوى الجنس والمال , وليتعلم أهلنا في الموصل من ألأمام الحسين (ع ) ومن ثورته ألأنسانية العالمية . هو حين نكون مظلومين يجب علينا أن نتعلم كيف أنتصر الحسين في سابقة لم يشهد التاريخ مثلها , أذ لم يحدث في تاريخ المعارك والحروب أن حربا" أنتصر فيها السيف وتكتب العزة والسؤدد للمقتول .وأحرى بنا أن نتخذ من سيرة ألأمام الحسين (ع ) منطلقا" للتحرر من قيود أنفسنا أولا" , ومن ظلم الظالمين وأن ألأبعاد السياسية لثورة ألأمام الحسين (ع) لكفيلة أن تنتشلنا من مستنقع الظلم والجور والفساد بشتى أنواعه