الكرسي ولعبة الأباطرة /محمد عبد الخضر الحسيناوي

Sun, 6 Jul 2014 الساعة : 2:02

لم يعد مخفيا على كل شرائح المجتمع بان الوضع الحالي في العراق بحاجة الى عناية إلهية لتدارك الأمور السيئة والحفاظ على ما تبقى من إنسانية وترميم بقايا الإنسان .
مسيرة الشعب العراقي منذ 1920 هي حروب طاحنه وتدخلات من كل الدول الخارجية بحواضن داخلية لشخصيات مهزوزة محليا سمحت لهم بهذا التدخل ومن سنة 1920 - 1947 هي فترة إثبات الوجود للعراق من جهة وللشخصيات البارزة من جهة أخرى ورغم هدوء تلك الفترة للرأي العام خارجيا الا إنها كانت دموية للقريبين من أحداثها قياسا بعدد النفوس في تلك الفترة وعدم وجود وسائل مرئية او سمعية تنقل الأحداث بشكل مستمر وإنما كان الاعتماد الكلي لنقل الخبر عن طريق صاحب الحدث وكيفما يريده أن يصل وبالطريقة المرضية له عدا بعض الأحداث المسربة والتي لا يعرف مصدرها ,تنصيب الملك وتكتيم الأفواه المعارضة كانت سمت تلك الفترة .
والفترة من 1947 -1963 هي فترة اللاشيء المفتقرة للخبرة واستخدام الصدق في السياسة الملونة والكذابة وهذا مخالف لكل الدراسات الأكاديمية عن السياسة ورجال السياسة وحسب المفهوم العام للسياسة هي كتلة وهمية هلامية تتحرك وفق المتغيرات وحسب المصلحة الشخصية او العامة المهم هي لا تتخذ شكل او اتجاه واحد وهذا الوصف يجعلها لا تتناسب مطلقا مع الصدق او الدين او الشفافية كما يتداولها سياسيين 2014 بكثرة وكأنهم اكتشفوا سرا وهم مخطئون إذ هي فترة متعبة مرتبكة غير مستقرة للمواطن البسيط وتالفة لاستمرار البلد كونها لم تأسس لبناء دولة رغم الانجازات في قوانين تم إصدارها وهي مهمة تم البناء عليها فيما بعد منها قانون الإصلاح الزراعي ولكنها خجولة وغير ثابتة .
والفترة من 1963 - 2003 هي الفترة الدموية القاتلة لكل الأحلام العراقية وإرجاع العراق بشعبة المتعب الى فترة ما قبل التحضر ومحاربة الإنسان بإنسانيته وتحطيم كل المسميات الأخلاقية بدأَ بحرب استمرت عشر سنوات لصالح أهداف إقليمية بتضحيات عراقية ومن خيرة شباب العراق استشهدوا في هذه المعركة الطاحنة لأرواح الأبرياء الذي لا ذنب لهم سوى عراقيتهم وانتمائهم لبلد لم يحض بقادة مخلصين لعراقهم وشعبهم وبعد الحرب الطويلة جاءت رعونة الحاكم وتماديه ليدخل شعبة بحرب أخرى واعتداء أخر على الكويت التي مهما يكن خطأ حكامها تجاه العراق لا يستحق الاجتياح والاحتلال للكويت واستمرت النكسة في تحطيم معنويات الجيش والشعب معا في هزيمة الانسحاب او الأصح الطرد من الكويت والخسائر التي لا تحصى ولا تعد , تضحيات ومشردين وحقارات البعض من العرب لإرسالهم طيارين متدربين يختبرونهم بالرمي الحقيقي على شعب وأطفال العراق بكل أخطاء المتدرب ,ومثل كل المظلومين الذين يحاولون التخلص من الظالم كانت انتفاضة شعبانية ضد الطاغية الجلاد ولكن تحت أنظار العالم ومسمعهم تم طحن الثوار وإحراقهم والتفنن بقتلهم وكل العالم العربي والأوربي نيام كان العمى أصابهم ليعود الطاغية من جديد وبلسان وعصى أقوى ولم ولن نتخلص من هذا الطاغية لولى العناية الإلهية التي تضارب بها الظالم بالظالم لنصرة المظلوم .
ربما الفترة من 2003 -2014 هي فترة محاولة تصديق الحلم في التخلص من الطاغية وعدم الاستقرار وكل يغني ويبعثر على هواه وتدخلات المحيط الإقليمي والعالمي بكل قوة ليصبح العراق ساحة مصغرة لدول العالم والأدهى من كل هذا أن السياسيين الجدد لا يعرفون من السياسة سوى تقليد الطاغية في كل شيء حتى الحوارات المطولة والمملة لساعات ولا تحمل أي معنى , وبعضهم يحمل أفكار الغرب في التعامل مع الأحداث ويحاول تطبيقها على ارض وشعب العراق متناسيا أن الغرب مروا باقتتال مئات السنين ليصلوا الى ماهم عليه من حرية واحترام الأخر ومن المستحيل تحميل تطبيق حديث ليوضع على نظام قديم لم يتم تحديثه وفق السياقات العقلانية لذا أصبحوا بيادق تحركها القوى السياسية الإقليمية بعلم القوى العظمى ,وبعد إجراء الانتخابات الأولى التي لم يصدق جديتها كل الشعب واعتبروها كسابقاتها في زمن الجلاد أي أن قلت كلا فهي نعم ومن يخالف يعدم مرحلة أبكت كل ملائكة السماء أطفال تقطع الى أشلاء ونساء بلا أطراف ورجال بلا رؤوس وجيوش يقودها الشيطان تقتل من تشاء