ينتدشر الشيعة بأعداد متفاوتة في مناطق السعودية المختلفة لكن نطاق تمركزهم وثقلهم ألأساسي هو شرق الجزيرة العربية , أو ماكانت تعرف قديما" بالبحرين والتي تشمل تاريخيا"مملكة البحرين حاليا"والخط ( القطيف ) وهجر ( ألأحساء ) وتاريخ التشيع في المنطقة قديم . وبعضهم يعود الى عهد ألأمام علي ( ع )وقد انجبت المنطقة العديد من الصحابة والتابعين والشعراء والمبرزين , وتميزت بأندلاع الثورات وألأنتفاضات المبكرة ضد الدولة ألأموية ثم الدولة العباسية , التي تكللت بسيطرة القرامطةفي نهاية القرن الثالث الهجري فجعلوها قاعدة لحكمهم ومنطلقا" لحملاتهم ضد المراكز والعواصم العربية ( العراق والشام ومصر )واستمرت سيطرتهم قرابة 150 عاما" . والشيعة في المنطقة الشرقية ينتمون مذهبيا" الى ألأمامية ألأثنى عشرية ( الجعفرية )وهم من الحضر المستقرين والموجودين منذ قرون عده ضمن مدن وقرى حضرية . ويمارسون مهنا" ثابتة مثل الزراعة والحرف والصيد وفي غالبيتهم ينحدرون من قبائل ربيعة ( عبد القيس وبكر بن وائل ) ومن قبائل وعشائر أخرى وفدت من نجد وغيرها لأسباب أقتصادية من مناطق أخرى , ومن أهمها قبيلة بني خالد ألتي استقرت وتحضرت وذابت ضمن النسيج المحلي للسكان .
وعلاقة الشيعة مع التيار السلفي ( بأعتبار السعودية هي الممثل الشرعي له ) بدأت بالتوتر بعد مؤتمر ألأرطاوية العام 1926والذي أجتمعت فيه قبائل ألأخوان السلفية ومن ضمن ماجاء في أحد بنوده ( سكوت الملك عبد العزيز على شيعة ألأحساء والقطيف وتقاعسه عن فرض ( ألأسلام الصحيح )عليهم كما يراه ألأخوان ) وقد احال عبد العزيز ذلك بعدحوالي سنة في مؤتمر الرياض في كانون الثاني 1927 مطالب ألأخوان الى العلماء طالبا" ألأفتاء , في شأنها فأفتوا أنه فيما يتعلق بالشيعة على عبد العزيز أن يلزمهم البيعة على ألأسلام . لم ينفذ عبد العزيز من بنود الفتوى ألا منع الشيعة من ممارسة العزاء الحسيني علانية وقام بهدم مانصب على القبور في مقبرة البقيع في المدينة المنورة وغيرها من المقابر التي يراها بعض المسلمين ومنهم الشيعة مقدسة . وقد كان للتماس والجوار بين نجد ومناطق يكثر فيها الشيعة دور في تعاظم الصراع ( السلفي - الشيعي )وأدت هذه الممارسات والأنتهاكات الخطيرة الى ان يعيش الشيعة محنة شديدة , حيث تم أغلاق مساجدهم ومنعهم من ممارسة شعاءرهم وفرض عليهم أعادة تأكيد ألأسلام .
وعقب أصدار للمرسوم الملكي الذي منح بموجبه شركة (standard oil of calefornia) ألأمريكية أمتياز التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية , حدثت تغيرات أقتصادية وأجتماعية مهمة في المنطقة , حيث جذبت صناعة النفط الوليدة أعدادا" متزايدة من السكان المحليين ومن المناطق المختلفة في المملكة , وكان من نتاجه بدايات تشكيل أجتماعي طبقي حديث ,لذا لم يكن غريبا" أن أنخرط الشيعة بفعالية منذ البداية في التنظيمات والحركات السياسية السرية التي شهدتها المملكة والتي كانت معروفة وموجودة على الصعيد العربي مثل القوميين والبعثيين والشيوعيين والناصريين , وفي عقد التسعينات أدركت الحكومة السعودية ان الحوار مع والانفتاح على المعارضة الشيعية يمكن بسهولة ان يهدىْ صراعا" خطيرا"..... ويبدو ان كلا" من الحكومة والمعارضة الشيعية رغبتا بشكل كبير في أ لوصول الى تدبير , والذي تمت الموافقة عليه من قبل المعارضة الشيعية في المنفى . والملك فهد في لعام 1993 وكنتيجة للمعاهدة عاد الكثير من الشيعة السعوديين المنفيين الى ألأقليم الشرقي . وكان للتطورات ألأخيرة التي جرت عقب هذه المعاهدة أن شهد التيار الشيعي في المملكة متنفسا" وأنفراجة واسعة نتيجة للتحولات الدولية وعليه تقدم أكثر من أربعمائة من قيادات الشيعة بعريضة سلمها وفد ترأسه حسن الصفار مقدمين مطالبهم التي عبرت عنها وثيقتهم ( شركاء في الوطن )وفيها أكد الشيعة أرتباطهم وأنتماءهم النهائي لوطنهم السعودية وأن مطالبهم تتقاطع وتندمج مع المطالب والتطلعات الوطنية المشتركة في ضرورة ألأصلاح السياسي وألأقتصادي وألأجتماعي وأشاعة ثقافة التسامح والقبول بالآخر , وهو مايستدعي بالضرورة أقامة دولة القانون والمؤسسات ( دولة كل المواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات ) والتي تضع الحد لكل التجاوزات ومظاهر الفساد المالي وألأداري والتأكيدعلى الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية - المنتخبة وليست المعينة - والقضائية واطلاق وتطوير خطاب ديني واعلامي وثقافي متنور يحترم ويتقبل التعددية السياسية والاجتماعية والثقافية والمذهبية .
ورغم كل ماجرى فالسجون السعودية حبلى بابناء الطائفة الشيعية ومحبي اهل البيت لالشيء سوى انهم ينادون من ضمن الاطار الذي نادى بة اسلافهم في الحرية والتحرر واحترام الحقوق والحريات , وتحجيم دور فقهاء البدو الذين ظلموا ألأسلام في انتمائهم له .. وهنا لابد لشيعة العالم ان يقفوا بشكل قوي مع الشيخ نمر باقر النمر وهو يحاكم زورا" في محاكم تفتقر للصدق .علما" أن الحكم الجائر على الشيخ النمر يعني الطوفان , والقشة التي ستقصم ظهر البعير .