العتبة العباسية: نطعم 20 ألف نازح في كربلاء.. ومسؤولون كرد يمنعون خروج المسيحيين من الإقليم ويجردونهم من مقتنياتهم

Sun, 3 Aug 2014 الساعة : 0:37

وكالات:
أعلنت العتبة العباسية في كربلاء، انها تشرف على توفير الغذاء والمسكن والرعاية الصحية لنحو عشرين ألف نازح قصدوا المدينة قادمين من الموصل، فيما كشفت أن بعض المسؤولين في كردستان يمنعون أبناء الطائفة المسيحية من مغادرة الإقليم إلا بعد تجريدهم مما تبقى لديهم من مقتنيات.

 وقال نافع الموسوي رئيس لجنة المهجرين في العتبة العباسية في حديث مع "واي نيوز" ان "عدد الوافدين الى مدينة كربلاء بلغ قرابة 20 الف نزح، بعد الازمة الامنية الاخيرة"، موضحا أن "العتبة العباسية تشرف على اطعامهم".

وأضاف الموسوي، أن"النازحين يتوزعون على عدة اماكن، فقرابة 9 الاف يقيمون في مضيف العتبة، وقرابة الالف في مضيف مجمع ام البنين بالاضافة الى تقديم وجبات طعام عن طريق متبرعين في مجموعة من فنادق المدينة باشراف العتبة المقدسة".

وتابع "تم فتح مطبخ شمال المدينة لاطعام 2500 شخص، ومطبخ فدك على طريق طويريج يجهز ما مجموعه 3 الاف شخص ومجموعة من الحسينيات والمضائف الاخرى والتي تطعم قرابة 8 الاف اخرين"، لافتا الى ان "هناك مجموعة كبيرة من الفنادق والحسينيات والجوامع الاخرى التي تجهز المهجرين بوجبات طعام ومسكن خصوصا بعد فتوى المرجعية التي دعت الى استثمار كل الطاقات ولولاها لما توفرت لنا الكثير من التسهيلات بضمنها توفير مجموعة كبيرة من الفنادق والحسينيات".

وبين الموسوي ان "دعوة المرجعية للمساعدة ادت الى تبرع الكثير من المواطنين، وان بعض التبرعات وصلت الى مبالغ كبيرة جدا"، مشيرا الى ان "المدينة مفتوحة لاستقبال كل العراقيين ومن جميع الطوائف والاديان والقوميات".

ولفت الى ان "العتبة العباسية تجهز الاف النازحين بوجبتي طعام يوميا بالاضافة الى المياه والحليب فضلا عن تكفلها بمصاريف نقل المهجرين من مناطق سكناهم في الموصل الى مدينة كربلاء"، مؤضحا أن "تكلفة النقل للسيارة الواحدة بين 2,5 الى 3 ملايين دينار". وزاد "هناك تنسيق عال بين العتبتين الحسينية والعباسية مع دائرة صحة كربلاء والهلال الاحمر ودائرة الهجرة واليونسيف ومجلس محافظة كربلاء".

ومضى يقول "تم تخصيص قرابة 7 مليارات دينار للعتبة العباسية و5 مليارات دينار للعتبة الحسينية الا انها لم تصل حتى الان"، مطالبا "الجهات الرسمية بالاسراع في تقديم تلك التخصيصات".

وعن توفير الرعاية الصحية والخدمية اوضح الموسوي ان "جميع المؤسسات التابعة للعتبتين في حالة طوارئ ونعتمد على اسطول لسيارات الاسعاف في توفير المساعدات الطبية للنازحين فضلا عن صهاريج مياه وسيارات لنقل الثلج والاطعمة"، لافتا الى ان "دائرة صحة كربلاء خصصت مفارز طبية ثابتة وجوالة لتوفير الرعاية للنازحين".

