الحوار بين ألأديان في منظور شيعة اهل البيت/عبد الرزاق جواد

Sat, 12 Jul 2014 الساعة : 0:27

  يرى الشيعة أن هناك مساحات واسعة مشتركة بين قيم ألأسلام وبقية الديانات السماوية بأعتبار وحدة مصدرها . وأختلاف ألأسلام عن بقية ألأديان . والمسيحية . كونه يقدم نظرة واضحة ومحددة عن معنى الدين في حياة المسلمين من مصادره التأسيسية ألأولى . وان أبتعد المسلمون عنها فيما بعد . أي تميز ألأسلام عن المسيحية من خلال وجود القرآن الكريم الكامل من دون تلاعب فيه او زيادة أو نقصان بين ايدي المسلمين جميعا".
وكذلك امكانية الوصول الى السنة النبوية الصحيحة وهما مصدر تشريع الأسلام . وبخلاف المسيحية التي تغير وتعدد كتابها المقدس وبوجوده لم يكن فيه أحكام وتشريعات وحدود كما في القرآن . على مقولة ( ترك مالله لله وما لقيصر لقيصر ) على ان سلطة الكنيسة ولدت فيما بعد بسبب تفكك ووضعف الدولة الرومانية وانهيارها ووجود الفراغ في السلطة الذي ملئته الكنيسة ووضعت اسسه الفكريةفي القرن الثالث الميلادي.
ويرى الشيعة ألأمامية أن الحوار بين ألأديان ينطلق من حقيقة أعتراف ألأسلام بأصحاب الديانات السماوية ألأخرى وأحترامه لحق كل أنسان في اعتقاد مايراه دون اجبار اوضغط وفقا" للآية الكريمة ( فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ) وكذلك قوله تعالى ( لااكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ).
وقد تجسمت هذه المعاني وبشكل واضح في مجتمع المدينة الذي أقامه الرسول ( ص ) وطبق مفاهيمها عمليا" بسيرته في مواضع العقد والبيعة والتولي والقضاء , وحق الدفاع غن النفس وحرمة ألأنسان مسلما" في ألعيش والتعبد بشعائره جنبا" الى جنب المسلم , وعقد تحالفات وابرام عقود ا" مع جماعة المدينة وفيهم النصارى واليهودي والمشرك والمنافق .
أما آلية هذا الحوار فيمكن أستخلاصها من ألآية الكريمة (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء ألا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا" ولا يتخذ بعضنا بعصا أربابا" من دون ألله ) . وقوله تعالى في الحوار والجدال ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) .
ويرى الشيعة ان مهمة المحاور ان يبين لهم حسنات الاسلام ويعرض عليهم افكار المسلمين وآراءهم في شتى مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية دون التوهم ان ذلك سيستتبع بالضرورة حمل الآخر على الاعتقاد بالاسلام .
فالندوات انما هي محاور للقاء والتفاهم وعرض الافكار والآراء ومن ثم تطبع هذه الدراسات وتوزع على الجامعات ويقرأها الشباب وكل مهتم .
أما عن شرعية هذا الحوار فيرى الشيعة هو ان اللجوء الى حوار الاديان يكون قائم على اساس المصلحة العامة للأمة واستقرار المجتمع واعطاء كل ذي حق حقه . كما طبق ذلك المسلمون عمليا" في المدينة ايام الغتوحات الاسلامية في الاندلس وغيرها . وكما هي عليه حال المسلمين اليوم في معظم البلاد الاسلامية , لأن الاسلام يريد لكل قيمة من قيمه ان تاخذ مكانها الطبيعي في حياة الانسان , سواء بطريقة منفردة او متصلة بالحل الاسلامي الشامل بقطع النظر عن الاداة التي تشارك النظر في ذلك . كما يريد للمصير الاسلامي ان يقوى ويتأكد ويأخذ دوره الافعل في صنع القرار , سواء قام به المسلمون من خلال جهدهم الخاص او شاركهم فيه غيرهم . ولعلنا نستوحي ذلك من تقييم النبي ( ص ) لحلف الفضول ودخوله في اتفاقات ومعاهدات مع المشركين من قريش , ومن غيرهم من خلال المصلحة الاسلامية على صعيدالمرحلة الزمنية المعنية .وهنا لابد من معرفة الفرق بين الحوار الديني وحوار التفاهم والتعايش بين الديانات المختلفة , ولا وجود لمن يدعي انه ممثل لهذه الديانة او تلك , علما" ان الحروب التاريخية التي حدثت بين الديانات لم تكن حروبا" دينية وانما هي صراعات حكام يستغل فيها اسم الدين للتعبئة لااكثر .
ان اي دين لايمكن ان يدخل في قلوب معتنقيه وعقولهم عن طريق الحرب والأرهاب والأفراط في القوة . فلا المسيحية بقيت في ارض المسلمين اثر الحروب الصليبية ولا الاسلام بقي في اسبانيا رغم بقاء المسلمين فيها لستة قرون . 
Share |