اطفال النازحين في الناصرية لم يشتروا ملابس العيد ، ومدينة الالعاب اخر احلامهم – تقرير مصور –

Tue, 29 Jul 2014 الساعة : 10:24

شبكة اخبار الناصرية/علاء الطائي:
يبدو ان أسباب الحزن كثيرة لدى النازحين في العراق هذا العام ، فبعد ان خسروا منازلهم وسُلِبوا أموالهم ومقتنياتهم وحرموا الامن والاستقرار ، جاء العيد ليكمل صورة الوجع ، بعد ان وجدوا أنفسهم عاجزين عن شراء ملابس العيد لأطفالهم ، بل ان الاطفال أنفسهم صاروا لا يفكرون بمدن الألعاب كعادتهم في كل عيد ، وتحولت الدمى بالنسبة لهم الى ترف لا ينسجم مع معاناتهم .
شبكة اخبار الناصرية توجهت هذه المرة الى الأطفال انفسهم ، واستمعت من افواههم لمشاعرهم الحزينة مع حلول العيد ، حيث كانت احاديثهم وعلى غير المتوقع لا تبالي بالعيد بقدر مبالاتها بهموم الكبار وبوضعهم الانساني والاقتصادي .
ويقول الطفل ( علي رائد ) ذي الـ 14 عاما والنازح مع أسرته من مدينة الموصل الى الناصرية ، انه كان يلهو في كل عيد مع اقرانه واصدقائه في مدينة الموصل ، وكانوا يذهبون سوية لمدن الالعاب للهو والمرح معا ، غير انه هذا العيد وجد نفسه وحيدا وبلا اصدقاء .
واضاف " في هذا العيد لا نشعر برغبة لشراء الملابس الجديدة ، و لا تستهوينا مدن الالعاب ، فلقد هجرنا وابعدنا عن منازلنا وصرنا غرباء ولا نشعر بفرحة العيد ".
وتابع " كنت اذهب في الموصل الى مدينة الالعاب والمتنزهات مع اصدقائي ، اما هذا العام فلن نذهب الى اي مكان لاننا لا نعرف احد وليس لدينا اصدقاء، كما ان وضعنا الاقتصادي لا يسمح بالإنفاق على الالعاب في هذا الوقت ".
واعرب عن امله بان يعود الوضع الى الاستقرار وان يرجع مع ذويه الى منزله ومدرسته في الموصل ، لاسيما وانه كان من المتفوقين في الدراسة .
اما الطفل ( كرار خالد ) ذي الـ13 عاما فقال " كان العيد جميلا في السابق لكنه اختلف هذا العام لاننا هجرنا من منازلنا وفارقنا اصدقائنا وجيراننا ".
واوضح ان اوضاعهم الاقتصادية كانت جيدة وكان لدى والده محل تجاري وكان يساعده في العمل فيه ، مطالبا الجهات المختصة بان توفر لهم منزل يقيمون فيه ، لانهم اسرة كبيرة تضم اكثر من 30 نفرا .
بدوره قال والد الطفل علي ، السيد ( رائد ثجيل ) انهم نزحوا من الموصل الى الناصرية بعد سقوطها بيد الدواعش ، الذين هجروا كل اتباع اهل البيت من محافظة نينوى .
واثنى ثجيل على طيبة اهل الناصرية وترحيبهم بالنازحين ، مؤكدا انهم اناس يكرمون الضيف ويساعدون الفقير ويدعمون المحتاجين .
وطالب الحكومة المحلية بتوفير السكن لهم ، كونهم خرجوا من منازلهم وتركوا كل شيء هناك هربا من جحيم الدواعش وجاءوا الى الناصرية بحثا عن الامن والاستقرار .
واوضح ان ابنه علي كان من الطلبة الاوئل في مدرسته وحقق درجات عالية ، فضلا عن انه كان يساعده في عمله بمحله التجاري في الموصل ، بيد ان حالته النفسية تاثرت سلبا بعد التهجير وبعد تغير الأماكن والأصدقاء .
وبين ان حلول عيد الفطر زاد الطين بلة واصبح ابنه يشعره بالياس والحزن اكثر من ذي قبل ، داعيا من الله ان يلهمهم الصبر والسلوان لاسيما وانهم هجروا بسبب حبهم وانتمائهم لال البيت عليهم السلام .
وطالب ثجيل من الحكومة الاتحادية الاسراع بحسم معركة الموصل وتحرير المدينة من الدواعش ليتسنى لهم العودة الى منازلهم ، وتوفير منازل لهم في الناصرية حتى ذلك الحين .
وتجدر الاشارة الى ان الناصرية استقبلت حتى الان نحو 180  اسرة نازحة من محافظات نينوى و الانبار وصلاح الدين هربا من بطش الدواعش والجماعات المسلحة هناك .
(ت ع ح)

Share |