وعن المسيحيين الموجودين في المدينة اشار الموسوي الى ان "هناك عناية خاصة بالمسيحيين بتوجيه من المرجعية الدينية واعدادهم بالمئات في المدينة نتيجة لصعوبة الوصول بعد ان هجروا وسرق منهم كل ما يملكون، لكننا مستعدون لاستقبال الاف العوائل ونحن على اتصال دائم مع مجموعة كبيرة من القساوسة في بغداد والبصرة "، مطالبا الجهات المعنية بـ"تقديم كافة الوسائل والتسهيلات لايصالهم الى المدينة، ونحن على استعداد تام للتكفل بهم".

وبين انه "من خلال ما كشفه لنا مجموعة كبيرة من المهجرين فان بعض الاكراد المسؤولين عن دخول وخروج النازحين يتعمدون ايذاءهم ولا يسمحون لهم بمغادرة الاقليم الا بعد تجريدهم من اغراضهم الثمينة، حتى ان البعض كشف لنا عن تجريد بعض الاشخاص من احذيتهم فقط لغرض الاهانة".

 

ويقول احد المسيحيين النازحين من الموصل الى كربلاء في حديث مع "واي نيوز"، ان "عوائلنا تركت المدينة بعد ان شاهدنا ما حصل من قتل وتنكيل في مجموعة من القرى الشيعية المجاورة لنا كالرشيدية"، مبينا ان "غالبية العوائل المسيحية هجرت ولم يسمح لها باخذ اي شيء، حتى هواتفهم النقالة تمت سرقتها".

وتابع " أن "الموصل خالية تماما من العوائل المسيحية ولا نعرف مصير بيوتنا وحاجياتنا".

وكانت العتبتان الحسينية والعباسية قد اعلنتا في وقت سابق عن استقبالهما لقرابة 30 الف نازح من المدن التي تعاني توترا امنيا ومعارك ضد عناصر تنظيم داعش.

الى ذلك قال مدير الهلال الحمر في محافظة كربلاء حميد الطرفي انه "قد تم استبيان قرابة 4500 عائلة في محافظة كربلاء ونقوم بتقديم مساعدات متنوعة لـ 3500 عائلة"، موضحا أن "المساعدات هي مواد للعناية الصحية ومستلزمات مطبخ وسلات غذائية فضلا عن اصطحاب الكثير منهم للدعم النفسي بعد تعرضهم لانتهاكات بشعة".

واضاف الطرفي في حديث مع "واي نيوز" ان "هناك حالات نقص في حليب الاطفال لكننا استطعنا توفير جزء منه بالاضافة الى وجود حالات لامراض مزمنة استطعنا ايصالها للدوائر الصحية التي وفرت لها بعض الادوية والرعاية الصحية".

وتابع "قمنا بالتبرع للعتبات المقدسة بكمية من المواد الغذائية لتوفيرها كوجبات غذائية للنازحين".

وبين انه "بالنسبة لنازحي الانبار فهم تحت رعاية العتبة الحسينية ووضعهم افضل من نازحي الموصل لان نازحي الموصل خرجوا بملابسهم فقط"، مشيرا الى انه "لا تزال العوائل مستمرة بالتوافد على المدينة بمعدل يقارب 50 عائلة يوميا".

من جهته قال عضو مجلس محافظة كربلاء زهير ابو دكة ان "المحافظة مستمرة باستقبال النازحين حيث تجاوز عددهم الـ 30 الف مواطن، ولا يتوفر لدينا احصاء دقيق باعدادهم نتيجة توافد اعداد كبيرة جدا، لكن دائرة الهجرة والمهجرين في المحافظة تعمل حاليا على احصائهم لتقديم الاعداد الدقيقة للوافدين".

وبين ابو دكة في حديث لـ "واي نيوز" انه "تم اصدار قرار لجمع العوائل الوافدة الى مدينة كربلاء في مجمع كبير لكننا ننتظر التخصيصات من الحكومة المركزية"، لافتا الى ان "وزارة الهجرة والمهجرين مستمرة بتوزيع منحة المليون دينار على العوائل المهجرة".

وكانت مفوضية حقوق الانسان قد اعلنت عن نزوح قرابة مليون و250 الف من سكان محافظة الموصل نتيجة الاوضاع الامنية السيئة وسيطرة تنظيم داعش على المدينة منذ العاشر من حزيران الماضي.
المصدر:واي نيوز

Share |