عقدة القومية الكردية/حسين الشويلي
Sat, 12 Jul 2014 الساعة : 0:29

الكرد شعب يعيش ويتعامل مع الآخرين بقوميته وليس بصفته الأنسانية أو المواطنة , فهم قومية منغلقة على نفسها ولايمكن أن تنصهر وتذوب في المجتمع لأنها ستفقد أهم عنصر لديمومتها وهي القومية الكردية , لهذا نجدها دائماً مجموعة متمردة ومنفعلة لأنها ترفض العيش مع الآخرين بمفهوم المواطنة . ونجدهم حتى في بلاد المهجر يحرصون على أبراز قوميتهم الكردية ويخفون تماماً الأنتماء الوطني . وأعتقد سبب ذالك يعود الى البحث عن المكاسب من خلال أستثارة عطف الآخرين كونهم قومية تعاني الأضطهاد !
وهذه القومية لاتجيد العمل المشترك مع بقية القوميات بتكافئ وأحترام لأنها اعتادت أن تكون القومية المضطهدة والتي تريد من الآخرين المسح على كتفها مهما بلغ الأمر . ومثالنا ماتتعامل به مع الحكومة الاتحادية الآن . فلقد سرقت النفط وباعته وحين مطالبتهم بعائدات النفط عدّوها تجاوز على حقوقهم ! جعلوا من عاصمتهم أربيل مأوى للبعثيين والمطلوبين للعدالة والدواعش وكل المناوئين للعملية السياسية الذين هم جزء منها , واستنكروا على الحكومة المركزية أستنكارها , واليوم تمّ أنزال العلم العراقي من مبنى سفارة العراق في لندن ورفع علم قوميتهم الكردية , وبعد أن عاقبت الحكومة العاملين المسؤولين عن هذا
التصرف التخريبي أنتقدوا أجراء الحكومة وعدّوه تعسفاً بحقهم ! أنهم بحق قومية مأزومة
لاتجيد العمل المشترك مع الآخرين وقومية متمردة على القوانين ومبتزّة , ولابد أن أسجل
أعجابي لحكومة تركيا ’ حين منعتهم عن قوميتهم لأنها تشكل خطر حقيقي على الدولةككيان سياسي وأجتماعي .
ووجود قومية منغلقة على نفسها وتتعامل مع بقية القوميات في البلد الواحد على أنهم أعداء لها فهذا النوع يمثل مشروعاً سياسياً أنفصالياً , تتبنى كل مشروع خارجي يستهدف تفكيك المجتمع واسقاط الدولة .
وأستناداً لتلك الأصول وهذه الثوابت يظل هذا المشروع خطراً على الأمن القومي , لأنه هنالك قناعة ثابتة مفادها أن من يصنع الأزمات هو من يعارض الحكومة المنتخبة . لذا لابد أن تكون حكومة العراق الحالية أو القادمة تتعامل مع هذه القومية المنغلقة على نفسها كما تتعامل دول الجوار لأخضاعها لمبدأ المواطنة والتعايش المنفتح مع بقية القوميات في البلد .