يعترضون على المالكي ولا نسمع لهم حسيسا على الآخرين/فراس الخفاجي

Tue, 15 Jul 2014 الساعة : 2:59

كثيرة هي التناقضات السياسية واكثر من ذلك نجدها عند السياسيين انفسهم الذين يتبجحون بالوطنية ويملأون الدنيا ضجيجا عندما تبدأ قريحة احدهم بالصراخ والتصريحات الفارغة فلا تخلو مضامين ما يقولون عن العداء الشخصي او الحزبي لهذه الجهة او ذلك السياسي ولعلنا امام امر واقع كما يحصل اليوم مع السيد المالكي .

جميع الكتل من اليمين المتطرف المتمثل بمناصري داعش والبعثيين الذين دخلوا العملية السياسية بتغيير جلودهم وملابسهم يقفون عائقا ومعارضين على تولي المالكي رئاسة الوزراء ويقولوها بالفم الملآن حتى لو حصل على أصوات جميع العراقيين عبر صندوق الاقتراع فلن نقبل به رئيسا للوزراء وهذا مخالف للمنطق والعقل والاخلاق السياسية "هذا اذا كانوا يفهموا مقاصد الاخلاق السياسية والديمقراطية الحقيقية" ومثل هذا التعامل لا يمكن ان يقف عنده الانسان العاقل فهو خارج المفهوم والمنطوق العقلي لعلوم السياسة لأنك تعتمد المزاجية الشخصية والحزبية بل وابعد من ذلك ركوب موجة المفاهيم الطائفية العابرة للوطنية ولروح التعايش بين ابناء الوطن الواحد وهذا ما يمزق وحدة المجتمع الذي يكون قد عاش سنين طويلة متحابا ومتآلفا ليأتي من ركب موجة السياسة ويدمر كل البناء المجتمعي بسبب رغبة سياسية جامحة يريد الاخ الانتقال بها الى عالم الزعامة والحصول على اكبر قدر ممكن من المصالح المشبوهة بالمال الحرام.

وهناك الاخوة الاعداء لهذا الرجل حيث نلحظ اغلب الاحزاب والتيارات السياسية الشيعية لديها موقف مضاد له سواء على المستوى السياسي او العسكري او على مستوى العلاقات الخارجية مع بلدان العالم فنجد الكثير من النقد والتجاوز في احيان كثيرة على رئيس الوزراء نوري المالكي وهذا في اغلب الظن يعود الى الكثير من المواقف التي اتخذها الرجل وهي تخالف رغباتهم الشخصية والسياسية لأنهم يريدون ان يشاركوه القرار وهذا قمة السخرية ان يتم تقييد يد المسؤول التنفيذي الاول في البلد من اجل ان يقول لفلان او فلان من الاحزاب ماذا سيفعل ، هذا ليس من المنطق السياسي ولا حتى الديمقراطي .

لم نسمع اولئك الاخوة الاعداء انهم انتقدوا مسؤولا اخر او رئيس كيان سياسي او قائمة حزبية او رئيس الاقليم مثلا بل رأينا موقف البعض اشبه ما يكون بالشامت في الازمة السياسية الاخيرة ودفع باتجاه اللوم على رئيس الحكومة ولم يقف عند اسباب الانهيار او الخيانة التي حصلت وانما كل همه وما يريد هو النيل من القائد العام للقوات المسلحة والحال ان جميع الكتل السياسية مسؤولة عن المحاصصة في الجيش العراقي وهي من جعلته عديم الولاء عند البعض فيصمتوا صمت اهل القبور عندما ينتقدون وتلقلق السنتهم.     

Share |