وبغير حساب كثرت المليشيات المسلحة المبنية على أسس الطائفة او القومية او العرقية او العشائرية ومن المستحيل يتم الاتفاق بين كل تلك التسميات التي خلفها الجهل والاحتلال ومصالح دول الجوار ,وربما كانت للمتنفذين في الدولة تغيير حتى أحداث التاريخ ليمجدوا أشخاص وينزلوا آخرين يبنوا لبعضهم تاريخ ممجد كتاريخ الأنبياء ويحذفوا عنهم أي تساؤل او تشكيك أحداث بالأمس عشناها تم تغيرها بالكامل ووضع مكانها ما يعجبهم ليمرروا ما تم تأليفه للشباب الذي لم يعاصروها لتلك الفترة أي الثمانينيات والتسعينيات وبذلك قد زاد الطين بله بتغيير أحداث التاريخ ,
وإفرازات هذه المرحلة لابد أن تكون كمعطياتها - كثر الخونة وبائعي الضمير ,كثرت القتلة المحترفين الذين عندهم قتل البشر كشراب ماء بارد ,الأطفال السائبة على غرار الحيوانات السائبة بتوجيه الأب او عدمه ,وصول جهلة الى دفة الحكم او دونه بسبب المحاصصة القاتلة وأصبح لكل وزارة 100 مستشار أمي لا يقرا ولا يكتب براتب يفوق راتب المدير العالم لا يعرف شيء سوى مواعيد استلام الراتب والتصريح بما يدمي العراقيين ,مرحلة يصعب حتى تدوينها والكتابة عنها .
وصولا لما نحن به من بيع محافظات بكاملها وعراقتها وناسها من حكامها التائهين بالمال الحرام أهالي الموصل ثالث اكبر محافظة عراقية تم بيعها لمرتزقة الدين بأموال سعودية وقطرية وباتفاق كردي لتصبح كركوك مدينة النفط الى كردستان وفرض أمر واقع على كل العرب هكذا كانت الخطة الشيطانية بين عائلة النجيفي اثيل و أسامة وبين الكرد والطرف الآخر دول الجوار تركيا,السعودية ,قطر وهي خطة تقسيم العراق مهما يكتب التاريخ عن هذه العائلة الخائنة قد فرضت أمر واقع بتسليم الموصل الى داعش أي القاعدة الممولة سعوديا وتسليم كركوك الى مصطفى البرزاني الحالم بدولة كردية بعد ضم كركوك لها ليفرض آمر واقع بوضع اليد على كركوك ,
الأمور أصبحت واضحة وكل الأوراق المخفية أصبحت على الطاولة مكشوفة الكرد يريدون لوي الأذرع وتأسيس دولة كردية وقادة السنة الخونة يريدون إلغاء العملية السياسية وليذهب العراق الى الجحيم ليس مهم , المهم عندهم عدم نجاح الشيعة بإدارة الدولة ,أما قادة الشيعة فهم يتخبطون فيما بينهم منهم من يناصر ولا يعرف من يناصر ومتخذ مبدأ خالف تعرف ليعارض ولا غير الاعتراض يملك شيء ومنهم تأسس من مليشيات دموية لا يستطيع الركود وثبات العملية السياسية خوفا من تحريك دعاوى قضائية ضده ويحاكم وآخرون يأخذونها بهبل خذ من حقي لأعطيك دون معرفة ما هي الحقوق ,ربما دخول الدين او شباب ينتمون الى مؤسسات دينية صعبة المسالة أكثر وجعلت الاستقرار لا يكتمل أولاد مراجع مهمين ادخلوا أنفسهم بمتاهات السياسة القذرة فإساءة لهم ولعائلاتهم ,
بين كل هذه المتاهات أمامنا أمر واقع لا مفر منه العراق على محك الهاوية والتقسيم رئيس وزراء منتخب مازالت حكومته سارية وفق القانون يمتلك الكتلة الأكبر التي يجب أن تشكل الحكومة القادمة وهو استحقاق دستوري مالم يعدل برلمانيا ,ورئيس الوزراء له خلافات كثيرة جدا مع كتلته والكتل الأخرى وربما هي السبب الرئيسي لبيع الموصل واحتلال كركوك ,هل المنطق الإنساني والوطني والأخلاقي تمسك رئيس الوزراء بالمنصب ليقضي على كل شيء في العراق ومن المستحيل السيطرة على الأوضاع بالقوة وإلا ما لفرق بين الدكتاتور والمتسلط ,
كلنا دراية بان رئيس الوزراء رجل نزيه وصادق بكل التعامل وقوي صلب جدا محب للعراق يسعى لتحقيق الرفاهية والأمان لكل العراقيين ولكن هل يكفي هذا ,العقل لابد أن يدخل هنا والتنازل عن رئاسة الوزراء وإعطائها لنفس الكتلة ولكن لشخص آخر العناد لا يقدم ولكنه يؤخر يشد الأعصاب والتعنت يبعثر يمزق العراق ومن غير المنطقي تمزيق العراق من اجل أشخاص أيا كانوا هؤلاء الأشخاص ,لا يشترط عليك من ترشح يا رئيس الوزراء ثق بمن تريد من كتلتك واشرط بما تراه مناسبا ولكن الخلاف نتمنى أن لا يكون شخصيا لك انجازات لا يغفل عنها الا المغفلون والجهلاء والحاقدون لا تضيع كل هذه الانجازات من اجل الإصرار على التحدي لأشخاص لا يستحقون أن يذكرهم التاريخ ولكنهم عملاء هدفهم الاستفادة من هذا الإصرار ليستغل في عملية التقسيم ,
العراق أثمن من كل النزاعات

محمد عبد الخضر الحسيناوي

Share |