أجتماع السقيفة ( أول مؤذن بتفريق ألأمة)/عبد الرزاق جواد

Sun, 6 Jul 2014 الساعة : 1:53

من نافلة القول أن بعض الوقائع في ألتاريخ ألأسلامي كانت على درجة كبيرة من ألأهمية . بحيث أحدثت شرخا" عميقا" في الجسد ألآسلامي , بسبب ما تمخض عنها من مواقف وآراء متباينة في البداية ثم صراعات _ دموية أحيانا" _ وهنا نكتفي بالأشارة الى ( أجتماع السقيفة ) أول مؤذن بتفريق ألأمة , حيث جعل من المسلمين فرقتين متناحرتين .
ألأنصار الذين قالوا للمهاجرين : ((منا أمير ومنكم أمير )) والمهاجرين ألذين أجابوا ألأنصار :(( منا ألأمراء ومنكم الوزراء )).ولم يقف ألآمر عند هذا الحد , بل شمل التناحر أطراف أخرى , ودارت رحاه داخل كل فرقة .
وكان للأمام علي ( ع ) موقفه الواضح من هذا ألأجتماع , وما نتج عنه . حيث قال : فوألله ماكان يلقي في روعي , ولا يخطر على بالي أن العرب تعدل هذا ألأمر بعد محمد عن أهل بيته , ولا انهم منعوه عني من بعده . فما راعني الا أنثيال الناس على ابي بكر . واجفالهم اليه ليبايعوه , فأمسكت يدي , ورأيت اني أحق بمقام محمد صلى الله عليه وآله في الناس ممن تولى ألأمر من بعده . فلبثت بذاك ماشاء ألله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن ألأسلام يدعون الى محق دين الله وملة محمد صلى الله عليه وآله , فخشيت ان لم انصر ألأسلام وأهله أن أرى فيه ثلما" . الى أن يقول ( ع ) فمشيت الى أبي بكر فبايعته . ونهضت في تلك ألأحداث حتى زاغ الباطل .
ويقول ( ع ) : أما والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة, وأنه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى , ينحدر عني السيل , ولا يرقى ألي الطير , الى أن يقول ( ع ) : فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى , فصبرت وفي العين قذى , وفي الحلق شجى ,أرى تراثي نهبا ,
وبعد اجتماع السقيفة ظل الغضب يعتمل في النفوس فقد غضب رجال من المهاجرين في بيعة ابي بكر بغير مشورة . وغضب علي والزبير , فدخلا بيت فاطمة ومعهما السلاح, فجاء عمر في عصابة , فيهم أسيد بن خضير , وسلمة بن سلامة بن قريش وهما من بني عبد ألأشهل فأقتحما الدار . بعدها جاء أعتذار ابي بكر (( أن بيعتي كانت فلتة وقى الله شرها ))وخشيت الفتنة وأيم الله , ما حرصت عليها يوم قط ولا سألتها الله سرا" ولا علانية قط ولقد قلدت امرا" عظيما"مالي به طاقة ولا يدان . أما بيعة ألأمام علي ( ع ) فلم تكن فلتة (( أن بيعتكم اياي لم تكن فلتة ))
وما جرى كان له الاثر السيء على التقارب وامر الشورى ومفهومها المتضمن تبادل الرأي بين المشاورين من أجل أستخلاص الصواب من الرأي وألأنجح من الحلول , والسديد من القرارات , وهي من مباديء الشريعة وأأصل من اصول الحكم , حيث ان الوضع كان مختلفا" جدا" في تطبيق هذا المبدأ بعد وفاة الرسول ( ص ) فبيعة ابي بكر تمت فجأة أو كما قال ( فلتة ) وعمر عندما طعن جعل الخلافة في ستة .وأمر أبا طلحة ألأنصاري أن يجمعهم في بيت ويقف وأصحابه على الباب لحظة تشاورهم فان اتفق خمسة وأبى واحد , أمره ان يضرب عنقه , وان اتفق اربعة وابى اثنان أمره ان يضرب عنقيهما , وبقيت القصة معروفة ....
يرسم ألأمام علي ( ع ) صورة واضحة لما جرى (( حتى اذا مضى عمر الى سبيله , جعلها في جماعة زعم اني احدهم , فيا لله ويا للشورى , متى أعترض الريب في حتى صرت اقرن الى هذه النظائر , لكني أسفت اذ أسفوا , وطرت اذ طاروا , فصغا رجل منهم لضغنه , ومال ألآخر لصهره )) واستمر مسلسل الغدر والخيانة واصبح ديدن بني امية واحفادهم كاحد الوسائل للوقوف بوجه اهل البيت عليهم السلام الى يومنا هذا . وما المد الشيعي اليوم ما هو الا تجسيد لقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم .. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم ألأعلون ) صدق الله العلي العظيم .

Share |