تمثال ألحبوبي في الناصرية إلا يستحق إن يكون احد أبنائها مكانة-حسين باجي الغزي
Fri, 26 Aug 2011 الساعة : 15:47

كلما مررت بساحة ألحبوبي ورمقت عيني تمثال ألحبوبي راودني سؤالا محير وألف علامة استفهام لماذا يتوسط ألحبوبي مركز مدينتنا وهو ألنجفي الأصل والمولد والمدفن ولماذا لايكون احد أبنائها الذين زينوا سفر التاريخ والمعارك والحضارة والثقافة والفن مكانة وماهي جريرة الناصرية إن مر سيدنا ألحبوبي فيها وهو يشد على جراحاته والآمة حزنا وكمدا من غدر وتخاذل الآخرون
في معركة الشعبية ليلفظ أنفاسه وتفيض روحه الطاهرة في دار العضاض
وهل إن العادة إن تقام نصب للموتى في مواقع موتاهم
ولماذا لايقام للخالدين الآخرين نصب وتماثيل في مواقع موتهم كتمثال للجواهري في سوريا وقد توفي في دمشق وللسياب وقد توفي في الكويت وهل إن انتمائنا للمدن يسجل من مواقع موتنا والمئات من جهابذة واقحاح العراقيين الذين طوتهم يد المنون غيبوا في مشارق الأرض ومغاربها وتركناهم نسيا منسيا
بالطبع أنحني حتى الأمس الأرض إجلالا واحتراما للشاعر والثائر الكبير محمد سعيد ألحبوبي وأقدم كل فروض الطاعة والولاء لنسبه العلوي ولموقفه البطولي وجهاده المستميت مع أبناء العشائر والمجاهدين في مقارعة العدو البريطاني في معركة الشعبية ولكنني أقف شامخا الامس النجوم وأطاول الجبال إن تعلق الأمر بإرث وتاريخ مدينتي الناصرية واستحقاق أولادها الذين قضوا في غياهب السجون أو ساحات الوغى أو بطائح الاهوار ونحن نبحث عن ذكرى ومنزلا لهم في ساحاتها وشوارعها فلا نجد اسما أو نصبا لهم ؟؟؟؟؟ بعد إن غيبهم منهج خبيث وشرير من سلطة البعث المقبور!! واصفا إياهم زورا وبهتانا واجترءا على التاريخ من أنهم فروع الشجرة الخبيثة التي لاتطرح الاشوكا وحصرما ولم تسجل حقبة البعث المظلمة أي نورا ساطعا أو حتى بصيصا من مشكاة ذي قار الحرة الابيه وجعلونا وقودا (وخولا) لبطولاتهم وحماقاتهم وأطلقوا عليها مدينة المليون عريف استصغارا وتنكيلا فكانت تسمية (ألحبوبي) تطلق على العشرات من المواقع الحكومية والمدنية وكان الناصرية عقيمة جدباء كاشحة البطن يائسة البذل وهي المعطاء الولود
قد يعترض البعض الذين لانجني منهم سوى التمنطق وهرطقة التفسير وتحريف الكلم عن مواضعه من إن سيدنا ألحبوبي يستحق أعلى مراتب التكريم والتبجيل ونحن نبصم بالعشرين من انه عين الصواب آملين إن يكون ألحبوبي في اشرف بقعة من تراب الوطن محط الذكورات البيضاء وحائط الغري فدعونا ننقله إلى حيث يستحق إلى ساحات النجف ألمقدسه ليكون في اشرف مرتقى
فهو المكان الذي يتفق الجميع من إن هذا المجاهد ينتمي له مولدا ومدفنا و يستحقه وبامتياز
خصوصا وان السيد ألحبوبي والذي نصب تمثاله في حزيران 1972 برغبة شخصيه( فرديه ) من مدير بلديتها المرحوم شاكر الغرباوي لم يذكر الناصرية ببيت واحد من شعره الغزير وذكر غانيه في الكرخ وكاس شراب في عدة مواضع ومنها قولة
يا غزال الكرخ وا وجدي عليك
كـاد سـري فيـك أن ينهتــكا
هذه الصهباء والكأس لديــك
وغرامـي في هـواك احــتنكا
فاسقني كأساً، وخذ كأساً إلـيك
فلذيــذ العـيش أن نشـــتركا
أترع الأقداح راحاً قرقفـــا
واسقني واشرب، أو اشرب واسقني
ولماك العذب أحلى مرشفــاً
من دم الكـرم، ومــاء المــزنا
هي دعوة حق ونداء مظلوميه وليست دعوة مناطقيه أو مكانيه فكفي إن تكون الناصرية(ناعورا) تفيض وتمتلئ ليجني الآخرون سلسبيل تاريخها وأمجاد أبنائها وكفى إن يكون نصيبها تغيب وتنسى وكفى إن تكون مدينة يحكمها الغرباء ويستوطنها الغرباء وحتى تماثيلها من الغرباء .
Wedsb [email protected]
ا