كنا جالسين نسكب في عروقنا وجعاً من الأبوذية المعجونة  بالويل والحكمة ، في زمن عراقي لا يصح فيه إلا غير الصحيح . فدخل علينا شاب تبدو علية علامات الفزع والقهر ، سأله أحد الموجودين عن شكواه  فالتفت الشاب وكأنه كان ينتظر من يسأله ، عرفنا أنه طالب في المرحلة الصف الثالث متوسط  / متوسطة الأنوار/ حي الشموخ ، لم  يوفق للإشتراك في امتحانات البكلوريا ، يقول لم أقتنع بالنتيجة فقدمت شكوى لمديرية تربية ذي قار. وفي قاعة الإنتظار قابلني شخص نبيل سألني عن مشكلتي فشرحتها له وتبين أنه إعلامي شريف نشر محنتي على أحد مواقع الشبكة العنكبوتية وأحدث ضجة، بعدها  شكلت المديرية مشكورة لجنة تحقيق ولكنها كانت  برئاسة مشرفة المتوسطة نفسها مما يجعلنا نشك بحياديتها ، ولم تتطلع على أوراق ودفاتر الإمتحانات بل أخذت ما مكتوب في السجلات التي تم ترتيبها قبل عمل اللجنة . وذكر أنه ضمّن في شكواه وجود دورات في المتوسطة وهو متأكد وهذا ما نفته اللجنة جملة وتفصيلا ، وهو مجانب للحقيقة فدورة الفيزياء يديرها نفس مدرس المادة  مسائي وصباحي وغيرها من الدورات . ثم  تم غلق الموضوع لتدخل عشائري ومجيئ مدير المتوسطة ومعاونها وأقاربي لوالدي . وأردف الشاب بأنه يعرف طلابا رسبوا في تسع مواد  وبعضهم مساوي له ولأنهم يملكون معارفا وواسطة دخلوا في الإمتحان. صفعتني هذه المقالة وقلت بأن الحقيقة تحتاج الى من يبحث عنها كما يقول مثل صيني  ، وسأكون أنا ذلك الباحث وبموضوعية ، وتسائلتُ العراق الذي دفعنا الدماء أنهارا من أجله لا يمكن أن يكون إلا نقيا من هذه الذنوب والأدران ، وأجزم أن فيه رجالا نزيهون لا يقبلون بالخطايا والظلم ، كانت نتيجة بحثي إن عمل لجنة التحقيق كان غائما وسريعا وأراد إنهاء التحقيق بصورة لم ترضي الطالب وأهله ولكنهم سكتوا حياء ، صحيح أن الدورات توقفت في داخل المتوسطة وهذا شيئ جميل ولكنها كانت موجودة فعلا .   نتمنى أن تكون لجنة التحقيق هذه محايدة ليتسنى لها معرفة الحق المضيع . صدمتني مظلومية  الكثيرين ممن ليس لديهم سلطة أو ظهر في عراق  مليئ بالتناقضات والحيف فقررت نشرها ليقرأها الناس أو من يهمه الأمر وأجزم أن فيهم  من سوف يعيد الفرح لقلوب فقدته وينتصر للحقيقة وينصرها .

                                                         مراقب/ الناصرية