الدّين في العراق-دلال محمود
Sun, 28 Aug 2011 الساعة : 2:04

إن ماأفهمه من مصطلح الدين هو الأعتقاد المرتبط, بما فوق الطبيعة ،(المقدس والإلهي)، وهو يرتبط مباشرة بالأخلاق العامة للبشر ، وقد , عرّفه البعض على أنه المجموع العام للإجابات التي تفسر علاقة البشر بالكون.
يذهب صنف آخر من المختصين ويعرِّف الدين على أنه مستَخرجٌ, من الفعل دانَ والذي يُعني –(خضعَ, وذُلَّ- ودان فهي "ديانة" وهو دَيِّن؛ وتديَّن به فهو متدين؛ و( الدِّين ) إذا أطلق يراد به: ما يَتَدَيَّنُ به الأنسان,ويدين به من اعتقاد وسلوك؛ وبمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لِمَا يعتنقه من أفكار ومبادئ.
أما , بالنسبة إليَّ فإن الدين هو الأخلاق التي يتَّسم بها الأنسان من رقيٍّ ونُبُلٍ, ورفعةٍ تماماً مثلما أوصانا به ديننا الأسلامي الحنيف حيث طاعة الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الاعمال الشائنة وفي مقدمتها الكذب والدجل والنفاق والرياء وسرقة الاموال العامة منها والخاصة, لنقف الآن قليلاً من تلك التعاليم الراقية التي دعانا اليها الله ربنا ، ياتُرى كم منَّا يطبقها في حياته اليومية؟
لنراجع نفوسنا الضعيفة كي نحسب كم مرة في اليوم الواحد نكذب ولأسباب واهية وتافهة, ولنحسب كم مرة نحاول ان نملك مالايحق لنا إمتلاكه, وفي نفس الوقت حين نناقش بعضنا البعض في ألامور الدينية والدنيوية, ترانا لايغلبنا احد حتى لنبدوَ للآخرين وكأننا ملائكة ولكن بهيأة بشر تمشي على الأرض.
ستتسائلون لامحالةَ,أيها القراء الأفاضل كعادتكم التي لاتفارقكم , وستقولون مامناسبة مقالك هذا أيتها الكاتبة التي تصدع رؤوسنا في كل يوم وترغمنا على ان نشاركها في كل مايجول في خاطرها من افكار وآراء,سأجيبكم بكل طيب خاطرِ, واخبركم بان ابني الأكبر اغضبني وهو يناقشني في مسألة الدين فأنتابتني مشاعر الخوف والريبة لئلا إلتاث فكره بما يُنشر اليوم من أفكار ملحدة, يروج لها البعض من السيئين.
يحاججني ولدي ويجبرني أن أقارن بين تلك العجوز الألمانية المسنّة التي جارَ عليها الزمن فجعل ظهرها مقوساً, لكنها لن تجور على حق وطنها عليها (ألمانيا) لقد صعدت في القطار وها انني أراها تسرع الى السائق كي تشتري منه تذكرة القطار وبمجرد ان ضربت التذكرة في الماكنة المخصصة لهذا العمل, رأيتها تنزل من القطار ,ألله ياأيتها العجوز الرائعة كيف لنا ان نصل لتلك الدرجة من أخلاصك في امور حياتنا اليومية؟!!!!
ألن يكن بمقدورها ان تنزل دون ان تكلف نفسها عناء شراء التذكرة؟
بالتأكيد كان يمكن ان تعمل هكذا ولكن شعورها الوطني تجاه وطنها منعها من فعل هذا الامر.
كم برلماني يشعر بهذا الشعور وهو يعد راتبه الخيالي في نهاية كل شهر؟ كيف ينام ليله هانئاَ وهو يستلم راتبه الخيالي الذي يسرقه دون ان يقدم اية خدمة لهذا الوطن العظيم؟
كم رجل دين يستطيع ان ينزِّهَ نفسه الطمّاعة والجشعة ويأرب عن جني اموال الزكاة التي خصصت للفقراء والمساكين من ابناء العراق ؟
كم من الذين نصبوا انفسهم وعّاظا للآخرين , يراجعون أرصدتهم في البنوك العالمية والتي اغلبها إن لم تكن جميعها قد جمعت عن طريق الحرام؟