من جرحك سيدي ---- نستلهم الحرية وألقيم ألنسانية ألنبيلة/عبد الجبار نوري
Sun, 20 Jul 2014 الساعة : 1:49

ما أشبه جرحك بجرح ألعراقيين أليوم كلا ألجرحين تمتْ بسيوف ألناكثين وألمارقين والقاسطين ، وماذا أقول في فضائلك ؟؟؟ وألقلم يعجز ويجف لأنك بحر متلاطم من ألعلم وألحكمة والشجاعة وألصبروألنزاهة وهذا قول ألأمام " ألشافعي" فيك وهو يقول:( ماذا أقول لرجلٍ يخفي فضائلهُ محبيه " خوفاً " وأعداءُهُ " حقدا " مع هذا فاضتْ علومهُ وآثارهُ جنبات ألدنيا) ، وأنت راعي ألحرية حين أعتقتَ 1000 عبد من رق ألعبودية من كد يديك ، وأنت ألزاهد وألمتقشف من هذهِ ألدنيا ألزائلة وقولك ( أخذتُ من دنياكم طمرين ولطعامي قرصين ، أنكم لا تقدرون عليه فأعينوني بألورع وألأجتهاد وألعفة وألسداد) وقلت في ألحق (لا تستوحشوا طريق ألحق لقلة سالكيه وقلت في ألرحمة ( عجبي لمن يرجو رحمةً من فوقهِ كيف لا يرحم من دونهِ ؟؟؟ ) وسوف أختار لكم في هذهِ ألمأساة ألأليمة بعض أللآليء وألدرر في أروع ما قيل بحق ألأمام علي قطعةٍ نثرية لغويةٍ رائعة من وصف ألصحابي ألجليل" ضرار أبن ضمره " من كتاب / حلية ألأولياء /لأبي نعيم ج/1 ص 84 ------
دخل ضرار أبن ضمرة ألكناني على معاوية فقال لهً صف لي علياً يا ضمرة ؟ قال أو تعفيني؟ قال لاأعفيك !! قال : {أما أذاً لابد فأنهُ كان بعيد ألمدى شديد ألقوى يقولُ فصلاً ، ويحكمُ عدلاً ، يتفجر ألعلم من جوانبهِ وتنطق ألحكمة من نواحيه ، يستوحش من ألدنيا وزهرتها ، يستأنس بألليل وظلمتهِ ، كان والله غزير ألعبرة طويل ألفكرة يقلبُ كفهِ ويخاطبُ نفسهُ ، يعجبهً من أللباس ما قصر ومن ألطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا أذا أتيناه ويجيبنا أذا سألناه ، وكان مع تقربهِ منا لانكلمهُ هيبةً لهُ ، فأنْ تبسّمَ فعن أللؤلؤ ألمنظوم ، يعظّمْ أهل ألدين ، ويحبْ ألمساكين ، لا يطمع ألقوي في باطلهِ ولا ييأس ألضعيف في عدلهِ ، فأشهد بالله فقد رأيتهُ في بعض مواقفهِ ---- وقد أرخى الليل سدولهُ وغارتْ نجومهُ يميل في محرابهِ قابضاً على لحيتهِ يتململ تململ ألسليم -(ألسليم أي ألمسموم بلسعة حيّة) – ويبكي بكاء ألحزين فكأني أ سمعهُ ألآن وهو يقول للدنيا : أأليّ تغررتِ ؟؟؟ أأليّ تشوّقتِ ؟؟؟ هيهات هيهات غرِ غيري قد بتتكِ ثلاثاً فعمركِ قصيرْ ومجلسكِ حقيرْ وخطركِ يسيرْ آه-آه من قلة ألزاد وبعد ألسفر ووحشة ألطريق هذا هو أبوألحسن ، فرد عليه معاوية فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال وجدُ من ذُبح واحدها في حجرها لاترقى دمعتها ولا يسكن حزنها } أذاً لتبكي عليك ألبواكي سيدي.
عبد الجبار نوري/ السويد
ألمصادر/
1 – مسند أبن حنبل/ ج4- ص 281 // 2- ذخائر ألعقبى /الطبري ص 68 //
3- الصواعق ألمحرقة لآبن حجر ص 107 //